على أكتاف الجنون سنحيا

> «الأيام» طلال عبدالقوي بن شعيلة /كلية التربية - يافع

> كما هو الحال في كل مرّة.. نتلقى خبر استشهاد أو إصابة بعض إخواننا الذين يخرجون مطالين بحقوقهم، وحقوق كل أبناء المحافظات الجنوبية بألم وحسرة، وكما هو الحال دائما بعد كل خبر نسمعه، فإننا نتحدث فيما بيننا عن ذلك الجرم الأكثر بشاعة حنقا وزفرا لغيظ كتم أنفاسنا وكظم صدورنا، ثم لا تلبث آلامنا وأحزاننا أن تتحول إلى عزة وأنفة وعزم على المضي قدما حتى نصل لمبتغانا.

بكى صاحبي لما رأى الدّرب دونه

وأيقن أنا لاحقـان بقيصرا

فقلت له لاتبك عينك إنما

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

ولكن هذه المرة حدث لي موقف آلمني وأحزنني على إخواني هناك، كان ذلك حين نقلت بأسف ووجع خبر استشهاد وجرح مجموعة من الرجال، رجال الدعوة إلى التسامح والتصالح بين أبناء الجنوب، رجال المطالبة بالحق المسلوب، والعدل المفقود.. نقلت لأحد الزملاء خبر إخواننا الذين قضوا يوم 13 يناير 2008م في محافظة عدن، فكان ردّه: مجانين أيش استفادوا؟!

فواعجبا..! أنقل خبرا أحر من الجمر.. فألقى جوابا أشّد برودة من الثلج!

أنقل خبرا ممتلئا بعزة الزبيري وشموخ جبال بطة.. فألقى جوابا أكثر دناءة من قول (الإمام): ليس وراء هذا البحر من عالم.

عجبا لك ياهذا..! أمجنون من يطالب بحقه وكرامته؟! أمجنون من يدافع عن ماله وأرضه؟! أمجنون من يفتش عن لقمة عيشه؟!

نعم.. إنهم مجانين، حيث خرجوا حنقا على عدل عمر..!

نعم.. إنهم مجانين، حيث تظاهروا مطالبين بزعزعة أمن الرشيد..!

نعم.. إنهم مجانين، حيث تجمعوا يثورون من إنصاف المعتصم..!

آه.. يازمن الضيم! أيسمى المجتمعون تصالحا وتسامحا وتكاتفا مجانين؟!

أيسمى الصارخ في وجه الباطل مجنونا؟، وقد علمنا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!

عجبا لزمن تبدلت فيه المفاهيم، بل أفهام الناس تبدلت.

إني أعجب أن يصدر ذلك الجواب ممن يناط بهم إقامة هذا الوطن مستقبلا، لكونه في ريعان الشباب، وفي أرقى مؤسسات المجتمع (الجامعة).

وأعجب من أن يصدر من شخصيات اجتماعية أو سياسية بارزة، او قل محسوبة، ولكننا نقول لهذا أو ذالك: على أكتاف المجانين سنصعد إلى الحرية.

على أيدي المجانين سنجني العدل.

من دماء المجانين الزكية حياة وسلام.

ونقول لكل من يهري- فاغرا فاه- جبنا وزيفا:

إن كان الثأئر على الظلم مجنونا فاشهدوا بأني أول المجانين..

وعلى أكتاف الجنون سنحيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى