امريكا تزيد الضغوط على ايران.. لكن هل تفلح

> لندن «الأيام» مارك تريفليان :

> هيمنت النغمة المتشددة ضد ايران على الخطاب الامريكي خلال جولة الرئيس جورج بوش في الشرق الاوسط لكن تشديد الضغوط الاقتصادية بقيادة واشنطن هي التي تشكل التحدي الاكبر بالنسبة لطهران.

ومع تصعيد بوش من خطابه ووصفه ايران بانها تشكل خطرا على الامن الدولي وانها أكبر دولة راعية للارهاب ظهرت بعض المؤشرات الملموسة على ان الضغط على اقتصاد ايران وهي دولة مصدرة للنفط آخذ في الزيادة.

وهناك أيضا في ذات الوقت مؤشرات على ان ايران تصمد امام هذا التحدي بل يتشكك بعض المحللين في فعالية العقوبات.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات خاصة بها على ايران وتضغط من أجل استصدار قرار ثالث من مجلس الامن التابع للامم المتحدة لفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على طهران حين تجتمع القوى الكبرى في العاصمة الالمانية برلين يوم الثلاثاء لمناقشة الاستراتيجية بعد رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم.

وبالاضافة الى وضع أفراد وجماعات وشركات اعمال تشتبه واشنطن في تورطهم في الارهاب او في انشطة نووية غير مشروعة في قائمتها السوداء تسعى واشنطن الى دفع حلفائها في شتى انحاء العالم لفرض عزلة اقتصادية أوسع نطاقا على ايران.

وأبلغت مصادر مطلعة رويترز يوم الاربعاء انه في احدث المؤشرات على ان الضغط الامريكي بدأ يؤتي بعض الثمار علق البنك الاهلي المتحد وهو أكبر بنك في البحرين معاملاته مع الجمهورية الاسلامية.

وأواخر العام الماضي أوقفت شركة التكرير النفطية الهندية )ريفاينر( مبيعات البنزين ووقود الديزل لطهران بعد ان امتنع بنكان فرنسيان هما (بي.ان.بي) باريبا وكاليون عن تقديم خطابات اعتماد وهي ضمان ضروري في المعاملات التجارية الدولية.

وقال مستشار ألماني رفيع في الشؤون المصرفية والمالية "اليوم من المستحيل تقريبا في اوروبا باستثناءات قليلة الحصول على خطاب اعتماد" للتعاملات التجارية مع ايران.

وأبلغت مصادر مالية في الخليج رويترز هذا الاسبوع ان البنوك في دولة الامارات العربية المتحدة توقفت ايضا عن اصدار خطابات اعتماد للشركات الايرانية.

وعلى الرغم من ان هذا صعب المعاملات على ايران الا انها وجدت طرقا للاتفاف حول هذه القيود ومنها فتح خطوط ائتمان تسوى باليورو لتمويل واردات الوقود بدلا من الدولار.

ويقول خبراء في الشؤون الايرانية ان تضييق الخناق على ايران مازال مستمرا بالرغم من تقرير للمخابرات الامريكية قال الشهر الماضي ان ايران توقفت عن السعي لامتلاك أسلحة نووية عام 2003 مما عمق من الانقسامات الدولية بشأن الاستراتيجية المقترحة للتعامل مع ايران وانهى فعليا خطر قيام الولايات المتحدة بتحرك عسكري ضدها.

ويضيفون ان المنطق وراء تشديد الضغوط يستند الى استمرار تحدي ايران لمطالب الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم والتأكيد الذي ورد في تقرير المخابرات الامريكية على ان التزام الغرب بخط واحد متشدد يمكن ان يؤثر على مسلك طهران.

وقال علي الانصاري من جامعة سانت اندروز بسكوتلندا "هذا الى حد ما يبرر سياسة تشديد العقوبات وتشديد الضغوط السياسية."

وأضاف "تقرير المخابرات كان في الاساس لوقف الدفع في اتجاه الحرب داخل الولايات المتحدة. لكن بخلاف ذلك بقيت باقي الاشياء كما هي وكل هذه العقوبات آخذة في الاشتداد."

ويقول شانون كايل من معهد ابحاث السلام الدولي في ستوكهولم ان هم ايران الاكبر هو "اضعاف العقوبات التي تؤثر على المواطن العادي في الشارع."

واتفق المحللان على ان خطوة البنوك الفرنسية بسحب خطوط الائتمان هى خطوة هامة وربطا بينها وبين الخط الاكثر تشددا الذي اتخذته فرنسا منذ تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطة العام الماضي.

وقال كايل "ساركوزي أصبح ملكيا أكثر من بوش نفسه في الضغط من اجل تشديد العقوبات على ايران."

وأبلغ مسؤول كبير في الخزانة الامريكية رويترز الاسبوع الماضي انه حدث "تغير كبير ملموس" في رغبة البنوك الاجنبية في التعامل مع البنوك الايرانية.

لكن هناك تشككا بشأن فعالية هذه العقوبات في بعض الدوائر ومنها مكتب محاسبة الحكومة وهو جهاز رقابي في الكونجرس الامريكي.

وجاء في تقرير جديد للمكتب انه "يصعب تحديد" اثر العقوبات واشار الى ان ايران وقعت عقودا مع شركات اجنبية عاملة في مجال الطاقة بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار منذ عام 2003 .

وذكر مصرفي من الشرق الاوسط انه واثق من ان ايران ستجد وسيلة للالتفاف حول العقوبات.

وقال المصرفي "اعتقد ان هناك سبلا اخرى.. على سبيل المثال استخدام الوسطاء واقامة شركات تكون بمثابة واجهة لانشطة أخرى." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى