هدية الكركديه

> «الأيام» د.صلاح بن محرز:

> قبل حوالي السنة تقريبا أهداني أستاذي القدير د. مبارك حسن الخليفة علبة من شاي الكركديه، وكان يصف فوائده العظيمة في خفض ضغط الدم، وبعدها بفترة تعرفت على زميل مصري دعاني لشرب (القرديب) وظننته في البدء يمزح حين يدعوه بالقرديب، ولكنني بعد ذلك علمت أن هناك أسماء عديدة للكركديه تختلف باختلاف المناطق، فمنهم من يدعونه مثلا بالغجروالجوكرات والقرديب والكركديب والحماض الأحمر وغيرها، ثم اقتنيت بعد ذلك كتبا عديدة تتكلم عن الكركديه، وسأحاول في مقال اليوم تلخيص أهم ما جاء فيها عن هذا الشراب المفيد، فالكركديه عبارة عن أحد النباتات الاستوائية التي تزرع في الأراضي متوسطة الخصوبة، حيث تحتاج زراعته إلى سبعة أشهر كاملة من الزراعة والجني، وتنتشر زراعته في مناطق شرق آسيا (الصين، الهند، الفلبين، إندونيسيا) ودول حوض النيل (مصر، السودان)، ويقال إن قصة اكتشافه كانت على يد إمبراطور الصين السابق (شيم تونج)، وذلك قبل آلاف السنين حين كان (شيم) يغلي ماءه الخاص به، فتطايرت بعض أوراق هذه النبتة إلى داخله، فلاحظ عند شرابه أنه اكتسب طعما لذيذا، إضافة إلى أن شيئا من النشاط كان قد دبَّ في جسمه.

فعرف أن ذلك التغيير سببه الكركديه، ويقال أيضا إن الفراعنة القدماء كانوا قد عرفوا الكركديه واستخدموه كشراب مسكن لآلام الرأس وطارد للديدان، حيث جاء ذلك في منحوتاتهم المعدنية، أما في تذكرة داؤود فقد ذكر أنه مفيد في الهضم ومزيل لحموضة المعدة، وإذا انتقلنا إلى مكونات الكركديه فإنه يحتوي على حمض الطرطريك (TARTARICACID)

والليمون(CITRICACID) والهيبسكيك(HIBSCICACID) وجلوكسيدات وأكسلات الكالسيوم، ومواد صبغية وبروتينية أخرى، إضافة إلى احتوائه على العديد من الفيتامينات والمعادن كفيتامين ج، والفسفور والحديد، أما تلون أوراقه باللون الأحمر فيعود إلى احتوائه على مركبات بيتاسيانية ملونة، أما فوائده فقد جاء في دراسة د. صبري محفوظ من المركز القومي المصري: «أنه مفيد في خفض ضغط الدم وتنشيط عضلة القلب، ويفيد أيضا في علاج التهابات الأمعاء الناتجة عن العفونة المعوية، وتخفيف نزلات البرد، وعلاج الديدان الشريطية، وداء الإسقربوط، ويفيد في تخفيف آلام النقرس والروماتيزم وحموضة المعدة، ويهدئ تقلصات الرحم والأمعاء إضافة إلى أنه مهضم، ومدر للصفراء وفاتح للشهية وملين كذلك.

أخيرا بقي أن أذكر أنه يفضل شربه منقوعا، ويتوجب تجنبه من قبل الأشخاص المصابين بهبوط الضغط أو حصوات الكلى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى