وللفن أسراره ..الفن بين المهزلة والبهذلة

> «الأيام» فاروق الجفري:

> ما هذه الفجعة العاطفية حول الحب وأنينه التي تخرق الآذان ويحملها المطربون رجالاً ونساء عبر الأثير والتلفزيون والسينما؟ وما هذا الشعر المتدفق منذ عصر الجاهلية حتى يومنا هذا الذي يمتلئ بالغزل وبالتأمل في جمال المرأة والتعجب بحسنها ؟ وما تلك الآثار الفنية التي تحكي الكثير عن علاقة آدم بحواء عبر عصور مختلفة من التاريخ؟ وما هذه القصص الخرافية التي خلدها التاريخ بين انطونيو وكيلوبترا وروميو وجوليت وعنتر وعبلة وقيس وليلى والقصص التي مازالت تطرح حول آدم وحواء ولا تفتر لها حركة؟ هل هو جوع نحو الحب الذي لا يشبع أم آلام متوجعة مليئة بالآهات والتأوهات لآثار الحب على الكيان العضوي للإنسان فبدلاً أن يعيش في حسرة يجد من خلال الفن بألوانه وأنواعه ملاذاً ليبوح بشيء من أسرار لوعته حتى يخف تأثيرها عليه، أو يحيلها إلى متعة تعطي له السعادة حتى ولو كان إحساسه مرارة لخيبة أمله؟ ويبدو أن كل القيم الأخلاقية والقوانين التي تنظم سلوك الأفراد وحرياتهم كل هذا له مفاهيمه وهو في واد وما يعرض بوسائل الإعلام المختلفة في واد آخر. فالشاشة (تلفزيون أو سينما) تعرض باستمرار أنماطاً من السلوك وألواناً من العلاقات بين الرجل والمرأة التي تؤدي إلى الحب ثم الزواج أو تضع العراقيل المادية والطبقية التي تقف ضد الحب وتستنكر حدوثه بين طرفين غير متكافئين.

والتكافؤ في نظر مؤلفي القصص للسينما أو التلفزيون يستمدونه عادة من مقومات الأخلاق السائدة في المجتمع فعلى الرغم من أن القيم الإسلامية التي تدين بمبادئ القرآن الكريم تنص صراحة على أنه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وتجعل من التقوى أداة التفضيل ومعياره فالنفوس تحمل معنى الخير والعدل والحق إلا أنه في أمور الحياة الواقعية يبدو أن شباب اليوم لا يلتزم في حبه، فالحب يتم بين الذكر والأنثى دون التزام بهذا المنهج. فالحب يتم بين الذكر والأنثى أياً كان موضعهما وبصرف النظر عن كل العوارض الاجتماعية القائمة، لذلك اهتم المؤلفون بعرض العراقيل التي تعوق عادة شاباً وشابة من إنجاز أملهما وحبهما بالزواج محاولين تفتيتها على الشاشة (سينما وتلفزيون) حتى يغير المجتمع منهجه إزاءها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى