أحمد درعان.. و17عاماً!!!

> «الأيام» محمد علي محسن:

> رحل عن دنيانا في مغرب الأربعاء 26/12/2007، رحل بعد أن ودع والده عبدالله درعان رحمهما الله قبل ما يقرب الشهر وبنفس يوم الأربعاء. رحل الدرعان بعد معاناة دامت 17عاماً خارج نطاق الوظيفة بسبب خدمة التجنيد قبل22مايو 1990م، بعد أن أكمل دراسته الابتعاثية إلى ما كان يسمى (بالاتحاد السوفيتي) .

عانى الدرعان كل صنوف اللامبالاة من رؤسائه رغماً عنهم فاضطروا إلى إرساله لخدمة التجنيد العسكري، وهو الذي درس بمعهد الفنون الجميلة في عدن الجميلة، وابتعث للدراسات العليا ليكمل دراسته الأكاديمية في مجال الموسيقى.. تثقف ونهل من علوم الموسيقى وعاد ليفيد ويستفاد من ابتعاثه، إلا أنه واجه العسكرة والتجنيد الإجباري أمامه وقيد له من استغل موقعه القيادي واختلف معه رغم أنه موسيقي، إلا أن المدارس تختلف من بلد لآخر.. فزج به في أتون وغياهب الجندية الإجبارية مما اضطره ليضحي بسني الدراسة والابتعاث والتحصيل العلمي ظناً منه أن لا يتنازل عن رأيه وكل ذلك أمام سكوت زملائه الموظفين نزولاً عند رغبة المسؤولين.

فدفع الثمن غالياً بأن تخلف عن خدمة التجنيد وفصل من العمل نتيجة لغيابه المستمر، ولنا أحباء وزملاء أعزاء قدموا الواجب للراحل درعان.

الدرعان أحمد عبدالله من أسرة ناضلت وعانت وقدمت القربان بحب الوطن.

فعلي عبدالله درعان المسرحي الذي بدأ يلمع نجمه راح ضحية الوطن وحسب على علان وفلتان في زمن الصراع والأنانية، ورحل أحمد عبدالله درعان في حادث مروري يوم الأربعاء المشؤوم سيراً على الأقدام، بعد تردده يومياً على مكاتب الخدمة المدنية، الثقافة ،الإعلام، التربية والتعليم، وغيرها.

رحل عازباً بعد عمر تجاوز الـ47عاماً عاطلاً عن العمل.. رحل بعد أن أفنى من عمره 23 عاماً طالباً للعلم على أقل أن يبني مستقبلاً ويؤسس بيتاً وأسرة، ولكن صدت كل الأبواب الدنيوية بوجهه، ليقابل ربه المولى الكريم الذي لا تضيع عنده آمال عبيده، ويلقاه شهيداً بحادث مروري مؤسف لنا وعظيم له بلقاء ربه وباريه بعد مغرب الأربعاء مودعاً الحياة الفانية بين دهاليز (المتابعة).. فهذه حال الدنيا.

رحم الله أحمد درعان الذي رحل عن دنيانا بعد أن خدم الأحباء والزملاء وبأبسط ما يتصوره المرء منا بتردده، وسؤاله عن حالنا، وهو الذي كان بأمس الحاجة لمن يسأل عليه.

فهنيئاً لك يا أحمد.. يا من استويت في أعيينا عظيم الروح.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى