موسوعة عمان : الوثائق السرية

> «الأيام» متابعات:

> صدر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية (موسوعة عُمان: الوثائق السرية) في ستة مجلدات من إعداد وترجمة محمد بن عبدالله بن حمد الحارثي.

«.. إن الحقيقة بحلوها ومرها لابد من أن تظهر للعيان مهما طال الزمن، وإن التاريخ الذي لا يرحم يمكنه اختيار أو ترويج أو إخفاء ما نشاء، ولكن لا يمكن أبداً تغييره، كما أنه لابد ومهما طال الزمن من إنصاف تاريخ رجال عُمان العظام، وتسليط الأضواء على الصفحات المضيئة والمخفية من تاريخهم ..».

تمكن العرب العُمانيون من بناء إمبراطورية كبيرة شملت السواحل الإيرانية والهندية والأفريقية، وكان الأسطول العُماني أكبر قوة في البحار الجنوبية والخليج العربي حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكانت عمان أساساً نقطة التقاء تجاري بين أوروبا وشبه القارة الهندية. وبتحسن تكنولوجيا السفن الأوروبية وتطوير البريطانيين مرافق ملاحية بديلة في عدن وقناة السويس تضاءلت أهمية عُمان الاقتصادية والاستراتيجية .

لم تكن عُمان يوماً مستعمرة بريطانية بشكل رسمي، لكن من المؤكد أن اعتمادها على البريطانيين جعلها تبدو وكأنها مستعمرة. وكانت علاقة بريطانيا بحكام مسقط قوية وتتميز بالكثير من الخصوصية، وقد وفرت هذه العلاقة الخاصة الأمن لهم من خلال البحرية الملكية البريطانية، حيث قام الجيش البريطاني بمساعدتهم ومنع القبائل المتمركزة في الداخل من الإطاحة بهم. ولقد عزز البريطانيون علاقتهم بحكام مسقط بمزيد من معاهدات السلام والصداقة والملاحة التي وقعت في الأعوام 1891م و1939م و1951م.

مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قامت في عُمان إمامتان: الأولى إمامة عزان بن قيس، والثانية إمامة سالم بن راشد الخروصي بعد وفاة السلطان فيصل بن تركي في عام 1913م.

وفي هذه المناسبة حاولت الإمامة المتمركزة في المنطقة الداخلية إسقاط نظام مسقط، وكانت هذه أول مناسبة تطلب فيها تدخل البريطانيين بشكل مباشر للحفاظ على النظام، إذ حال وجود الضباط البريطانيين دون الإطاحة بالنظام. لقد مثلت أزمات الخمسينيات من القرن الماضي سلسلة معقدة من الولاءات السياسية والضروريات الاستراتيجية التي حفزت نظام مسقط والبريطانيين على استجماع قواهم، وأوضحت كيف استطاع البريطانيون، وحتى في فترة متأخرة من القرن الماضي، القيام بإجراء سياسي وعسكري في المنطقة مقابل امتيازات النفط .

في هذا الكتاب، تم تجميع العديد من الوثائق التاريخية والمراسلات والمذكرات المتبادلة عن تلك الحقبة، والتي يعود الكثير منها إلى الأرشيف البريطاني. وقد تمت ترجمتها للتعرف من خلالها إلى الكيفية التي كانت تنظر بها السلطات البريطانية إلى أوضاع عُمان الداخلية، وللتعرف أيضاً إلى الدور الذي لعبته تلك السلطات للتأثير على أحداثها، وخلخلة هيكلية التوازنات السياسية في عُمان. وتضمنت هذه الوثائق خلفيات تاريخية ودينية واجتماعية كانت لها آثار كبيرة في صياغة تاريخ عُمان الحديث.

توزعت وثائق هذا الكتاب (الموسوعة) إلى ستة مجلدات :

المجلد الأول : خلفيات تاريخية ووثائق التآمر البريطاني على الإمبراطورية العُمانية وانحسار دورها (1856 1895-م) .

المجلد الثاني : وثائق فترة توازن القوى الداخلية (-1901 1945م).

المجلد الثالث : وثائق فترة تنامي مطامع شركات النفط البريطانية (-1946 1955م).

المجلد الرابع : وثائق فترة غزو عُمان واقتلاع جذور الإمامة (1960-1955م) .

المجلد الخامس : وثائق فترة تدويل القضية العُمانية في المحافل الدولية (1965-1961م) .

المجلد السادس : وثائق فترة بداية إنتاج النفط وإعادة صياغة النظام السياسي (-1966 1971م).

«إن المرد الأساس لهذا العمل هو الرغبة في معرفة الحقائق التاريخية التي أصبحت غامضة ويشوبها التشويه، ولا يكاد يُعرَف عنها شيء حتى من أكثر الناس اطلاعاً في عُمان، بمن فيهم أولئك الذين عاصروا المرحلة السابقة، والرغبة في إعادة اكتشاف الجذور وتقويم الأداء السياسي لآبائنا، والدور النبيل الذي قاموا به لترسيخ الوحدة الوطنية للبلاد، ومحاولة إعادة صياغة الهوية الوطنية والوقائع التاريخية ...».

تقع الموسوعة في 6151 صفحة .

وثمن المجموعة 160 دولاراً أمريكياً أو ما يعادلها .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى