مبارك الخليفة الأستاذ والشاعر (1)

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> يطيب لي في هذه الحلقة أن أحيي أستاذي الجليل ومثلي الأعلى د. مبارك حسن الخليفة، بمناسبة حصوله على لقب (الأستاذية) من جامعة عدن بعد مشوار مرير مع الروتين الذي يعصف بجامعتنا وسائر الجامعات اليمنية، فلو كان أستاذنا في مصر أو في دمشق أو في بغداد، أو الخرطوم لكان قد حصل على الأستاذية منذ زمن بعيد، ولكن هذا جزء من ضريبة حبه لليمن ولعدن بوجه خاص.

من الأعماق المكتنزة حباً ووفاءً وعرفاناً لهذا العلم الأكاديمي الأدبي التربوي البارز، أهنئ أستاذي بهذا اللقب الذي يتماهي معه بامتياز، وكأنني أيضاً أهنئ اللقب نفسه لارتباطه بهذا الإنسان النادر.

حدثني أحد الزملاء الشعراء- من غير المحترفين - أنه يعزم على كتابة قصيدة في الدكتور (مبارك) فقلت له لقد هممت في ذلك من قبلك ولكنني اكتشفت أن الأستاذ مبارك هو تلك القصيدة الجميلة ولكنها تلك التي لم نكتبها بعد وقد لا نستطيع أن نكتبها فهي ستبقى مشروعاً جميلاً متعالياً.

وإذا كان د. مبارك صاحب فضل كبير على من تخرج على يده، وعلى آخرين كثيرين من غير طلابه، فإن له فضلاً عليَّ فريداً، لقد أخذ بيدي وأنا طالب في البكلوريوس في مطلع التسعينيات ، وقرأ لي محاولاتي وسدد خطاي، لقد حبب إلينا الأدب بما في ذلك النقد والدراسة الأدبية، وشجع على إخراج الخصوصية الفردية ونموها في الكتابة الإبداعية والبحثية، وحتى في الإجابات الامتحانية بعيداً عن الحفظ والنقل والتقليد والتكلف.

عمَّ أحدثكم عن الدكتور مبارك أعن الأستاذ التربوي أم عن مبارك الشاعر والناقد، أم عن مبارك الإنسان؟ فالمقام لا يسمح بالاستطراد، بينما تراكمات ما يقرب من ثمانية عشر عاماً تحتشد في نفسي وهو الآن يمثل لي أستاذاً قديراً وزميلاً عزيزاً، فمن نعم الله عليَّ شخصياً أن صيرني زميلاً لأساتذتي في قسم اللغة العربية كلية التربية عدن.

لقد ظل الدكتور مبارك برغم ملابسات العمل والإدارة نعم الأستاذ ونعم الزميل ونعم الصديق، لم أره يوماً جرح طالباً أو زميلاً أو أحرجه أو تحامل عليه أو ظلمه، بل يتعامل بحساسية بالغة في تقدير الآخرين، ومراعاة مشاعرهم والتفاهم معهم، وكثيراً ما استغل البعض هذا السلوك الحضاري الرفيع استغلالاً خاطئاً، ولكن أستاذنا مع هذه الطيبة المتناهية والتواضع الكبير دقيق في عمله وعادل ومقسط فلا يطمع أحد في انحيازه إليه إذا لم يكن صاحب حق، فهو يتعامل بالحساسية نفسها مع الواجب وتقاليد العمل الأكاديمي.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى