وللفن أسراره .. لماذا الابتذال في شكل الأغنية العربية؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده.. قول مأثور نتذكره هذه الأيام بسبب أغاني (الفيديو كليب) التي نشاهدها وابتلينا بها منذ سنوات، والتي أصبح لها مخرجون يتقاضون مبالغ طائلة وجميعهم يعتمد على تحريك مجموعة من الراقصات والراقصين تتكرر وجوههم من خلال عشرات الأغنيات، ويؤدون في الغالب الحركات نفسها وإن اختلفت الأزياء. وهكذا أصبحت جميع الأغاني التي نصورها بطريقة (الفيديو كليب) تعتمد على الرقص حتى لو تم تصوير الأغنية في مجاهل أفريقيا أو في العواصم الأوروبية فلابد من وجود الراقصين والراقصات استكمالا للعمل، ولا يهم أن تكون كلمات الأغنية أو لحنها متمشياً مع الرقص. ومن الغريب أن الأفلام الاستعراضية الغنائية التي قدمت في السينما العربية قبل بداية الخمسينات من القرن الماضي كانت تهز مشاعر جميع العرب عند مشاهدتها ومازالت ومنها أفلام عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزي وعبدالعزيز محمود. والآن لماذا هذا الجمود في شكل الأغاني العربية؟ هل لأن المخرجين قد توقف تفكيرهم عند هذا الحد، أم أن المطربين والمطربات هم أسباب المشكلة بسبب عدم تمتعهم باللياقة البدنية التي تمكنهم من الحركة أمام الكاميرات بالشكل المطلوب وبالتالي فليس أمام المخرجين غير الاعتماد على الراقصات أولاً قبل الراقصين لتقديم الحركات المطلوبة من أجل ملء الفراغ الذي يستلزمه تقديم الأغنية المصورة ؟؟

إن التقدم الذي حققته أوروبا وأمريكا في هذا المجال يستلزم منا وقفة متأنية إذا كنا نريد التطور أو نبحث عنه فهم يقدمون أعمالهم من خلال أفكار بسيطة، ولكنها في المقام الأول والأخير تعتمد على إمكانيات المطرب أو المؤدي من الناحية البدنية ربما قبل الإمكانيات الفنية. وعند مشاهدة أي أغنية أمريكية أو أوروبية يؤكد التطور الذي وصلوا إليه في هذا المجال وخاصة في الحركة. وحقيقة إن معظم المطربين الشباب العرب يملكون القدرة على (التنطيط) وهم يغنون، ولكن هناك فرق بين الفوضى في الحركة والحركة التي يقول المطرب من خلالها شيئاً .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى