في الذكرى السنوية الأولى لرحيله ..محمد حمود.. شاعرا..ناقدا وصحافيا..الغائب الحاضر

> «الأيام» مختار مقطري:

> أدهشني إلى حد الحزن، كما أدهش غيري وأحزنهم.. الحضور القليل في فعالية الوفاء التي نظمها منتدى (الباهيصمي) الثقافي بالمنصورة الخميس الماضي 11/22 أحياء للذكرى الأولى لرحيل الشاعر والناقد والصحافي المتميز محمد حمود أحمد (صديق الجميع) (ت: 2006/11/25م) ذلك الرجل الوفي والصادق الصدوق، والقلم السخي والنشيط الذي فقدته الصحافة وفقده النقد الأدبي والفني، وفقدت الحركة الثقافية برحيله شاعراً جميلاً، وكم ضحى محمد حمود براحته ووقته وصحته وسخر كل ما يملك من جهد في المتابعات والحضور الفاعل والكتاب الأدبية والفنية عن المناشط والفعاليات الرسمية وغير الرسمية، وفي المجال الشبابي، كتب عن الفنان الكبير وعن (النص نص) وعن المواهب الجديدة، وكذلك فعل مع الأدباء والشعراء..لم يبخل ولم يمن، ولم يغب يوماً عن المشهد الثقافي في عدن وكذا لحج وأبين - على الأقل- حتى حين كانت صحته تتدهور في أيامه الأخيرة كان يحرص على الحضور الفاعل في الفعاليات التي يقيمها هذا المنتدى أو ذاك، همة ونشاط ثقافي استفاد منه كثيرون وفي ذكرى رحيله الأولى غاب كثيرون.. أسماء كثيرة لم يتوقع أحد غيابها لكنها غابت، فإذا كانت قد نسيت الشاعر والناقد والصحافي كان أولى أن تتذكر الصديق الوفي الذي رحل، بكل ما فيه من صفات إنسانية جميلة قل اجتماعها في شخص واحد.. التسامح.. صفاء النفس.. القلب الطيب.. الإنسان الحميم الخدوم.. المشاعر الدافئة بالحب والوفاء.. هكذا كان.. لكنهم تغيبوا.. فلا تحزن يا قلبي.كان في مقدمة الحضور بحسب ترتيب جلوسهم الأساتذة فرحان علي حسن، عبد الرحمن إبراهيم، عوضين، مبارك سالمين، شوقي عوض، عادل بن عبدالعزيز، عبدالقادر العمودي، علي حسن القاضي، أحمد السقاف، علي محمد يحيى، ومن الفنانين حضر الأساتذة صالح التوي، فضل كريدي، عبدالله الصنح، المزمار، سالم الحطاب وأنور مبارك.

فعالية الوفاء هذه أحسن إدارتها الكابتن عوضين الذي حدد زمنها بساعة واحدة فقط وخمس دقائق لكل متداخل وهو ما أرجو اتباعه في الفعاليات وفي المنتديات، و على الرغم من غياب رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم الباهيصمي بسبب سفره إلى صنعاء إلا أن غيابه كرئيس للمنتدى وصاحب المكان لم يؤثر في إقامة الفعالية ونجاحها لأن العمل الثقافي ممارسة جماعية.. ورغم ثقة الجميع بأن المنتدى لن يغلق أبوابه لغياب رئيسه وصاحبه إلا أن الشاعر محمد الباهيصمي ظل يتابع شخصياً من صنعاء إقامة الفعالية وفاء للراحل الجميل محمد حمود أحمد في ذكرى رحيله الأولى.

قال الكابتن عوضين مفتتحاً الفعالية: «الأخوة.. الزملاء.. الأصدقاء.. المثقفون الأحباء مرحباً بكم في هذا النتدى الذي يعبر من خلال تجمعكم فيه عن قيم المحبة والإخلاص والوفاء للثقافة والمثقفين. يسرين أن أرحب بكم نيابة عن صاحب المنتدى ورئيسه الصديق الشاعر محمد سالم الباهيصمي ورئيسه الفخري وعميده الاستاذ فرحان علي حسن الأب الروحي للفنانين.إن اختياري من قبل الصديق الباهيصمي لإدارة الفعالية هو في موضع فخر واعتزاز مني على الرغم من غمرة الحزن والأسى والهموم التي تحوم حولنا ونحن نجتمع هنا لإحياء الذكرى الأولى لرحيل الصديق العزيز الصحفي والشاعر محمد حمود أحمد.. كما أعتز بأن أقدم لكم المتحدثين الرئيسيين في الفعالية الشاعرين عبدالرحمن إبراهيم ومبارك سالمين».

كلمة المنتدى ألقاها الأستاذ فرحان علي حسن الذي قال:«رحيل الشاعر والصحافي محمد حمود كان خسارة على الحركة الثقافية وعلى منتديات عدن لأنه كان يحرص على حضور كل الفعاليات في كل منتديات عدن، نحن اليوم يؤثر فينا الحزن لفقداننا هذا الصديق الصدوق، وكان لنا الشرف في تنظيم هذه الفعالية التي يشارك فيها كوكبة من المثقفين والفنانين.. كما أننا ننتظر طباعة الكتاب الخاص بالراحل الجميل محمد حمود وهناك توجيهات من جامعة عدن لطباعته على نفقتها، كما سنسهم في طباعة ديوانه الشعري.. إنا لله وإنا إليه راجعون».كما حضر شقيق الفقيد فوزي حمود مع عدد من أبنائه الصغار وقرأ كلمة الأسرة عنهم الشاب نوفل عبدالكريم وفيها قدمت الأسرة شكرها لمنتدى الباهيصمي ولكل الحضور ولاتحاد الأدباء بعدن ومدير عام مكتب الثقافة وكل أصدقاء والدهم الراحل. وأضافت الأسرة كلمتها:«بهذه المناسبة نقول كلمة وفاء تجاه والدنا رغم عمرنا القصير في كنفه إلا أنه كان رحمه الله مثلاً للأب الحنون والصديق الغالي.. وستظل أعماله الخيرة وكلماته القوية مزروعة في قلوبنا، وستظل كتاباته الصحفية فخراً واعتزازاً لنا وقصائده الشعرية منبعاً ينمي مواهبنا مستقبلاً.. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون». ولأن الحضور يعرفون جميعاً محمد حمود الإنسان آثر الشاعر والناقد عبدالرحمن إبراهيم حصر كلمته في عنوان (محمد حمود بين الصحافة والشعر) مؤكداً أن محمد حمود بدأ مشواره الإبداعي شاعراً في مرحلة الثانوية إلا أن عدم تخصصه في الشعر ترك تأثيره على الممارسة الإبداعية بسبب دراسته في كلية الاقتصاد والوظيفة وانجذابه للصحافة لكنه دخل الصحافة من باب الشعر فكان مدير تحرير صحيفة (الشباب) فلم يهتم بالشعر كما اهتم بالصحافة ومع ذلك كان شاعراً بامتياز كما كان صحافياً بامتياز، ولا أعتب عليه على إهماله الشعر فالشعر في بلادنا الجميلة وهذا الزمن الرديء لا (يؤكل عيش) مشيراً إلى أن ديوانه قد طبع بالكمبيوتر في اتحاد أدباء عدن وتعهدت جامعة عدن بطباعته بفضل حماس وجهود د. أحمد علي الهمداني. ثم قرأ قصيدة جميلة للراحل الجميل محمد حمود بعنوان (عودة الطائر المهاجر) يقول مطلعها:

عاج الشقي إلى رسم يساؤله

وعجت أسأل عن أحوالها اليمن

مشيراً إلى تأثره بأبي نواس في قوله:

عاج الشقي إلى رسم يساؤله

وعجت أسأل عن خمارة البلد

وإلى تأثره بالمتنبي في قوله:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن مؤكداً أن الفقيد أجاد كتابة القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة معاً وأنه في الصحافة كان يكتب على خلفية ثقافية صلبة حتى في التغطيات وليس كما يفعل غير من ممتهني الكتابة في هذا المجال.

وقال الشاعر مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد الأدباء بعدن:«هذا المساء هو مساء للتذكر والترحل على روح الزميل الغالي والأخ الحبيب محمد حمود، نحتفل فيه بالصدق والوفاء والمودة الصافية والنبل وتلك من صفات فقيدنا الراحل الذي أرجع بدء علاقتي به إلى بعض المحطات أولها عندما كان يعمل في منظمة اتحاد الشباب في الدائرة الفكرية (الايديولوجية) ثم في عمله في وزارة الاقتصاد ثم تفرغه للعمل بالمجال الشبابي فكان مديراً لتحرير صحيفة (الشباب) فكان لا يغادر مقر عمله ليومين متتاليين أحياناً وفي هذا السلوك كان في منتهى الفرح بممارسة عمله فلم يكن ميالا للثرثرة فهو رجل ميدان ينجز كل المهام الملقاة على عاتقه بمنتهى العشق والمحبة وبكل اقتدار. وقد فقدته الحركة الشبابية وكان متميزاً في هذا الحقل».

وتحدث الزميل أحمد السقاف محرر الصفحة الثقافية في «الأيام» معدداً مناقب الفقيد، وقال:«لقد عرفت صديقي الغالي عطر الذكر محمد حمود أحمد على مدى 8 سنوات أو تزيد قليلاًً مساهماً نشطاً في تحرير الصفحة الثقافية وإغنائها بالمقالات والتغطيات الأمينة، كان رحمه الع واسع الاطلاع متمكناً من أدوات الكتابة في مجال الأدب والشعر، واطلعت في الفترة الأخيرة قبل وفاته على مجموعته الشعرية التي نأمل صدورها قريباً مع كتاب تأبينه والتي كما علمنا من الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم أنها في طور المراجعة لإعدادها للطباعة في جامعة عدن، فوجدت أنها تحوي قصائد تنم عن شاعر متمكن وتنساب رومانسية جميلة.

وإن كان الفقيد قد اتجه إلى الاشتغال بالصحافة فالصحافة كما الشعر لا يجني المشتغل فيها غير الأرق والتعب وسهر الليالي إلا أنه التعب اللذيذ الممزوج بالعشق للمهنة.

وفي الأخير أسأل المولى تعالى له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون» وقال الأستاذ علي حسن القاضي رئيس اتحاد الأدباء بلحج: «نشكر منتدى الباهيصمي نيابة عن أدباء لحج لاهتمامه بهذه الشخصية الكبيرة التي نقدرها تقديراً عالياً لأنه ساهم في كثير من من فعاليات اتحاد الأدباء بلحج، وقد عرفناه من خلال جمعية تنمية الموروث الشعبي في فعاليات تكريم سعودي أحمد صالح ومحمود السلامي وأحمد سيف ثابت وغيرهم وقد أسهم في توثيق هذه الفعاليات وكانت تغطياته لها متفردة لأنه يغني التغطية بثقافته وهذه من خصائص إبداعية وكم أرجو لو جمعت إسهاماته في كتاب يحمل عنوان (أدباء وفنانون عرفتهم) ومن المؤسف اليوم حضور عدد قليل لهذه الفعالية، وأنا الآن أراقب غياب كثير من الأدباء والفنانين الذين عرفوا محمد حمود وعرفوا فيه الوفاء لهم وتقديره إياهم». وقد عقب الكابتن عوضين على الجزء الثاني من حديثه مشيراً إلى أن محمد حمود كان من مؤسسي جمعية تنمية الموروث الشعبي ومن المؤسف عدم حضور أعضائها أو مجموعة منهم أو حضور من يمثلها بالإنابة، خصوصاً وأن الراحل الجميل محمد حمود له بصمات في نشاط الجمعية وقدم لها الكثير وكان له فضل التعريف بأنشطتها بالخبر والتغطية الصحفية.

وإلى جانب هؤلاء شارك في الحديث كل من شوقي عوض (ننشر كلمته في عدد لاحق) وصالح الصنح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى