مجنون عدن

> عياش علي محمد:

> الناس هنا مدمنون على حمل الملفات، وليس لهم من هدف في هذه الدنيا إلا الحصول على أراض سكنية لهذا تمتلىء البيوت بهذه الملفات، وتمتلىء السيارات، أما في الشوارع فتجد الكل راكضا ومهرولا باتجاه نادي الثراء السريع.

ومجنون عدن يعاني حساسية مفرطة، خاصة عند رؤيته الملفات بمختلف ألوانها وأشكالها، فقد كانت سببا في فقدان عقله وتفكيره.

وقد ضاع منه عدد من الملفات الخاصة به التي بحوزتها الجواهر الثمينة، لكنه فقدها كلها بسبب الإكراه والابتزاز والخداع، فضاعت أراضيه وضاع عقله.

دخل مجنون عدن مستشفى الأمراض العقلية، ولكنه لم يشف من مرضه، لأن في المستشفى عتاولة لايستطيع مجاراتهم.. فقد وضعوه مرة بين اثنين من عتاولة المرضى النفسانيين، كانوا يضحكون عليه، لأنه (عريان) وهم محتشمون، مع أنهم كانوا عراة، وهو الوحيد فيهم محتشم.

وفي كل مرة حين نصادف مجنون عدن نحاول أن ننتزع منه حكمة اليوم، فتجدها على طرف لسانه، سألناه يوما ما حكمة اليوم؟ فرد علينا جمهورية الموز.. وأين جمهورية الموز؟

هناك جمهورية الموز.. وهناك جمهورية الأراضي والبقع.. هذه حكمة يا صديقي، فالجمهورية تحمل اسم ثروتها، والثروة عندنا في الوقت الحالي الأراضي والبقع.

ويعتبر (مجنون عدن) كل من حمل ملفا مجنونا مثله، وناس عدن مجانين، لأنهم يحملون ملفات أراضيهم دون جدوى، وعند (مجنون عدن) الأراضي تعني جمع (أرضة) التي يكافحها الناس هذه الأيام بالمبيدات الحشرية.

جاء (مجنون عدن) أيام عطلة عيد الأضحى لمعايدتنا فتحصل على ما تيسر له من أوراق القات، والدخان، وبعد استمتاعه انفجر ضاحكا.. ماذا يضحكك؟ قال: كل هؤلاء البشر مجانين، يشربون ويشاهدون البحر. نعم أنت محق، يصرفوا فلوسهم على المطاعم والفنادق والقات، مقابل مشاهدتهم البحر.. (تمام) لهذا هم مجانين أكثر منا.. (الصورة عندي لازالت غير مفهومة).

مجنون عدن قال حكمته

يأتون إلى عدن ثم يعودون إلى مناطقهم دون أن يتعلموا من عدن. وماذا تريدهم أن يتعلموا؟

يعودون دون أن يشاهدوا مسارح تمثيلية، وقاعات سينما، ولا يزورون معارض للوحات الجميلة، ولا يستمتعون بمشاهدة مشاهير الغناء اليمني، ولم يحضروا حفلات غنائية وموسيقية، ولا دخلوا متاحف..

فقط.. فقط.. (شاهدوا البحر ومشوا) دون أن يتعلموا من عدن وتاريخها وثقافتها وأسلوب حياتها..

(يامجنون عدن) سلامتك.. لقد بدأ عقلك (يصحى) فهذا الذي قلته كان له وجود أيام ماكان عقلك زين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى