> هشام عطيري:
بعد أن كان منارة للعمل البحثي في مجال تحسين السلالات الحيوانية والتلقين الصناعي والأعلاف تحول المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية لأطلال بعد أعمال النهب والتخريب الذي تعرض له المركز بدأت منذ العام 1994 م وآخرها في حرب 2015 لتنهي بشكل كامل نشاط المركز.

"الأيام" زارت المركز والتقت بالمختصين ونقلت حقيقة الوضع المتدهور الذي يعاني منه المركز حتى اليوم رغم الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة في تمويل إعادة تأهيل المركز البحثي.

يعد المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية مؤسسة بحثية حكومية يختص بتنفيذ الأبحاث والدراسات في مجالات الثروة الحيوانية والمراعي والغابات والأعلاف بهدف تحسين إنتاج الثروة الحيوانية من جهة وتحسين إنتاج الأعلاف والإدارة المستدامة للمراعي الطبيعية من جهة أخرى.

ويقع المركز في مديرية تبن لحج ويمتد نشاطه على المستوى الوطني في مختلف محافظات الجمهورية.

تعرض المركز لضربات موجعة في العام 1994م و2015م حيث تم نهب كافة المعدات والحيوانات البحثية وتحول المركز إلى أطلال بعد أن كان منارة في المجال البحثي لينتهي هذا المركز وسط مطالبات بإعادة تأهيله واستعادة نشاطه في ظل جهود إدارة المركز والعاملين في الحفاظ على ما تبقى من مباني المركز بعد تهدم أجزاء من السور ومحاولات البسط على أراضي المركز من قبل مدعي الملكية.

يقول د. عمر لرضي مدير عام المركز تم إنشاء المركز في منتصف السبعينات بتوجيهات من الرئيس سالمين رحمة الله عليه حيث انشأ مركزين أحدهما خاص بتحسين سلالة الماعز في مجاهد والآخر لتحسين سلالة الضأن في الفيوش بإشراف خبراء كوبيين وبلغار وتطور لتقديم خدماته للمجتمع حتى العام 1989م ثم تم دمج المركزين تحت مسمى مركز تحسين السلالات يتبع الإدارة العامة للثروة الحيوانية والبيطرة واستمر هذا المركز حتى دولة الوحدة تم دمج هيئتي البحوث في الشمال والجنوب وضمت في مركز تحسين السلالات تحت مسمى بحوث الثروة الحيوانية.

وأشار د. عمر لرضي أن المركز كان يعمل تحت مضلة الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي ولكن تغير المسمى إلى المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية وتعددت نشاطاته حيث عمل في مجالات التحسين الوراثي للسلالات الحيوانية المحلية للماعز والضأن وبدأ ينشط في أبحاث الإبل.

تواصل نشاط المركز لتقديم خدماته لقطاع الثروة الحيوانية واستمر نشاط المركز لمدة ثلاث سنوات وتم استجلاب الحيوانات من سوريا وتتم عملية التلقيح الصناعي للسلالات المحلية القادرة على تلقي الحيوانات المنوية وظهرت نتائج التلقيح تحسنا كبيرا في صفات الإنتاج وجاءت الأحداث الأخيرة وتعرض المركز لأعمال نهب منظم ولم يحضَ المركز بالدعم للاستمرار واستكمال نتائج البحوث للحيوانات للوصول إلى النقاء الكامل.

يشير تقرير عن المركز وأوضاعه إلى ما تعرض له المركز من دمار جراء القصف ثم تعرض بعدها لأعمال تخريب ونهب حيث طال كل مقومات العمل البحثي (حيوانات وحضائر ومبان وآليات وأدوات) ولازال يتعرض المركز للتهديد وأعمال البسط من قبل بعض أدعياء الملكية للأرض والزحف العمراني الذي أصبح يحيط بأراضي المركز من كل الاتجاهات وهو ما أدى إلى تسخير إدارة المركز كل جهودها للحفاظ على ما تبقى من أصول وممتلكات المركز وأراضيه ولولا تصدي ومقاومة عاملي المركز لاجتاحت أيادي ناهبي الأراضي والبلطجة فقد تم تكليف الحراسات على مدار اليوم واستزراع الأجزاء التي اقترب منها الزحف العمراني حسب الإمكانيات المتاحة ومواصلة التواجد وزراعة بعض المساحات لصرف النظر عن أراضي المركز.

يحتفظ المركز الوطني لبحوث الثروة الحيوانية بعلاقاته بمراكز بحثية محلية وإقليمية ودولية حيث عمل المركز على إجراء بحوث من بعض المراكز الإقليمية والدولية مثل مركز أكساد ومركز إيكاردا بعد أن تعثر توفير اعتمادات محلية للمجال البحثي ولازالت العلاقة مستمرة مع تلك المراكز الدولية والإقليمية لكن ظل المركز منذ عشر سنوات لم يستلم ريالًا واحدًا من أي جهة كانت حكومية أو مؤسسة بحثية.

يرى د. عمر لرضي أن استعادة نشاط المركز سيكون له أهمية كبيرة جدًّا في تحسين الثروة الحيوانية خاصة وأن اليمن يمتلك ثروة حيوانية كبيرة جدًّا لكن للأسف الشديد غير منتجة.

أنجز المركز خلال العشر السنوات الماضية ما قبل 2015م نجاحات في مجال تحسين السلالات وتغذية الحيوان والأعلاف والمراعي الطبيعية.

وأبرز الصعوبات التي تواجه المركز عدم توفر أي اعتمادات مالية وأساس النشاط البحثي في المركز وعدم تأهيل مرافق وآليات المركز ووصول عدد كبير من الباحثين والموظفين إلى سن التقاعد دون إحالتهم للمعاش وتهدم وتخريب أجزاء كبيرة من سور المركز وتدني أجور العمالة اليومية للمتعاقدين وهو مبلغ 23 ألفا إلى 30 الف ريال وهم يمثلون 50 % من القوى الوظيفية النشطة بالمركز.

وبين تقرير المركز أهم المعالجات الأولية تشمل إعادة تأهيل البنيه التحتية وما تم نهب وتخريبه وتأهيل مختبر المركز وتزويده بالمعدات استكمال بناء السور وتوفير وسائل نقل وتوفير الاعتمادات المالية.

يوضح وكيل وزارة الزراعة عبدالملك ناجي عبيد أهمية المركز الذي تعرض لنهب منظم وتدمير ممنهج منذ الوحدة حتى حرب 2015م لأهم مركز بحثي في مجال الثروة الحيوانية والأعلاف كاشفا أن هناك توجه من قبل منظمة الأغذية والزراعة الفاو لإعادة تأهيل المركز وإعادة نشاطه خلال الفترة الماضية بعد أن شهد زيارات من قبل فريق الفاو للمركز إضافة إلى زيارة وزير الزراعة إلى المركز خلال الأسابيع الماضية.


