فرنسا تحظى بقاعدة دائمة في الامارات بموجب اتفاق عسكري بين البلدين

> أبوظبي «الأيام» ناديج بولجاك :

>
وقعت فرنسا والامارات أمس الثلاثاء خلال زيارة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى ابو ظبي اتفاقية عسكرية تحظى باريس بموجبها بقاعدة دائمة على الاراضي الاماراتية هي الاولى لها في منطقة الخليج، كما وقع البلدان اتفاقية للتعاون في المجال النووي المدني.

وقالت الرئاسة الفرنسية للصحافيين ان فرنسا ستحظى "بموجب اتفاق لتواجد القوات الفرنسية على الاراضي الاماراتية، بقاعدة دائمة لقواتها المتعددة قوامها ما بين 400 و500 عسكري".

وسوف تقام هذه القاعدة في امارة ابو ظبي، اكبر الامارات السبع التي تشكل دولة الامارات العربية المتحدة، واغناها.

وذكرت الرئاسة ان "القاعدة ستكون دائمة وهي اول قاعدة فرنسية في الخليج. انها تقع قبالة مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره 40% من النفط في العالم".

وقال الاميرال الفرنسي جاك مازار الذي كان مكلفا التفاوض حول هذه القاعدة "ان عدد العسكريين في هذه القاعدة ما زال غير معروف، الا انه من المتوقع ان يتراوح بين 400 و500 عسكري من القوات المتعددة، اي من سلاح البر وسلاحي الجو والبحرية".

وستناط بعسكريي القاعدة الفرنسية المزمع انشاؤها مهمة "المشاركة في عمليات الدعم العام للتعاون العسكري الفرنسي مع الامارات ومع القوات الفرنسية العابرة".

وذكر الاميرال مازار "من المفترض ان يتم انشاء موقع بحري ضمن منطقة المرفأ التجاري لمدينة ابو ظبي، وسيتمركز حوالى 150 رجلا في هذا الموقع".

واكد الضابط الكبير ان "البدء بانشاء القاعدة الجديدة سيتم قبل نهاية 2008".

من جهته، قال ادوار غيو رئيس الاركان الملحق بالرئيس الفرنسي والمكلف انجاز هذا المشروع، ان "القاعدة ستصبح عملانية اعتبارا من العام 2009، وجميع المواقع ستكون ضمن امارة ابو ظبي".

الى ذلك، وقعت الدولتان اتفاقا للتعاون في المجال النووي المدني، وذلك بشخص وزيري خارجيتهما برنار كوشنير والشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان.

وقالت وكالة الانباء الاماراتية ان اتفاقية التعاون النووي هي "اطار للتعاون الثنائي بين البلدين في ما يخص تقييم وامكانية استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية".

واضافت الوكالة انه بموجب هذه الاتفاقية "ستقوم كل من دولة الامارات العربية المتحدة وفرنسا بتشكيل لجنة مشتركة رفيعة المستوى لمراقبة تنفيذ التعاون في مجالات توليد الطاقة النووية وتحلية المياه والبحوث الاساسية والتطبيقية فضلا عن التعاون في مجالات العلوم الزراعية وعلوم الارض والطب والصناعة".

من جهته، قال الشيخ عبدالله ان "هذا الاتفاق لا يتعارض مع التزام دولة الامارات بالعمل مع بقية دول مجلس التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في دول" مجلس التعاون الخليجي التي قررت اطلاق برنامج مشترك للطاقة النووية المدنية.

وكانت الرئاسة الفرنسية اعلنت ان زيارة ساركوزي الى الامارات، والتي استغرقت اقل من ست ساعات، ستشهد توقيع اتفاق للتعاون النووي بين البلدين، علما ان فرنسا وقعت الشهر الماضي اتفاقيتين مماثلتين مع الجزائر وليبيا.

وفي هذا السياق، اعلنت مجموعتا "اريفا" النووية و"سويز" الكهربائية الفرنسيتان أمس الأول عن تحالف لا سابق له مع المجموعة النفطية "توتال" لبيع الامارات مفاعلين نوويين اوروبيين بالماء المضغوط (اي بي آر).

واجرى ساركوزي محادثات مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الذي اعرب بحسب وكالة الانباء الاماراتية عن "ارتياحه لما وصلت اليه علاقات التعاون والشراكة التي تربط فرنسا ودولة الامارات".

اما الرئاسة الفرنسية، فوصفت المحادثات بانها كانت "صريحة للغاية وتناولت التعاون النووي والثقافي اضافة الى المسائل العسكرية وبينها القاعدة" الجديدة.

وذكرت الرئاسة الفرنسية ان ساركوزي يعتبر ان القاعدة هي "تجسيد لكون فرنسا تقف الى جانب الامارات".

وتم التوقيع كذلك على ثلاث اتفاقيات للتعاون احداها في مجال النقل، كما تطرق الوفدان الى مشاريع عقود ممكنة قيمتها 14 مليار يورو بحسب الرئاسة الفرنسية.

الى ذلك، وضع ساركوزي مع ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، حجر الاساس للمقر الدائم لفرع جامعة السوربون الباريسية في ابو ظبي والتي ستقام على جزيرة الريم المحاذية لشواطئ الامارة.

وأبوظبي كانت آخر محطة من جولة ساركوزي الخليجية التي بداها الاحد وشملت السعودية وقطر، علما انها الجولة الاولى للرئيس الفرنسي في الخليج منذ انتخابه في ايار/مايو الماضي,وغادر الرئيس الفرنسي أبوظبي مساء أمس الثلاثاء.

وفي المجال العسكري، تسجل فرنسا حضورا عسكريا مهما في الامارات، علما ان البلدين مرتبطان بمعاهدة عسكرية منذ 1995 وتتوقف القوات الفرنسية بشكل دوري في الاراضي الاماراتية.

وغالبا ما تنشر فرنسا في الامارات بعض العناصر من قوات البر او الجو.

وتملك فرنسا في جيبوتي التي تطل على خليج عدن، قاعدة استراتيجية قوامها 2800 عسكري، وهي تلعب دورا مهما في حماية الامدادات النفطية التي تمر في المنطقة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى