ساركوزي لن يتهاون حيال "الزعران" في الضواحي

> باريس «الأيام» ا.ف.ب :

>
اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا مساء أمس الأول حزمه حيال "الزعران" و"المهربين" بعد ليلتين من اعمال العنف الاحد والاثنين في احدى ضواحي شمال باريس.

وعلى صعيد آخر، اعلن ساركوزي عن اجراءات محدودة المدى لدعم القدرة الشرائية التي تتصدر مشاغل الفرنسيين، في وقت انخفضت شعبيته عن مستوى 50% للمرة الاولى منذ انتخابه في ايار/مايو بموازاة تسجيل هبوط حاد ومفاجئ في معنويات العائلات الفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال ساركوزي في مقابلة بثتها الشبكتين التلفزيونيتين الفرنسيتين الكبريين ان "الجمهورية لن تتنازل قيد انملة" بعد اعمال العنف التي اشعلت ضاحية فيلييه لوبيل ليلتي الاحد والاثنين.

وتعتبر اعمال العنف هذه التي اوقعت حوالى 130 جريحا في صفوف الشرطة اصيب معظمهم برصاص بنادق صيد، الاخطر منذ موجة اعمال الشغب التي اجتاحت ضواحي كبرى المدن الفرنسية في خريف 2005.

وندد ساركوزي ب"الزعران غير المنظمين المستعدين للقيام باي شيء" و"المهربين" في الضواحي.

وقال "ان يطلق افراد النار على قوات الامن، على موظفين يؤدون واجبهم على اراضي الجمهورية، هذا امر لا يمكن ان اقبله".

وتابع "سنعثر على مطلقي النار واحدا واحدا" متوعدا باحالتهم الى "محكمة الجنايات".

وردد ان اعمال العنف والشغب لا تمت بصلة الى "مشكلة اجتماعية" تطاول الضواحي الفقيرة التي يتحدر غالبية سكانها من اصول مهاجرة وتتفشى فيها البطالة.

وتعهد بالاعلان عن خطة للضواحي الحساسة في كانون الثاني/يناير.

وكان الرئيس وجه الرسالة ذاتها قبل الظهر في كلمة القاها امام حوالى الفي شرطي ودركي وقال فيها ان "ما حصل في فيلييه لوبيل لا يمت بصلة الى ازمة اجتماعية بل انه مؤشر الى تصاعد دور الانذال".

وعبر الشرطيون الفرنسيون الاربعاء عن "مخاوفهم" حيال موجة عنف جديدة تستخدم فيها بنادق الصيد ضدهم في الضواحي.

واوضح مسؤول كبير في الشرطة ان "العنصر الجديد" في احداث فيلييه لوبيل هو ان الشبان الضالعين في المواجهات استهدفوا مباشرة الشرطيين ولم يترددوا في اطلاق النار عليهم.

واقر فرنسوا وهو من عناصر قوات الامن ال130 الذين اصيبوا بجروح منذ الاحد بانه شعر "بالخوف امام شبان يحملون بنادق صيد ويطلقون النار عن كثب على الشرطيين" مضيفا "خيل لنا انهم قدموا لقتلنا".

واكد شهادته شرطيون ودركيون اخرون ومسؤولون في نقابة الشرطة استقبلتهم وزيرة الداخلية ميشيل اليو ماري بهذا الصدد مطلع الاسبوع حيث صرح برونو بيسكيزا المسؤول النقابي "قلنا لها ان زملاءنا على الارض شعروا بالخوف".

وبدأت اعمال العنف اثر مقتل فتيين حين صدمت دراجتهما النارية سيارة شرطة.

وخصص ساركوزي قسما من كلمته مساء أمس الأول لقضية القدرة الشرائية.

وقال انه يعتزم "وضع وقود مجددا" في محرك النمو الذي تأمل الحكومة ان يصل معدله هذه السنة الى 2% فيما يرى معظم الخبراء الاقتصاديين ان هذه التوقعات تنم عن تفاؤل مبالغ به.

وعاد ساركوزي الى شعار حملته الانتخابية "العمل اكثر لكسب المزيد" فاقترح تقاضي مبالغ مالية لقاء ايام العطلة الاضافية الناتجة عن تخفيض دوام العمل الى 35 ساعة، وفق اصلاح يعود طرحه الى الحكومة الاشتراكية عام 1998، كما اكد عزمه على زيادة امكانية العمل يوم غداً الاحد.

واقترح ربط قيمة الايجارات التي شهدت ارتفاعا كبيرا بمؤشر الاسعار وليس بمؤشر ثمن البناء كما هي الحال الآن.

وتطرق الى الحركة الاحتجاجية الجارية في الجامعات فاعلن ان الدولة الفرنسية ستبيع 3% من رأسمال شركة كهرباء فرنسا لتمويل "خطة استثمار" بقيمة خمسة مليارات دولار في الجامعات الفرنسية.

وكان خبراء اعتبروا قبل هذه الكلمة ان ساركوزي يملك هامش مناورة ضيق على صعيد التدابير التي يمكنه اتخاذها.

وقال الرئيس "ان الفرنسيين لا ينتظرون مني ان اوزع هدايا مثل بابا نويل في حين يعرفون حق المعرفة ان الصناديق خالية من المال".

ولفتت نقابة "القوة العمالية" مساء أمس الأول الى ان ساركوزي لم يعلن عن "اي اجراء عملي وفوري" للموظفين.

واظهر استطلاع للرأي جرى أمس الأول ان شعبية ساركوزي تراجعت الى 49% بعد فترة سماح افاد منها طوال الصيف، فيما اعتبر 87% من الفرنسيين ان الحكومة غير فاعلة في مكافحة ارتفاع الاسعار.

وواجه ساركوزي اخيرا ازمة اجتماعية حين شهدت وسائل النقل اضرابا استمر تسعة ايام احتجاجا على اصلاح انظمة التقاعد الخاصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى