دورة في قناة «يمانية» الفضائية

> «الأيام» رائف السقاف:

> أشعر بالسعادة ونحن ننهي الدورة التدريبية التي استمرت ما يقارب الشهر وكنت حريصا على حضورها منذ البداية، وتمت برعاية الدكتور خالد عبدالكريم رئيس قناة «يمانية» الفضائية.

في الساعة السابعة من مساء كل يوم يدق قلبي جرسه لينبهني بموعد الدورة، ألملم نفسي وأحمل دفتري الذي أعده من أمهات الكتب عندي، وأترك مشاغلي في أحايين كثيرة مسرعاً إلى مبنى التلفزيون لتبدأ قدماي بصعود أول درجة من درجاته الثلاث والسبعين التي قام بحصرها الدكتور مبارك خليفة صعوداً ونزولاً أكثر من مرة. ألفظ أنفاسي قليلاً قبل أن أهمَّ بالدخول إلى القاعة، وعند الدخول أبدأ بالتحية على المدرسين وزملائي الطلاب، وآخذ مكاني المعتاد الذي ألفته، غير أني أستبدله لأن البرودة التي تأتي من التكييف كانت تواجهني .

أتامل وجوه زملائي، عبدالله مقبل إلى جانبي، وقد بدا على وجهه الشحوب قليلاً، ومتضايق بعض الشيء، حيث إنه لم يعط تخزينة القات حقها من الوقت، وعلى الجانب الآخر زميلتي سهير التي بأسئلتها البريئة تزيد الدورة حيوية وروعة، أما بقية الزملاء فكل ينتظر بدء المحاضرة .. وكما هي العادة يبدأ الأستاذ سعيد علي نور بإمساك القلم ليشرح لنا أحد الموضوعات التي يطرحها لنا، فيشدنا إليه بمعلوماته الغزيرة التي يأتينا بها، وما إن يكمل موضوعه يقول عبارته المعتادة ابحثوا واكتبوا (ما حفظ فر وما كتب قر). أعرفه من أروقة الإذاعة والتلفزيون وأعرف أنه شاعر و إعلامي من الطراز الرفيع، ولكني في أثناء الدورة عرفته عن قرب ولا أخفي إعجابي به وبسعة مداركه وكان مهتماً بنا وبالدورة أكثر منا. سمعت عن ثلاثتهم، ولكني لما رأيت رأيت أكثر من سماعي، ليأتي بعد ذلك دور الأستاذ الدكتور مبارك الخليفة ليمتطي صهوة جواده معرجاً على مواضيع أدبية مختلفة. سوداني الجنسية أعرفه من صحيفة «الأيام» بزيه السوداني الأصيل يبدو عليه الكِبْر ولكن روحه روح شابة ليعطينا عصارة ما لديه من خبرة السنين، وسمعت شعره البديع في بعض المحاضرات.

أما الدكتور عبدالمطلب جبر فمسك ختام كل محاضرة، يبدأ بضم قرص الشمس إلى صدره، وإن كانت قد أفلت منذ وقت مبكر ليدهشك بمعلوماته الغزيرة في مواضيع مختلفة (نحو وصرف وأدب وتاريخ) ناهيك عن أسلوبه التربوي الراقي في إيصال المعلومة لتنساب المعلومات انسياباً بديعاً إلى أذهاننا.

كم كنت سعيداً بهذه الدورة، ولو أنها أتت متأخرة قليلاً، وأتمنى أن تستمر، ولكن في الأخير لا يسعني إلا أن أقول من لم يتتلمذ على يد من ذكرت فإن هناك شيئاً ينقصه في حياته العامة والعملية .

وفي الختام تحية قلبية خالصة، وكلنا فخر بكم وببلدنا التي هي وَلاّدة دائماً .. مع خالص محبتي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى