أمم أفريقيا 2008:غانا تفتتح عرسا قاريا ساخنا بطموح معانقة اللقب

> أكرا «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

> تدق ساعة الحقيقة اليوم الأحد أمام المنتخب الغاني عندما يلاقي نظيره الغيني في افتتاح النسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي تستمر حتى 10 فبراير المقبل في مدن أكرا وكوماسي وسيكوندي وتامالي.

والأكيد أن النسخة الحالية ستكون من أفضل النسخ في تاريخ النهائيات القارية منذ انطلاقها عام 1957 وذلك بسبب حجم وقيمة المنتخبات المشاركة فيها وكذلك كثرة عدد المرشحين لنيل لقبها بدء من صاحب الارض غانا مرورا بمصر حاملة لقب النسخة الاخيرة وساحل العاج وصيفتها وصولا إلى نيجيريا والكاميرون وتونس والمغرب ومالي دون إغفال السنغال وجنوب أفريقيا.

وما يزيد النسخة الحالية أهمية كونها بمثابة الفرصة الاخيرة أمام المنتخبات الافريقية قبل الدخول في تصفيات كأس العالم التي تستضيفها القارة السمراء بضيافة جنوب أفريقيا وبالتالي فإن جميع المنتخبات المشاركة فيها تسعى إلى تحقيق نتائج جيدة لرفع معنوياتها قبل التصفيات الحاسمة بالإضافة إلى أن بعضها سيحاول إرساء المعالم الأولية للعمود الفقري لتشكيلته بهدف إعدادها لتكون قوية في المونديال عام 2010.

ينطلق العرس القاري بعدما سال الكثير من المداد بخصوص المشاكل التي تخلفها استضافته في هذه الفترة بالذات والتي تكون فيها البطولات الاوروبية في أوجها وبحاجة ماسة إلى لاعبيه الأفارقة خصوصا انجلترا وفرنسا التي تعج بالمحترفين من القارة السمراء .. وكالعادة دخلت المنتخبات الافريقية في مشاكل كثيرة مع الاندية الاوروبية بسبب تأخر الاخيرة في تسريح اللاعبين للإنضمام الى معسكرات منتخبات بلدانهم، فمنها من حصل على الموافقة من الاتحادات المحلية مثل المغربي عبد السلام وادو (فالنسيان الفرنسي) والكاميروني صامويل إيتو (برشلونة الاسباني) ومنها من وصل خلافه الى الاتحاد الدولي «فيفا» حيث تدخل الاخير ليرغم إيفرتون الانجليزي على تسريح الجنوب أفريقي ستيفن بينار.

ويبدو أن الاندية الاوروبية نجحت إلى حد ما في صراعها مع الاتحاد الافريقي للعبة وقد خدمها في ذلك مونديال 2010 المقرر في يونيو حيث اضطر الاتحاد الأفريقي الى الرضوخ لمطالب الاندية الاوروبية فقدم موعد النسخة السابعة والعشرين في أنغولا من 20 يناير الى 10 منه على أن تنتهي النهائيات في 31 من الشهر ذاته.

وبالعودة إلى إيجابيات النسخة الحالية في غانا، فإن العيون ستكون مركزة بشكل كبير على النجوم الكبار في القارة السمراء ابرزهم العاجي ديدييه دروغبا الساعي ومنتخب بلاده الى تعويض خيبة الأمل في نهائي النسخة الاخيرة في مصر أمام منتخب البلد المضيف بركلات الترجيح، والكاميروني صامويل إيتو الذي يطمح إلى إعادة منتخب بلاده الى سكة الألقاب والتتويج للمرة الثالثة بعد عامي 2000 و2002، والمالي فريديريك كانوتيه العائد ومنتخب بلاده الى النهائيات بعد الغياب عن دورة مصر وهو يرغب بدوره في فك نحس المركز الرابع الذي لازمه عامي 2002 و2004 ومعانقة اللقب على غرار ما فعله مع فريقه اشبيلية الاسباني من خلال الفوز بكأس الاتحاد الاوروبي في العامين الاخيرين .. وبقدر ما سيكون التركيز على النجوم، فإن الامر سيكون كذلك من خلال الكشافين على الوجوه الصاعدة والواعدة والتي فرضت نفسها بإلحاح في العامين الاخيرين في مقدمتها لاعب وسط نيجيريا وتشلسي الانجليزي جون ميكل أوبي ومهاجم النجم الساحلي التونسي محمد أمين الشرميطي والغاني اسامواه جيان.

وستنتقل المنافسة أيضا الى أفضل لاعبي خط الوسط في القارة السمراء إن لم يكن العالم، والامر يتعلق بالغاني مايكل إيسيان (تشلسي الانجليزي) والمالي مامادو ديارا (ريال مدريد الاسباني) ومواطنه سيدو كيتا (اشبيلية الاسباني).

غانا أمام المحك

يستهل المنتخب الغاني مشواره نحو الظفر باللقب الخامس في تاريخه بعد اعوام 1963 و1965 و1978 و1982 وبالتالي معادلة الرقم القياسي الموجود بحوزة الفراعنة (1957 و1959 و1986 و1998 و2006)، بمواجهة غينيا في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى التي تضم المغرب وناميبيا اللذين يلتقيان غدا الاثنين.. ولا حديث في غانا حاليا سوى أن ضرورة استغلال عاملي الارض والجمهور للإبقاء على الكأس في العاصمة أكرا، وهو مطلب مشروع بالنظر الى المجموعة التي تضمها منتخب «النجوم السوداء» وهو لقب المنتخب الغاني، بيد أنه يثقل كاهل اللاعبين ويزيد من الضغوطات عليهم خصوصا وأن جميع المنتخبات ستحاول فرملة أصحاب الارض ولو بانتزاع التعادل على الاقل منها وهو ما قد يبعثر أوراقهم ويهز معنوياتهم وبالتالي يفشلون في استغلال الفرصة لمعانقة اللقب الغائب عن خزائنهم منذ عام 1982 على الرغم من ترسانة النجوم التي ضمتها تشكيلتهم منذ ذلك الحين أبرزها على سبيل المثال لا الحصر النجم عبيدي بيليه وأنطوني يبواه وصامويل كوفور وستيفن ابياه.

وشدد إيسيان على ضرورة التركيز في كل مباراة والاعداد لها جيدا دون الاستهانة بالمنافسين، وقال:«صحيح أننا نطمح الى تحقيق حلم شعبنا بالتتويج على أرضنا، لكن ذلك يمر بمراحل أولها التركيز الشديد على كل مباراة على حدة، ثم احترام المنتخبات المنافسة، فلم يعد هناك في القارة السمراء منتخب ضعيف وآخر قوي ، بل جميع المنتخبات المشاركة في كفة واحدة وتملك حظوظا لنيل اللقب».

وتابع:«أكيد أننا نملك عاملي الارض والجمهور بيد أن ذلك سلاح ذو حدين، فإما سيفيدنا حتى النهاية ونحقق الآمال والأماني، وإما سيؤثر علينا ويدفعنا إلى تخييب الآمال ولذلك أطلب من الجماهير بأن لا تبخل علينا بالتشجيع خصوصا في اللحظات الصعبة».

وأكد مدرب غانا الفرنسي كلود لوروا أنه يدرك جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه واللاعبين، وقال:«الجمهور الغاني متعطش إلى إحراز اللقب وذلك حقه، لكن ينبغي عليه أن يعرف بأن الامر ليس بالسهولة التي يتخيلها، فنحن وقعنا في مجموعة صعبة وحتى في حال تأهلنا فإن الامر سيكون صعبا أيضا لأن جميع المنتخبات المشاركة جاءت الى غانا لتحقيق هدف واحد هو إحراز اللقب».

وتابع لوروا الذي قاد الكاميرون الى نيل اللقب عام 1988 في المغرب:«أوصلت الرسالة الى اللاعبين وأعتقد بأنهم يملكون من النضج ما يكفي لتخطي الصعاب والتركيز في اللعب من أجل تحقيق آمال الشعب الغاني».

وأضاف:«غينيا منتخب قوي ولا يجب الاستهانة به، نتذكر جيدا ما فعله في النسخة الاخيرة عندما سحق بثلاثية نظيفة تونس التي كانت مرشحة بقوة للإحتفاظ باللقب.. إنه منتخب صعب المراس بلاعبيه المتميزين.. وضعنا كل الاعتبارات في الحسبان وسنفعل كل ما في وسعنا لكسب النقاط الثلاث».

وختم:«الفوز اليوم سيكون مفتاح الطريق نحو اللقب».. وفضلا عن المواجهة بين غانا وغينيا، فإن المباراة تتضمن مواجهة من نوع آخر وهي فرنسية-فرنسية بين مدربي المنتخبين لوروا (غانا) وروبير نوزاريه (غينيا) .. وأكد نوزاريه أن منتخب بلاده مستعد جيدا للعرس القاري، وقال:«تأهلنا الى النهائيات من أجل نيل اللقب وليس من أجل المشاركة فيها فقط .. استعدينا جيدا للدورة ونطمح الى تحقيق نتائج جيدة بدء من مباراة اليوم» .. وتابع:«صحيح أن المباريات الافتتاحية لها طابعها الخاص في مختلف البطولات القارية والعالمية وهي غالبا ما تنتهي بالتعادل لكننا لا نريد أن نعتمد على هذا التقليد،سنتوخى الحذر بطبيعة الحال أمام أصحاب الارض لكننا لن نترك الفرصة تمر للفوز عليهم .. مواجهتنا لهم مصيرية لأنها تأتي قبل مواجهة ساخنة ثانية أمام المغرب ، وبالتالي فتحقيق نتيجة إيجابية اليوم ستساعدنا كثيرا في مواجهتنا الثانية للمغرب».

وتعج صفوف الغينيين بالنجوم وفي مقدمتهم القائد ومهاجم سانت إتيان الفرنسي باسكال .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى