صربيا تستعد لانتخابات رئاسية حاسمة لمستقبلها

> بلغراد «الأيام» اندريه بيروكوف :

>
تستعد صربيا لانتخابات رئاسية حاسمة لمستقبلها يتنافس فيها غداً الاحد مرشح مؤيد لاوروبا واخر قومي متشدد قبل خسارة هذا البلد المحتومة لكوسوفو الاقليم الذي يعتبره الصربيون مهد تاريخهم وثقافتهم.

وتظهر استطلاعات الرأي منافسة حامية بين الرئيس المؤيد لاوروبا بوريس تاديتش (50 عاما) الذي يسعى للفوز بولاية ثانية والقومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش (55 عاما) متقدمين على سبعة مرشحين اخرين,ويتوقع اجراء دورة ثانية في الثالث من شباط/فبراير للفصل بينهما.

وسبق للمرشحين الاوفر حظا ان تواجها في الانتخابات الرئاسية العام 2004 التي شهدت فوز تاديتش في الدورة الثانية بحصوله على 54% من الاصوات.

وفي صربيا صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة نسبيا لكن الصورة التي يعكسها عن بلاده في الخارج ترتدي قيمة رمزية.

وتأمل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي باعادة انتخاب تاديتش الذي يبدو الاكثر قدرة على احتواء فورة قومية مرجحة جدا في صربيا عندما سيعلن قادة البان كوسوفو استقلال هذا الاقليم الذي تعارضه بلغراد معارضة شرسة.

وبعد فشل المفاوضات مع بلغراد حول وضع الاقليم النهائي اكد قادة كوسوفو الالبان انهم سيعلنون استقلال الاقليم من جانب واحد بالاتفاق مع الولايات المتحدة والدول الرئيسية في الاتحاد الاوروبي.

وفقدت صربيا كل سيطرة على كوسوفو الذي تديره الامم المتحدة منذ نهاية النزاع في 1998-1999 بين القوات الصربية والانفصاليين الالبان، لكن الاقليم يبقى للكثير من الصرب مهد حضارتهم وديانتهم.

ويعارض تاديتش مثل الغالبية العظمى للسياسيين الصرب، استقلال كوسوفو لكنه يعتبر خلافا لمنافسه الرئيسي ان بلاده لا خيار لها الا الانضمام الى اوروبا.

وقال تاديتش مساء أمس الأول في ختام حملته امام اكثر من 20 الفا من مناصريه "نريد الحصول على وضع المرشح للانضمام الى الاتحاد الاوروي بحلول نهاية السنة الحالية وسنحصل على ذلك. انا اضمن لكم ذلك في حال استمرينا بمواجهة التحديات بالشجاعة نفسها".

اما خصمه القومي المتشدد المعروف بتأييده الكبير لروسيا فيعتبر عكس ذلك ان صربيا يجب الان تذعن "للابتزازات والاهانات" التي تمارسها برأيه، اوروبا عليها وان تتخلى عن الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في حال اعلان استقلال كوسوفو.

وفي مبادرة رمزية اختتم نيكوليتش حملته في شمال كوسوفو ذي الغالبية الصربية. وقال "لم اقل وداعا للغرب لكني قلت انه لا يمكننا ان نتعاون وان نوقع الاتفاقات الا في حال لم يمسوا بصربيا لان لها حدودها".

وانتهت الحملة الانتخابية رسميا مساء أمس الأول الامر الذي يفرض على وسائل الاعلام "صمتا" محكما يحظر عليها القيام باي تعليق على انتخابات غداً الاحد.

وتخشى الدول الغربية احتمال فوز نيكوليتش لانه قد يؤدي الى مرحلة عزلة جديدة لصربيا.

واعتبرت وزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك اخيرا ان "صربيا عند مفترق طرق. امام الشعب الصربي خيار اما الاستمرار على طريق التكامل الاوروبي او الانقطاع عن بقية اوروبا".

ووقعت بلغراد بالاحرف الاولى في تشرين الثاني/نوفمبر في بروكسل اتفاق الاستقرار والشراكة وهو الخطوة الاولى نحو انضام صربيا الى الاتحاد الاوروبي. وقد وجه الاتحاد الاوروبي من جهته مؤشرات محبذة لانضمام صربيا سريع.

ويزيد من اهمية ان تكون صربيا مؤيدة لاوروبا، ارسال الاتحاد الاوروبي الى كوسوفو بعد الانتخابات الرئاسية الصربية مهمة لتحل مكان مهمة الامم المتحدة التي تدير الاقليم منذ العام 1999. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى