الكذب اللي يكسر الرأس

> سعيد عولقي:

> يبان إنه العطل اللي حصل لمصافي النفط هذا الأسبوع كان نذير شؤم، وعزز الإشاعة اللي تحوم منذ بداية هذا الشهر بأن هناك زيادة واجية في الطريق لأسعار الوقود.. يعني البترول وكل المشتقات الأخرى من مازوت، وديزل وغاز وبوتاغاز وزيوت سيارات وكل شيء يخص حركة الحياة في هذا الزمن الوسخ الذي نعيش فيه.

ولكم أن تتخيلوا شكل الحياة كيف بايكون مع الزيادة الجديدة في الأسعار.. وهي كما قال لنا من قال من العارفين زيادة ثقيلة الوزن تفصع الظهر وتبطح الآدمي بطح.. وقال قائل إن الأوضاع المرعبلة برضه ما كانتش تسمح بتقريح قرار الزيادة في هذا الوقت الحساس المشحون بالرياح المسمومة.. وعلى هذا الأساس بقى الوضع في حالة ترقب بين مصدق ومكذب ومكر مفر كجلمود صخر حطه السيل من علِ.. غاية ما هنالك أن طوابير السيارات على محطات البنزين قد زاد زحامها وكثر توجس أصحابها.. وعند جهينة الخبر اليقين.. وجهينة هذا اسم مستعار أطلقناه على واحد من أصحاب (الجسة) حقنا، أستأذن في عدم ذكر اسمه الحقيقي، وكنا قد اقترحنا القول إنه الخبر باتجيبه الورادة.. لكن لأنه ما عاد فيش ورادات ولا ورادين استقر الرأي على اسم جهينة.. وللعلم فإن جهينة هذا لا يعجبه نقل الخبر صافي مصفى، وإنما يزيد فوقه من عنده بهارات وتحابيش منشان يحمي الطاسة.

مع وصول جهينة بادره أغلب الجالسين بالسؤال: ها.. خير.. أيش الأخبار؟ وكعادته فإن جهينة مايرقدش طارف وينسب مايقوله من خبابير إلى الغير على طريقة قالا قلتي، وسمعناهم في حالة حتي بتي فتي رشي.. قال جهينة والله في ناس من اللي راحو لأنه أنا عن نفسي مارحتش، يقول إنه عدد القتلى ثلاثة وتقريبا سبعتعشر جريح.. قلنا له يا أخي نحنا ما نسألكش عن اللي حصل في ملتقى التصالح والتسامح لأنه قد أخباره تذاع في محطات الراديو والتلفزيون.. نحنا نشتي نعرف الحقيقة عن أسعار البنزين ومشتقاته؟ من كم قده؟ فكر جهينة قليلا ثم قال: عاده النفط ما قرحوش كم الزيادة، والبيع مستمر حتى الآن بالأسعار الأولة العادية لكن.. أيوه لكن.. سكت قليلا بعد كلمة لكن، وقلنا له: أيوه هو هذا اللي نشتي نسمعه.. بعد لكن قول الله يرحم والديك.. قال جهينة مسترسلا في استمتاع: أول شيء باتكون الدبة البترول بألفين شلن.. آسف قصدي ألفين ريال.. أما الديزل فباتكون الزيادة حقه دبل، والبوتاغاز بايكون سعر الدبة بألف ومائة ريال والزيوت.. قاطعه حسن فرور عميد الجسة قائلا: بس بالله عليك يا أستاذ جهينة كربت على أحوالنا ما عاد نشتيش من أخبارك هذي، لأنها مش سوى.. با نراعي للنشرة حق راديو سوا.

دلحين يبدو لنا أن الوضع المقلقل هذا ماشي الله يعلم إلى فين.. وهذي الزيادة الجديدة في أسعار الوقود يبدو أنها في حكم المؤكدة، وعندما تعلن رسميا باتتشعتل أسعار كل شيء، وباتطلع الأسعار إلى عنان السماء، وإذا قده هذا صدق فباين أنه هذي الحكومة وكل تشكيلات الحكم فيها ومن حواليها قد أصيبت في رشدها وفقدت بوصلة الهداية إلى بر الأمان.. قال حسن فرور وهو يفتح باكت سيجارة: دلحين ما عاد معانا إلا نشرب من حبة حبة سيجارة لما يقول الله ما قال.

السيجارة مضرة بالصحة زيها زي حكومتنا الموقرة، كيه بالله هب لي معك حبة سيجارة لو سمحت؟ وعادكم تشتو تحلو مشكلة البطالة ومساكن شعبية واستراتيجية وظيفية وعشار العمبا وكبة أبوجلدين.. بس بالله عليكم خلو لنا أحوالنا من الكذب، شوفوا الواحد مايكسر رأسه إلا الكذب!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى