في افتتاح معرض التاريخ الطبيعي والثقافي لأرخبيل سقطرى في عدن .. السفير البريطاني:قد لاتعرفون بأن الكابتن (هينس) قام بعملية احتلال سريعة مؤقتة لجزيرة سقطرى

> «الأيام» عبدالقادر باراس:

>
افتتح مساء أمس معرض التاريخ الطبيعي والثقافي لأرخبيل سقطرى بعنوان: (سقطرى أرض شجرة دم الأخوين) التابع للحديقة الدولية الملكية للنباتات بأدنبرة - المملكة المتحدة، في قاعة المعارض بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بمدينة عدن، والذي يعد الأول في اليمن، ويستمر حتى 31 يناير. ونظم المعرض وأشرف على إقامته المجلس الثقافي البريطاني بمشاركة برنامج صون وتنمية أرخبيل سقطرى وجمعية الصداقة اليمنية البريطانية.

المعرض يركز على أهمية سقطرى كواحدة من أهم المناطق البيئية وكموطن لأنواع نادرة من النباتات والحيوانات في العالم، وعن كيفية الحياة والتعايش بانسجام مع البيئة.

حضر افتتاح المعرض م. عبدالرحمن الإرياني وزير المياه والبيئة والأخ د. محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والأخ نبيل الفقيه وزير السياحة وسعادة تيموثي تورلوت السفير البريطاني والأخ عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن، ومدراء مكاتب السياحة والثقافة والآثار والمخطوطات والسيدة إليزابيث وايت المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني باليمن وعدد من الباحثين والمهتمين.

وفي المعرض التقت «الأيام» سعادة السفير البريطاني تيموثي تورلوت الذي قال:« قبل أقل من شهر من الآن احتفلت اليمن بالذكرى الأربعين للانسحاب البريطاني من عدن، وكما يعرف الكثيرون منكم بأن اهتمام بريطانيا بمدينة عدن أتى بسبب نوايا البريطانيين لإنشاء محطة للتزود بالفحم في هذا الموقع الإستراتيجي الذي يقع على خط السير بين بريطانيا والهند، ولكن قد لاتعرفون بأن عدن لم تكن الاختيار الأول لهذه المحطة، حيث قام الكابتن (هينس) مع أسطول شركة الهند الشرقية بمسح جزيرة سقطرى أولا وحددها لأغراض الشركة، وعندما فشلت المفاوضات مع السلطان قاد الكابتن هنس عملية احتلال سريعة ومؤقتة للجزيرة.

وبعد فترة من ذلك بدأ نوع مختلف من الارتباط بين بريطانيا وجزيرة سقطرى، ففي عام 1880م قام عالم النبات الاسكتلندي (بالفور بيلي) بزيارة الجزيرة لمدة سبعة أسابيع، وقد بدأ شراكة بين الحدائق النباتية الملكية لأدنبرة وجزيرة سقطرى استمرت حتى الآن منذ 127 سنة، لقد قاد هذا التعاون إلى العديد من الاكتشافات ونشر العديد من الإصدارات الهامة والزيارات المتبادلة لعلماء وخبراء وطلاب، بالإضافة إلى المعرض الذي نفتتحه اليوم.

وقد تم تنظيم هذا المعرض للمرة الأولى بأدنبرة في اسكتلندا في صيف 2006م. وقد جذب المعرض آنذاك أكثر من 55000 زائر من بينهم الأمير (تشارلز) وقد أثار هذا المعرض اهتمام الصحافة الكبير في اليمن ولدى العامة وفي جزيرة سقطرى على وجه الخصوص.

وقد أحضر المجلس الثقافي البريطاني المعرض الآن إلى اليمن، حيث يقام في الوقت الحالي في عدن، وسيقام العام القادم في صنعاء، وأخيراً في مركز الزوار المقترح إنشاؤه في سقطرى، وأنا متأكد بأن المعرض سيلقى الإعجاب كما حدث في اسكتلندا على الأقل».

وأضاف السفير:« لقد أصبحت شجرة دم الأخوين رمزاً للهيئات المعنية بالحفاظ على البيئة، والتي تسعى للحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية، وكذلك أنماط الحياة الإنسانية التي لديها الكثير لتعليم العالم الحديث عن العيش بانسجام مع البيئة. فمن بين 850 نوعاً من النباتات الموجودة في الجزيرة هناك نبات نادر على الأقل بين كل ثلاثة نباتات، وهذه الميزة تكفي لأن تجعل الجزيرة شيئاً ثميناً.

يسعى هذا المعرض كذلك للتعريف بالخطر الذي يهدد التوازن الهش في الجزيرة نظراً للمشاريع التنموية وبناء الطرق بشكل عشوائي، والسياحة التي بدأت تغير الجزيرة بشكل مستمر.

وتعّد جزيرة سقطرى كنزاً ثميناً يمتلكه اليمن، وإنه لأمر مهم أن يتم الحفاظ عليها لليمن وللعالم أجمع».

كما ألقى الأخ د. محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة كلمة قال فيها:

«لاشك أن هذا المعرض يأتي في إطار الاهتمام الدولي بحماية الأرخبيل ومكوناته التي لاتعتبر ملكاً لليمن فحسب بل للإنسانية بأسرها.

فمنذ قيام الوحدة المباركة أصبح أرخبيل سقطرى قبلة الباحثين والدارسين والسائحين، بما توفر له من سبيل العيش وسبل الوصول إليه جواً وبحراً، بعد أن عاش في عزلة شبه تامة لعقود من الزمن.

فعلى مر العصور أطلقت على سقطرى أسماء كثيرة مثل جزر البخور- اللبان- دم الأخوين-البركة- النعيم.

وتعتبر جزر أرخبيل سقطرى متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحويه من تنوع بايلوجي نادر، فيوجد في الأرخبيل مايزيد عن 270 نوعاً من النباتات التي تنفرد بها سقطرى، ولاتوجد في أي مكان في العالم.

كما تعتبر سقطرى موئلاً للعديد من أنواع الطيور والحشرات والأحياء البرية والبحرية مما يجعلها تحتل مكانة بارزة في قائمة التراث العالمي، وتحوز على اهتمام المنظمات الدولية المهتمة بالبيئة والتراث المادي واللامادي في العالم».

شمل المعرض الذي أبهر الزوار إدخال عالم بيئي، من خلال عرض وسائل إيضاحية بالصوت والصورة والعديد من الصور الفوتوغرافية المعبرة عن أنشطة الحياة السكانية ومساكن عيشهم، ويتضمن النمط المعماري التقليدي في استخدام التشكيلات الطبيعية في بناء مساكنهم كالكهوف والصخور الضخمة والأكواخ المستديرة والحجرية والمواد التي يقومون بجمعها لبناء منازلهم مثل الأحجار والخشب والأغصان المتساقطة من الشجر وسعف النخيل، وشملت الصور أيضاً أدوات صيد السمك والصناعات الحرفية، ومهنة الرعي والاصطياد، وأهم النباتات ومنها الصبار (الصبر السقطري) والبنفسج الفارسي وأهم النباتات البيجوينا والنباتات العصارية وشجرة الخيار والعصارية القارورية، والكائنات البرية كالمياه العذبة والأنواع المتوطنة التي لاتوجد في أي مكان في العالم سوى في جزر سقطرى، إلى جانب إبراز طرق الحياة التقليدية لسكان سقطرى.

وقد تخلل المعرض رقصات شعبية تمثل البيئة السقطراوية.

الجدير بالذكر أن الحديقة الملكية للنباتات في أدنبرة تعد من المعارض الرائدة في مجال النباتات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى