بوتين يوقع في بلغاريا عقودا مهمة في مجال الطاقة

> صوفيا «الأيام» فاسيلا سيرغيفا :

>
تم أمس الجمعة لمناسبة زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى بلغاريا التوقيع على عدة عقود ضخمة في مجال الطاقة وخصوصا في المجال النووي بين روسيا وبلغاريا التي تسعى للافادة من موقعها الاستراتيجي في البلقان وسط انتقادات لها بكونها تمثل "حصان طروادة" للتأثير الروسي في المنطقة.

وفي هذا السياق، تم التوقيع على عقد ضخم لاقامة مفاعل نووي في بيليني (شمال) بقيمة اربعة مليارات يورو.

وسيشكل هذا المفاعل اول انجاز لمجموعة "اتومستروي اكسبورت" الروسية في احدى دول الاتحاد الاوروبي. وسيؤمن مجمع "اريفا سيمنس" الفرنسي الالماني بموجب عقد مع المجموعة الروسية التجهيزات الامنية للمحطة النووية.

والمحطة التي يتوقع ان يبدأ تشغيلها في 2013، ستعمل بمفاعلين اثنين قوة كل منهما الف ميغاوات وهما من نوع "في في اي آر" بالماء المضغوط وآخر من نوع جديد لم يسبق ان اقيم في اوروبا (في-466).

وتستخدم المجموعة الروسية هذا النوع في مفاعلين قيد الانشاء في الصين والهند، بحسب ما افادت الشركة الوطنية البلغارية للكهرباء.

وبهذا المفاعل الجديد، تأمل بلغاريا في استعادة موقعها كمصدر كبير للطاقة الذي فقدته نهاية 2006 مع الاغلاق الجزئي لمحطة كوزلودوي بطلب من الاتحاد الاوروبي لاسباب امنية.

كما شهدت زيارة بوتين اختراقا غير متوقع لجهة مشاركة بلغاريا في مشروع انبوب (ساوث ستريم) الروسي الايطالي لنقل الغاز وذلك اثر مباحثات اللحظة الاخيرة التي اتاحت توقيع اتفاق بقيمة 4،1 مليار يورو,وبحسب السلطات البلغارية، فان روسيا قبلت في آخر لحظة بالشروط البلغارية.

وهذا الانبوب الذي ينطلق من روسيا مرورا تحت البحر الاسود يصل الى بلغاريا حيث تجري دراسة اقامة خطين احدهما في الشمال الغربي والثاني في الجنوب الغربي. وسيكون بامكان الانبوب تزويد الاسواق الاوروبية بما يصل الى 30 مليار متر مكعب من الغاز.

وقال ديميتري مدفيديف الخليفة المحتمل لفلاديمير بوتين اثر مقابلة مع رئيس الوزراء البلغاري الاشتراكي سيرغي ستانيتشيف "من المهم ان تكون الاطراف قبلت هذه التسوية. ان هذا المشروع يعكس توازنا في المصالح ويتيح التقدم في هذا الملف الصعب"، على ما افادت وكالة ريا نوفوستي.

كما تم التوقيع على اتفاق ثلاثي الاطراف بشأن انشاء شركة مختلطة لمشروع انبوب نفط بورغاس-الكسندروبوليس لنقل النفط الروسي بين البحر الاسود وبجر ايجه.

وكانت بلغاريا وروسيا واليونان وقعت في آذار/مارس 2007 في اثينا اتفاقا لانشاء هذا الانبوب الذي يعبر لمسافة 150 كلم الاراضي البلغارية تملك روسيا 51 بالمئة منه.

وتم التوقيع على اتفاق للربط بواسطة قطار بين ميناء فارنا البلغاري وميناء كافكاز الروسي اضافة الى اتفاق للتعاون الثقافي والتعليمي والعلمي وعلى خطة عمل في مجال السياحة.

واثارت زيارة بوتين اول تظاهرات مناهضة لرئيس روسي في بلغاريا التي ترتبط تقليديا بروسيا وافضل حليف سابق لموسكو في اوروبا الشرقية الشيوعية.

وانتقدت المعارضة المحافظة ومنظمات غير حكومية الحكومة البلغارية لكونها اصبحت "حصان طروادة لروسيا في الاتحاد الاوروبي". غير ان التظاهرات لم تكد تجمع أمس الأول الف شخص.

وقال المحلل السياسي اوغنيان مينتشيف مدير معهد الدراسات الاقليمية والدولية في صوفيا "من خلال استثمارات هائلة في البنى التحتية للطاقة، تهدف روسيا الى استعادة تأثيرها في الاراضي السابقة للامبراطورية السوفياتية".

واضاف "ان مشروع ساوث ستريم سيلغي اهمية مشروع نابوكو" الذي يدعمه الاتحاد الاوروبي والذي تشارك فيه بلغاريا والذي يفترض ان يمثل بديلا لامدادات الغاز من وسط آسيا الى اوروبا.

من جانبه، اكد الرئيس البلغاري غورغي بارفانوف أمس الأول انه بفضل الاتفاقيات الموقعة "ستصبح بلغاريا عاملا استراتيجيا لتنمية سياسة الطاقة الاوروبية".

واعتبر ان السعي الى وضع بلغاريا امام الخيار بين الاتحاد الاوروبي وروسيا يشكل "معضلة مغلوطة".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى