هل نلجأ إلى ساحة الحرية لحماية معالم عدن؟

> نجيب محمد يابلي:

> إن من يتابع الموقف من معالم عدن منذ 7/7/1994م سيجد أن هناك مخططاً ظلامياً وآثماً يهدف إلى محو معالم عدن، ولم يعد الأمر قابلاً للتبرير من السلطة، كما لم يعد الأمر قابلاً للسكوت والمهادنة من قبل منظمات المجتمع المدني في محافظة عدن وكل الحضاريين والحضريين الشرفاء في عموم البلاد، بل وكل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالآثار والمعالم.

إن هذا المخطط سيء الصيت فهو يستهدف هذه المدينة الطيبة التي أعطت ولم تأخذ، التي أحبت ولم تكره، التي وضعها التاريخ الحديث في صدارة المجتمع المدني وعراقة المؤسسات والخدمات على مستوى الجزيرة العربية، ومن شواهد التاريخ أنها حصدت المراكز الأولى في المؤسسات التشريعية والبلدية والمصرفية والإدارية والبريدية والبرقية.

لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أننا قد بلينا بقوم لا علاقة لهم بالمجتمع الحضري، ولا تغلبهم الروح الوطنية لأنهم قبليون حتى النخاع، ولا يحترمون مشاعر وإرادة السكان المحليين الذين ينتمون لهذا التاريخ ولتلك المعالم، فالأمر لا يعنيهم أن يهدم جامع أبان، وأن يمحى سوق الشيخ عثمان القديم، أو تباع مدرسة أبناء السلاطين والمشايخ في جبل حديد الذي ارتبط بها الزعيم المصري الكبير سعد زغلول باشا، ويشاع أن أحد المتنفذين باعها بالمبلغ الفلاني وبالعملة الصعبة.

شاهد آخر على انعدام الذوق عند هؤلاء القوم فقد شوهد أحد أبواب معسكر جبل حديد مرمياً على الأرض يوم الأحد الموافق 16 ديسمبر 2007م والدليل على عشوائية هؤلاء القوم الذين لم يخبروا بعد دولة النظام والقانون أن معسكر جبل حديد يرمز إليه بـ D4 في المخطط العام للمناطق المحمية للمنطقة الحرة، بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (65) لعام 1993م ومساحته 95 هكتاراً (أي 950 ألف متر مربع) وتم التصرف به على نحو مغاير لما هو محدد له في القانون، وامتد العبث بالمال العام إلى معسكر طارق (ورمزه في المخطط العام E5) ومساحته 50 هكتارا، ومسعكر بدر، ومدرسة الطيران المدني (ورمزه F6 ومساحته 198 هكتارا) أي أن إجمالي العبث بأراضي محافظة عدن بلغ (343) هكتارا (أي ثلاثة ملايين وأربعمئة وثلاثون ألف متر مربع).

يدور حديث في الوسط الاجتماعي حالياً أن الحيتان تنوي التصرف بالبريد العام بكريتر، وهو من المباني القديمة وأحد معالم مدينة عدن وسيجري هدمه لبناء مركز تجاري وسينتقل البريد العام مؤقتاً إلى مبنى خاص مجاور دون الاكتراث لمشاعر سكان المدينة.

المخطط الإجرامي الماسوني والنتن يستهدف أيضاً منارة البريد، وهي من المعالم التاريخية، لأن عملية الهدم لمبنى البريد العام ستؤثر ولا شك على منارة عدن، وبالتالي سيتم إزالتها، وإزالة المنارة أو مكتب البريد لا تشكل شيئاً للحيتان لأنهم بدون مجتمع مدني ولا معالم تاريخية.

علينا أن نستعد من الآن ونحشد الرأي العام للخروج إلى ساحة الحرية للإعراب عن استنكارنا لكل ما يحدث من أعمال مناهضة للثقافة والتراث، وعلينا أن نستحدث موقعاً لنا في الشبكة العنكبوتية نوافي من خلاله المانحين بشكل عام بما يحدث في مدينتنا، ونخاطب أيضاً المنظمات الثقافية الإقليمية والدولية المعنية بالمعالم والآثار لتمارس ضغوطاً على النظام لاحترام معالمنا وآثارنا وأرضنا وثرواتنا وحقنا في الاقتسام العادل للثروات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى