> حتى أمس الأحد خامس أيام عيد الأضحى المبارك تتواصل الاحتفالات الفرائحية في عدد من مناطق ومدن وادي حضرموت منذ اليوم الأول، حيث نظم الأهالي لجاناً خاصة لإكساب هذه الأيام تقاليد تراثية بعثت من جديد في ظل عدم وجود الحدائق والمتنفسات، التي من المفترض أن تكون لاستقبال الصغار والعوائل، الذين ذهب منهم العديد إلى مدينة المكلا جماعات لقضاء عطلة العيد.. والاحتفالات البهيجة بوادي حضرموت منها ما هو كالعادة في كل عيد حيث التجمعات ودق الطبول، ففي شبام نظمت الزينة في الصباح، كما أقام شباب مسجد عقيل بسحيل شبام، وفي البطحاء مهرجان (نزهة العيد) استعرضت فيه أهازيج وألعاب الصغار، فيما نظم شباب مسجد بن أحمد مساء أمس الأول حفلا دينيا أمام ساحة قصر شبام تم فيه تكريم تسعة من حفاظ القرآن الكريم والطلبة المبرزين في حلقات المسجد، وفي سيئون نظمت حافات المدينة ألعاباً شعبية وتراثية بمنطقة القرن، وفي سحيل سيئون وفي حي الوحدة قدمت فرقة الأصدقاء للألعاب الشعبية رقصة زفة العروس، وتمتد الاحتفالات حتى يوم الجمعة القادم تتخللها المسابقات ومهرجان ألعاب الأطفال وفقرات للمبدعين والمواهب وأقيمت تظاهرة نوعية حيث عواد النساء ومسابقة ثقافية.

وفي منطقة خشامر بمديرية القطن أقام المجلس الأهلي بحضور الأعيان ومواطني خشامر (مهرجان العواد) لعام 1428هـ اختتمت أمس الأحد، حيث استعرضت فقرات من موروث الألعاب الشعبية ومعارض على الهواء الطلق وأمسيات ثقافية ومعرض للصور والمقتنيات الحرفية وكذا مسابقات ترفيهية، وكانت احتفالات منطقة خشامر برعاية ودعم من وحدة الأوزون بالهيئة العامة لحماية البيئة في الجمهورية اليمنية، وهكذا ما تزال الألعاب ومهرجانات التراث بمناطق الوادي تتواصل وسط حضور كثيف من المواطنين.

أحياء سيئون تحتفل بعيد الأضحى المبارك بالنكهة التراثية الأصيلة

تواصلا للفعاليات العيدية بعموم محافظات الجمهورية، نظم فرق أحياء مدينة سيئون بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات عدداً من الفعاليات التراثية والأهازيج الشعبية، حيث أحيت فرقة شباب (حي السحيل) بسيئون عقب أداة صلاة العيد مباشرة وأمام قصر سيئون عددا من الرقصات التراثية والشعبية، وعزفت على مدار ساعة كاملة وسط حضور كبير من الكبار والأطفال على إيقاعات الطبول رقصة (الزامل) التي تشتهر بها المدينة عكست تمسك أولئك الشباب بتراث أجدادهم العريق.

كما شهد اليوم نفسه احتفالات كبيرة ومتعددة أقامها مختلف فرق وعدد أحياء المدينة.. ففي حي القرن أقامت لجنة الألعاب الشعبية والتراثية بالحي أوبريتاً تراثياً للوحة زراعية وصفت طرق زراعة محصول القمح وعملية حصاده، والأهازيج التي ترافق هذا المحصول... راسمة الأجداد وهم يتغنون بها متناسين ما يلاقونه من إرهاق وتعب أثناء زراعته، وتهدف هذه اللوحة الأوبريتية لتعريف الشباب بأهمية هذا المحصول وتشجيعهم على رزاعته لتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد كونه القوت الأول للمواطنين.

وشهد حي الوحدة عرضاً تمثيلياً لحفل مراسيم الأعراس القديمة، فاحتفلت العروس بزفها على الجمل وشهدت الذبح عند رجليها العطرتين، وغيرها من العادات والتقاليد التي اندثر معظمها في وقتنا الراهن.

وأمام قصر سيئون التاريخي أقامت فرقة (مواهب شباب العصيدة) للألعاب الشعبية أهازيج تراثية شارك فيها عشاق الفن التراثي وبحضور جماهيري كبير.

اليوم الثاني.. أحياء سيئون تمتلئ فرحاً وطرباً بالعيد السعيد

نظم مكتب وزارة الثقافة في ثاني أيام العيد السعيد، وبالتنسيق مع لجان الحويف والعدد الشعبية ألعابا شعبية (شبواني) وذلك انطلاقا من أمام الاستاذ الرياضي وانتهاء بمسجد عمر بن الخطاب.

كما شهدت عصر اليوم نفسه مدرسة الخليفة عمر بن الخطاب بحي الوحدة حفلا فنيا للنساء والأطفال، شاركت فيه زهرات المدرسة بأناشيد عيدية، وكانت مديرالمدرسة قد ألقت كلمة هنأت في مستهلها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وكافة أبناء اليمن عموما بالعيد السعيد شاكرة كل من ساهم في إبراز نشاط المدرسة.

وفي حي السحيل نظم شباب الحي عصراً حفلاً كبيراً تخلله عدد من المسابقات الثقافية والألعاب الترفيهية، خاضها أطفال الحي بمشاركة الحاضرين الذين علت أصواتهم وهتافتهم تفاعلاً مع أطفالهم الصغار، وتشجيعا ًلهم وبمباركة من كبار السن الذين قدموا عددا من القصائد التراثية والشعبية الخاصة بالأعياد والأفراح. وتوجت تلك الأفراح والاحتفالات العيدية بعرض مسرحي أقيم مساء وتحت عنوان «الطمع فضاح» واختتمت الفعاليات بتكريم المبرزين الشباب الذين كان لهم الفضل في إقامة تلك الفعاليات.

يذكر أن منظمي هذ ا الاحتفال شباب حلقات مسجدي الحداد والعمودية بالحي، وعلى الصعيد نفسه أحيت لجنة الاحتفالات بحي القرن بسيئون مساء مسرحية كوميدية تحت عنوان «نصيف الله» نظمتها فرقة سبأ بالحي.

ثالث أيام العيد.. فرحة الأطفال تغني للكبار أناشيد العيد السعيد

نظمت لجنة الاحتفالات بحي القرن في ثالث أيام العيد السعيد عدداً من الألعاب الشعبية (الشوباني)، والرقصات التراثية التي تفتخر وتتميز بها مدن وادي وصحراء حضرموت، وذلك بمشاركة حافة الحوطة بمدينة سيئون حيث أطلق الشعراء ما في ذخيرتهم وأفرغوا ما تخبئه جعبتهم من أشعار تعانق رقصات المشجعين، وتسلب لب الحاضرين لتعبر بذلك عن فرحة الجميع بالعيد السعيد.

وفي حي الوحدة شاركت لجنة الاحتفالات أطفال الحي فرحتهم بالعيد بإقامة مسابقات ثقافية ودينية وألعاب ترويجية، وبدورهم رد الأطفال جميل تلك المبادرة بكلمات الثناء والشكر التي تغنوا بها في أناشديهم وأهازيجهم وبأصوات شجية وألحان رائعة.

وتممت تلك الاحتفالات بتقديم الهدايا والجوائز التشجيعية للأطفال الفائزين والمبرزين.

وأقامت لجنة الاحتفالات بالحي احتفالا إنشادياً ومسرحياً شاركت فيه فرقة السرور بمدينة سيئون مساء اليوم نفسه.

سيئون غير في أيام العيد... عوادات ورقصات شعبية

كما شهدت مدينة سيئون في رابع أيام العيد المبارك عدداً من الفعاليات، حيث نظم مكتب فرع وزارة الثقافة بالوادي والصحراء بحي السحيل ألعابا شعبية وعروضا من رقصة (الزامل) التي هي أحد الفنون اليمنية التراثية الأصيلة، والتي تعتبر من الرقصات التي تؤكد على وحدة اليمن أرضا وإنسانا، وكانت فعالية السحيل قد تخللها تقديم رقصة الشرح التي انطلقت من أمام السدة الغربية بالحي إلى أمام ساحة أشهر مسجد في الحافة مسجد باعلوي.

وفي حي الوحدة أقيم على ساحة مسجد الخطاب بسيئون مساء اليوم نفسه حفل عواد بين جيران وساكني ومواطني الحي الذين تبادلوا التهاني العيدية فيما بينهم لزرع المحبة والألفة بين الجميع، والتي رسمت على وجوههم الفرحة والغمرة بالسعادة، مشيدين بالجهود التي بذلها منظمو هذه الاحتفالات التي شهدها الحي، متمنين أن تستمر تلك الفعاليات طوال الأعوام القادمة بمشيئة الله.

وكما أقيم عواد للنساء بحي الوحدة عصر أمس الأول شارك فيه جميع نساء الحي، وتخلل تلك العوادات تقديم عدد من المسابقات والأسئلة الفكرية والثقافية والجوائز التشجيعية.

كلمة شكر وعرفان

في بادرة إذاعية وإعلامية متميزة شاركت إذاعة سيئون وموقعها على الانترنت في نقل الفعاليات العيدية التي شهدتها أحياء مدينة سيئون وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، حيث سخرت مهندسيها ومذيعيها ومنفذيها لإيصال تلك الاحتفالات إلى كل بيت من وادي حضرموت ومسامع كل مغترب في خارج اليمن، ونحن إذ نرفع أسمى وأبلغ معاني التحية والتقدير لأولئك الفرسان الذين تجشموا كل إرهاق وتعب لنقل تلك الاحتفالات، ونخص بذلك الأستاذ أحمد محفوظ بن زيدان مدير الإذاعة الذي لا يألوجهدا في تقديم أكمل صورة للمستمعين، كما نخص أيضا المهندسين هاني الحداد وممدوح عبدهود، والمنفذ هود باسيود والمذيعين أحمد علي السقاف، وصالح باصالح.

وتستمر فعاليات العيد حتى خامس أيام عيد الأضحى المبارك.