باحثون نجحوا في جعل قلب فأر ميت ينبض في المختبر

> باريس «الأيام» مارلو هود :

>
نجح باحثون في جعل قلب فأر ميت يخفق في المختبر مجددا عندما قاموا بحقنه بخلايا حية مما يعطي الامل في حال توسيع التجارب لتشمل البشر بتحقيق تقدم في مجال عمليات زرع الاعضاء البشرية، بحسب دراسة نشرتها مجلة نايتشر البريطانية الطبية أمس الأحد.

وهناك حاليا ثلاثة الاف مريض ينتظرون الخضوع لعملية زرع في القلب في الولايات المتحدة حيث يتوفى نحو خمسين الف شخص سنويا بسبب عدم توفر قلب للزرع من متبرع. ويقدر عدد الاشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب ويخشى تعرضهم لقصور في القلب بنحو 22 مليونا في سائر انحاء العالم.

واوضحت الباحثة المشرفة دوريس تايلور من جامعة مينيسوتا في ولاية منيابوليس الاميركية، "ان الفكرة تتمثل في تشكيل اوعية دموية او اعضاء كاملة قابلة للزرع انطلاقا من خلايا المريض نفسه".

وتدير تايلور مركز علاج امراض القلب والشرايين في جامعة مينيسوتا.

واكد الباحثون ان هذه الاعمال يمكن ان تحمل عنصر حل للمشكلة الاساسية المتمثلة في نقص الاعضاء.

وفي حين حقق باحثون تقدما في صنع نسيج قلب حي في المختبر، فانها المرة الاولى التي يتم فيها التوصل الى جعل قلب ميت ينبض والحصول على ما بات يسمى "قلب بيولوجي اصطناعي".

وان تم تطبيقه على البشر فان "القلب البيولوجي الاصطناعي" قد يزيد من عدد القلوب المتوفرة لعمليات الزرع من خلال تمديد صلاحية استخدام العضو بعد وفاة الواهب، والتي لا تتعدى حاليا الاربع ساعات في اقصى حد.

وقد اجريت اعمال الباحثين في جامعة مينيسوتا حاليا على الفئران والخنازير.. وتمكنوا في المختبر من جعل قلب اخذ من فأر ميت ينبض من خلال عملية تسمى "نزع الخلايا".

وقام الباحثون خلال العملية بنزع كامل خلايا هذا العضو باستخدام مذيبات قوية حتى لم يبق من القلب الاصلي سوى الهيكل الاصلي المكون من البروتينات التي تفرزها الخلايا، او ما يشبه "المصفوفة" (ماتريكس) حسب تعبيرهم.

ومن ثم ضخوا في هذا القالب او الهيكل خلايا اخذت من فئران مولودة حديثا في وسط معقم، املا في ان تنمو.

وبعد اربعة ايام فقط لاحظوا تشجنات وبعد ثمانية ايام بدأ القلب بالضخ بقوة توازي نحو 2% من وظيفة قلب راشد. وهي نتائج واعدة برأي الباحثين لتجربة اولية ينبغي الان تطويرها وتحسينها.

وعلق هيرالد اوت الجراح من مستشفى ماساتشوستس العام بالقول "عندما رأينا التشجنات الاولى بقينا مسمرين بدون قدرة على الكلام".

وقالت دوريس تايلور لوكالة فرانس برس "لقد فوجئنا بان الامر نجح بهذه الطريقة وهذه السرعة. كان يمكن لذلك ان يفشل لاسباب عدة".

واضافت "انه واحد من اهم حدثين في حياتي. كان الاول في 1997 عندما رأيت خلايا تنمو في قلب ارنب بعد جلطة قلبية".

ويعتزم الباحثون الان المضي قدما في اعمالهم وقد قاموا حتى بزرع بعض هذه القلوب الاصطناعية في صدور فئران ووصلوها بشرايينها لاختبار مدى قدرتها على ابقاء الحيوان حيا.

ويؤكد الباحثون بان تقنية نزع الخلايا قد تغير طريقة تفكير الباحثين بشأن صنع الاعضاء.

ويأملون بان يؤدي هذا الانجاز الى تطورات في جراحة زرع الاعضاء، بالنسبة للقلب وايضا بالنسبة للاعضاء الاخرى. ومن المتوقع ان تتقلص مخاطر رفض الجسم لقلب اصطناعي اعد انطلاقا من خلايا المتلقي نفسه.

ويفترض نظريا بعد زرعه ان يتغذى هذا القلب وتنتظم نبضاته وتتجدد خلاياه بنفس الطريقة كما في العضو الاصلي.

وسيكون الهدف من خلال العمل لدى البشر في ضخ خلايا جذعية تؤخذ فورا من المتلقي لتفادي مشاكل رفض العضو المزروع.

وقال الباحثون ان الانجازات التي تحققت اخيرا في ابحاث الخلايا الجذعية المأخوذة من البالغين تعني انه يفترض ان يكون من السهل الحصول على انسجة جديدة.

ومما لم يذكر في الدراسة التي نشرتها نايتشر ان باحثي مينيسوتا طبقوا الطريقة بنجاح على قلوب خنازير وهي اقرب الى قلوب البشر في حجمها وتعقيدها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى