أحد المعتصمين احتجاجا على انقطاع المياه بزنجبار:ألا يكفينا ظلم الجرعات وارتفاع الأسعار الجنوني وضغط المعيشة

> زنجبار «الأيام» منصور بلعيدي:

> خرج العشرات من أبناء ضواحي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين صباح أمس، وهم يحملون القنينات الفارغة (الدبب) ويهتفون بشعارات مرتجلة، تدعو المحافظ شملان إلى إنصافهم من إدارة المياه التي طال انتظار عودتها إلى منازلهم، ومن تلك الشعارات:«أين العدالة يا شملان الماء للمسؤول والمواطن ظميان؟!».

وكانت تموينات المياه قد انقطعت عن مدينة زنجبار بسبب انفجار أكثر من ثلاثة أنابيب في الخط العام الممتد بين مدينتي جعار وزنجبار، مما تسبب في قطع المياه ليومين كما أفاد الأخ حسن ناصرعبدالله، نائب مدير المياه بالمحافظة الذي قال:«إن العمل جارٍ ليل نهار لإصلاح الخط، أما منطقة باجدار والمراقد، وهي في ضواحي زنجبار، فإن الماء ينقطع عنهم لأيام، وحتى الأيام التي ينعمون فيها بوصول الماء عادة تكون محدودة على مدار العام».

المواطن ناصر محسن الفضلي من ساكني باجدار قال:«لأكثر من عامين ونحن على هذه الحالة، انقطاع متكرر للماء ولا يأتي إلا آخر الليل وكأنه زائر سري، لكنه هذه الأيام استمر انقطاعه لأكثر من أسبوع، وعدنا إلى نقل المياه على الحمير والجواري (عربات الجمال) وكأننا عدنا إلى الماضي وليس في القرن الـ 21». وأشار إلى عربة جمل تحمل قنينات فارغة قائلا:«لقد جاء أفراد الشرطة يهددون باعتقال الجمل، لأنه معتصم اليوم معنا». وأضاف:«الماء في باجدار خارج نطاق التغطية، والسلطة المحلية لا تسمع لآلام الناس». وأردف قائلا:«قطعوا علينا الماء وأخذوا أرضنا وحرموا أبناءنا من الوظائف، ويريدوننا أن نسكت، لا والله فقد فاض الكيل، وبلغ السيل الزبى.. هم يشربون المياه المعدنية ونحن عطشى». واختتم حديثه بدعوة المواطنين «للمشاركة في فعالية دعم التصالح والتسامح في المهرجان المقرر إقامته يوم 11 فبراير القادم في العاصمة زنجبار».

أما الشيخ حسين صالح فقال: «جلسنا مع مدير عام المياه، الأمين العام، وكثرت الوعود ولكنها كوعود (عرقوب)». وأضاف: «السلطة المحلية تحاول تسطيح المشاكل وتبسيط قضايا الناس وهمومهم، وأنت ترى توالي الاعتصامات والمسيرات، والسلطة المحلية غائبة تماماً عن المشهد، ولم تأتِ حتى لتأخذ بخواطر مواطنيها». وقال:«الحقائق لا تغطى بالوعود كما تغطى عين الشمس بمنخل، وعلى السلطة المحلية أن تعي دورها تجاه هموم مواطنيها قبل أن يستفحل الأمر ويخرج عن السيطرة».

وفي أثناء الحديث مع المعتصمين أمام مبنى المحافظة وصلت سيارة الشرطة المدنية تحمل مجموعة من العساكر المدججين بالسلاح ورابطوا في مواجهة الاعتصام.

المواطن ناصر أحمد صالح، عضو هيئة تنسيق الفعاليات السياسية بالمحافظة وأحد المشاركين في الاعتصام قال:«السلطة المحلية في أبين تمارس على سكان الضواحي عقاباً جماعياً بقطع المياه عن منازلنا لأيام متتالية، زادت هذه المرة عن أسبوع متواصل، مما ضاعف معاناة الناس وعطل مصالحهم، وتركوا أعمالهم لجلب الماء من الآبار والمزارع». وأضاف:«ألا يكفينا ظلم الجرعات وارتفاع الأسعار الجنوني وضغط المعيشة، نتاج السياسات الخاطئة لحكومة المفاسد والمظالم حتى يضيفوا علينا عبئا آخر بقطع تموينات المياه عن منازلنا، ونحن في محافظة تمون محافظات أخرى بالماء ويحرم أبناؤها منها». وأردف قائلا:«هؤلاء المسؤولون حين تأتي الانتخابات يستجدون أصوات الناس ويتذللون لهم، وحين ينتهي الموسم يقلبون ظهر المجن للمواطن المسكين، ليجرعوه ثمن منحهم ثقته وهم لا يستحقونها».

من جهتهم تناول بعض خطباء المساجد في مدينة زنجبار قضية انقطاع المياه عن المدينة، ودعوا في خطبتي الجمعة الماضية «السلطة المحلية بقيادة الأخ محمدصالح شملان، محافظ المحافظة لوضع المعالجات العاجلة لإصلاح وضع المياه، وإعادة ضخها للناس دون إبطاء».

من جهته وجه الأخ محافظ المحافظة رسالة شديدة اللهجة إلى مدير عام المياه- حصلت «الأيام» على نسخة منها- حمله فيها مسؤولية الانقطاعات المتكررة، وما يترتب عليها من معاناة الناس، ووجهه فيها بـ«سرعة إصلاح الخلل وحل الإشكال فورا، طالما أن الإمكانات متوفرة لديه»، وتم توجيه نسخ منها إلى خطباء المساجد في زنجبار.

يذكر أن الوضع الإداري والمالي لإدارة المياه بأبين غير مستقر في أحسن الأحوال، والموظفون فيها يستلمون معاشاتهم كل 40 يوماً على الأقل، مما سبب تباطؤاً في الأداء، وتذمراً لدى العاملين، وعرقلة نشاط بعض الدوائر الإدارية وعدم استقرار قيادة الفرع، نتيجة تعرض المدير ناصر اليافعي لوعكة صحية وعدم قدرته على الدوام الثابت، وعدم الفصل في مشكلة الإدارة، حيث رفض المحافظ شملان قبول مدير عام للفرع عينته الوزارة، وأصر على بقاء ناصر اليافعي رغم أن الأخير لديه قناعة تامة بالتخلي عن الإدارة نتيجة حالته الصحية كما قال، ومازالت المؤسسة بلا مدير حتى كتابة هذا الخبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى