قصة حياة اللاعب اليمني جياب با شافعي
> «الأيام الرياضي» متابعات:
>
عشق جياب باشافعي الكرة منذ صغره ولحسن حظه فإن جياب حظي بتربية كروية إن صح القول، فجياب جاء من عائلة كروية حيث أن إخوانه كانوا من أشهر لاعبي كرة القدم في محافظة أبين، وجياب كان أصغر إخوانه وترتيبه الخامس بين أشقائه، نشأ في بيئة كروية خالصة فأخوه علي باشافعي كان لاعباً في صفوف فريق حسان خلال الثمانينات وكان أحد أبرز لاعبي حسان في تلك الفترة، ومن ثم انتقل إلى نادي خنفر في وقت لاحق، أما إخوانه عبد الله وأمين وصلاح فقد لعبوا في نفس الفترة لنادي الفجر الجديد بمديرية الكود في مسقط رأسهم بمحافظة أبين.
آخر العنقود
علي باشافعي الشقيق الأكبر لجياب كان مشجعه الأول، فقد كان يحث جياب على ممارسة اللعبة وكان يوجهه بالتوجيهات والنصائح، بالإضافة إلى توفيره الأجواء الملائمة لأخيه الأصغر آخر العنقود بالعائلة .. يقول جياب في حديثه عن أخيه علي:«ربما لم أكن لأمارس كرة القدم لولا أخي علي الذي لطالما وجهني وعلمني الكثير واستفدت منه بشكل كبير بحكم خبرته الطويلة في حين كنت أنا وقتها صغيراً».
البداية في حسان
وبحكم انتشار الملاعب والساحات في مدارس وحواري منطقة الكود، مارس جياب كرة القدم مع زملائه في المدرسة والحارة بشكل دائم، و أعجب مدربه في فريق مدرسة (5فبراير) الأستاذ عامر كيله بمستواه ومهاراته الكروية رغم صغر سنه (13عاماً) فشجعه على دخول فئة البراعم بنادي حسان الكائن في منطقة زنجبار، واختار له أستاذه عامر نادي حسان دون سواه كون نادي حسان أحد أبرز الأندية اليمنية وقتها، فرأى كيله أن موهبة جياب تستحق المكان المناسب لتصقل فيه مهاراته على أيدي خبيرة وفي مكان مناسب ، وكان ذلك المكان هو نادي حسان.
في سن ال 16 مع الفريق الأول!!
بدأ جياب بمزاولة التمارين اليومية في فريق الناشئين بنادي حسان، وكانت المسافة بين الكود مسقط رأسه وزنجبار حيث يقع النادي تبلغ حوالي نصف ساعة بالسيارة كان يقطعها ذهاباً وإياباً، ثم انتقل في فترة قياسية إلى فريق الشباب بالنادي رغم أنه في فئة الناشئين حيث كانت هي المرحلة المناسبة له ، ولكن كان واضحاً أن إمكانيات جياب الصغير كانت أكبر من عمره الحقيقي، حيث كان عمره وقتها 16 عاماً، ودربه وقتها كل من الكابتن حسين عوذلي والكابتن الشيبه الطامي، وفي إحدى الأيام أثناء لعبه مع زملائه في فئة الشباب شاهده الكابتن علي محسن عوض، مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي حسان، فطلب على الفور من جياب الانضمام معه في الفريق الأول.
ولكم أن تتخيلوا مدى فرحة فتى في السادسة عشرة يطلب منه مدرب الفريق الأول أن يلعب معه، يقول جياب:«لم أنم في ذلك اليوم لشدة فرحتي، وكنت فقط أفكر كيف سألعب وماذا سأقدم في الملعب مع فريق يضم عمالقة حسان في ذلك الوقت؟!»
لعب جياب مباراته الأولى الرسمية مع حسان أمام فريق شعب حضرموت في مدينة المكلا، وكان ذلك في عام 1989م وحينها أشركه الكابتن علي محسن عوض لمدة ربع ساعة في الشوط الثاني، و تفاجأ جميع من في الملعب بدخول لاعب عمره ستة عشر عاماً، لكن جياب وقتها قدم مستوى جميلا أشاد به كل من شاهده.
انطلاقة نجم
ومنذ تلك المباراة لم يخرج جياب عن التشكيلة الأساسية للفريق أي الثمانية عشر لاعباً الذين يختارهم المدرب، فما من مباراة لحسان في الدوري إلا وإسم جياب باشافعي موجود في قائمة لاعبي المباراة.
بعد مباراة حسان مع شعب حضرموت والتي شهدت انطلاقة نجم موهوب قادم إلى ساحة الكرة اليمنية، لعب جياب ثلاثة عشرة مباراة بمعدل عشرين دقيقة في كل مباراة، سجل فيها أربعة أهداف.
وفي الموسم التالي خاض جياب باشافعي في صفوف حسان منافسات الدوري التصنيفي بعد الوحدة المباركة، ووقتها كان فريق حسان قد وقع في المجموعة التي عرفت حينها بإسم (المجموعة الحديدية) كونها ضمت أقوى الأندية اليمنية مثل : أهلي صنعاء، أهلي الحديدة، حسان وغيرها من الفرق الكبيرة، جياب كان على موعد مع التهديف في تلك البطولة التصنيفية حيث سجل ثمانية أهداف حاسمة، وكان تدرب في تلك البطولة على يد الكابتن حيدره فضل.
جياب..نجم عربي!!
واصل جياب تقديم إبداعاته الكروية في الملاعب اليمنية المختلفة، ونافس في الموسم التالي على لقب الهداف بقوة حيث سجل ستة عشر هدفاً جعلته أحد أبرز الهدافين اليمنيين إلى أن جاء عام 1995م والذي شهد انطلاقة أكبر لجياب لا على الساحة اليمنية فحسب، بل على الساحة العربية عندما توج وصيفاً لهدافي العرب بوصفه ثاني أكثر الهدافين العرب تسجيلاً للأهداف في ذلك الموسم، حيث تربع وقتها جياب على عرش هدافي الدوري اليمني برصيد خمسة وعشرين هدفاً .. وحصل على تكريم كبير واحتفالية ضخمة من صحيفة الوطن الرياضي حيث فاز بجائزة الحذاء الفضي، التي تمنح كل عام من الصحيفة لأفضل الهدافين على مستوى الوطن العربي، وأقيمت احتفالية كبيرة في محافظة أبين تم فيها تسليم جائزة الحذاء الفضي للشبح بحضور رئيس تحرير الصحيفة الأوسع انتشاراً وقتها اللبناني سعيد غبريس وذلك في مباراة استعراضية احتفالية أقيمت في العام 1996م بين فريقي حسان والتلال خصصت للإحتفال بعريس ذلك اليوم الشبح جياب باشافعي، وانتهت بفوز فريق حسان على التلال (1/3) في مباراة سجل فيها الشبح هدفين لفريقه.
في تلك الفترة لم يعد جياب باشافعي نجماً على مستوى الملاعب اليمنية، بل تعدى ذلك وأصبح اللاعب اليمني الأكثر شهرة على مستوى الوطن العربي كون إسمه قد تردد كثيراً في الأوساط الرياضية العربية كونه وصيف هدافي العرب.
الابتعاد عن الملاعب
الشبح واصل تقديم فنونه وتقاسيمه الكروية على الملاعب، إلى أن جاء العام 1998م وهو العام الذي شهد نقطة فاصلة في حياته الكروية حيث تعرض جياب لإصابة قوية في عظمة المثانة في مباراة فريقه أمام التلال، وتوقف عن اللعب لمدة ستة شهور حاول فيها تلقي العلاج ولكن بلا فائدة، إلى أن اضطر للذهاب إلى عدن وتلقي العلاج هناك لمدة شهرين على نفقته الخاصة..ولم يستفد أبداً جياب من علاجه في عدن وأصبح العلاج في نظر جياب مستحيلاً.
العيسي يسأل:أين جياب؟!
وفي نفس الوقت كان الشيخ أحمد صالح العيسي الداعم والمسئول الأول لنادي هلال الحديدة يسأل ويستفسر عن سر غياب النجم الهداف جياب باشافعي عن الملاعب، فجاءته الإجابة أن (جياب) مصاب بإصابة خطيرة، فقام الشيخ أحمد صالح العيسي بالتواصل مع مسئولي وإداريي حسان وأخبرهم بأنه سيتكفل بكامل تكاليف ومصاريف علاج جياب باشافعي..ولنترك جياب باشافعي يروي لنا باقي تفاصيل الموضوع:
«ذهبت إلى الشيخ أحمد صالح العيسي بمحافظة الحديدة والتقيت به في مكتبه، فوجدته رجلاً محباً للرياضة ولكرة القدم حتى النخاع، وطلب مني على الفور اختيار أي دولة أريدها للذهاب إليها وتلقي العلاج فيها، وبحكم معرفتي أن هناك بروفيسورا شهيرا في العراق إسمه فالح فرانسيس متخصص في العظام وتحديداً الإصابة في عظمة المثانة وهي التي أعانيها، فطلبت منه أن أتعالج في العراق، وبالفعل قام الشيخ أحمد صالح العيسي بعمل الإجراءات اللازمة، و خضت في العراق برنامج علاج مكثف لمدة خمسة وعشرين يوماً 24ساعة في اليوم، ثم خضت في العراق برنامج تمارين لمدة خمسة عشر يوماً».
رد الجميل.. واللعب للهلال
عاد جياب إلى اليمن بعد أن تعافى كلياً من الإصابة وخاض برنامجاً للتمارين على ساحل أبين لمدة شهر، وفي نفس الوقت أراد جياب رد الجميل للشيخ العيسي على ما قدمه له، فذهب جياب إلى الشيخ وقال له سأرد الجميل وألعب للهلال، ولكن الشيخ أحمد صالح العيسي رفض ذلك وقال له بأن نادي حسان نادينا كما هو الهلال.
لكن جياب أصر على أن يرد جميل الشيخ العيسي، وبالفعل وافقت كل من إدارة نادي حسان والشيخ العيسي، ورفض جياب أن يستلم أي راتب أو حافز من الهلال في ذلك الوقت بهدف رد الجميل الذي لن ينساه طوال حياته -كما قال-.
جياب بالأزرق!
جياب لعب في الموسم التالي بألوان جديدة وبالفانلة الزرقاء في دوري الدرجة الأولى، فوقتها كان الهلال يسعى للصعود إلى دوري الدرجة الممتازة، فساهم الشبح بشكل كبير في تحقيق انتصارات فريقه الجديد وقاده للصعود إلى الدوري الممتاز و توج في ذلك الموسم هدافاً لدوري الدرجة الأولى .. وبعد هذا الموسم الجميل الذي قضاه جياب مع الهلاليين، وفي ظل ما شاهده من طموح كبير وحب للرياضة لدى مسئولي وإداريي الهلال قرر الشبح البقاء مع الهلال.
<<< إصابة أخرى
واصل جياب اللعب مع الهلال الساحلي إلى العام 2002 وهو العام الذي تعرض فيه جياب لإصابة خطيرة في أسفل العمود الفقري وهي احتكاك بين فقرات العمود الفقري، وهذه الإصابة لم تكن أثناء ممارسته كرة القدم، وإنما أصيب بها بشكل مفاجئ، وتحديداً قبل زواجه بيومين، ومن ثم تردد جياب على عدة دول عربية لمدة ثمانية شهور للعلاج من الإصابة وهي السعودية ومصر، والأردن، و بالفعل عولج جياب من الإصابة وسمح له بمزاولة كرة القدم ولكن بحرص، بعدها واصل جياب اللعب لمدة موسم واحد فقط، وكانت آخر مبارياته التي لعبها مع الهلال في العام 2003م.
يقول جياب حول قراره بالتوقف عن مزاولة كرة القدم:«قررت الاعتزال وأنا في قمة عطائي وذلك حتى تتذكرني الجماهير ويتذكرني الجميع وقررت أن أحترم إسمي وأنا في قمة مستواي».
عروض احترافية
تحصل جياب أثناء إصابته الأولى عام 1998م على عروض احترافية من كل من : التلال وأهلي صنعاء وتضمنت هذه العروض القيام بتحمل نفقة علاجه مقابل لعبه في أحد هذه الأندية، كما تحصل على عرض من نادي الفيصلي الأردني للعب في صفوفه.
<<< مدربو جياب في الأندية
- في فريق ناشئي حسان : كان يدربه حسين العوذلي والشيبه الطامي وعلي محسن عوض.
- وفي الفريق الأول لحسان:
علي محسن عوض
حيدره فضل
أحمد مهدي
أحمد الراعي
- أما في نادي الهلال فكان مدربوه هم:
مقبل الصلوي
عمر باشامي
العراقي سعدي يونس
العراقي شاكر شكور
والمصري مصطفى حسن.
- مدربوه في المنتخبات:
سالم عبد الرحمن
عمر باشامي
أحمد صالح قيراط
عبد الله باعامر
المصري محمود أبو رجيله
المصري علي السعيد
البرازيلي لوسيانو
العراقي حازم جسام
والصربي زوران.
<<< - الشبح مع المنتخبات:
للكابتن جياب باشافعي مشوار طويل ومشرف مع المنتخبات الوطنية، حيث لعب للمنتخبين الأولمبي والأول في العديد من المنافسات العربية والآسيوية والدولية،وكانت مشاركاته على النحو التالي:
- في العام 1994م شارك جياب ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول في بطولة الاستقلال التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة وحقق فيها منتخبنا المركز الثالث.
- في نفس العام شارك الكابتن جياب باشافعي مع المنتخب الوطني الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية في مدينة هيروشيما باليابان.
- في العام 1996م واصل مشاركته مع المنتخب الوطني الأول في تصفيات كأس أمم آسيا والتي أقيمت منافساتها في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
- في العام 1997 شارك مع منتخبنا الوطني الأول في تصفيات كأس العالم فرنسا 1998م.
- في العام 1999م شارك في تصفيات أولمبياد سيدني 2000م
- في العام 2002م شارك مع المنتخب الوطني الاول في بطولة الأقصى الشريف والتي أقيمت منافساتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وحقق فيها منتخبنا المركز الثاني.
كيف جاء لقب الشبح؟!
يقول الكابتن جياب باشافعي بأنه وراء هذا الاسم حكاية جميلة مع مشجع لا يتعدى عمره 17عاماً، فهذا المشجع كان دائماً يصرخ ويهتف في المدرجات مشجعاً جياب بالشبح، وبعد إحدى مباريات بطولة الدوري التقى جياب بالمشجع، وأخبره وقتها بأنه هو من يناديه بهذا الاسم، وفي اليوم التالي تفاجأ جياب بالصحف وقد وصفته بالشبح بعد سماعها لهتافات الجماهير بهذا الإسم .. هذا المشجع الصغير وقتها،هو أحد أصدقاء (الشبح) واسمه كمال عبده أحمد.
الشبح يتألق مع أهلي الحديدة
في عام 1997م استعان نادي أهلي الحديدة بالكابتن جياب باشافعي أثناء مشاركتهم في بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس و بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عندما طلب منه الكابتن مقبل الصلوي مدرب فريق أهلي الحديدة وقتها الانضمام إلى الفريق في المشاركة الخارجية، وذلك بعد أن تألق وسطع نجمه مع المنتخبات الوطنية، وقدم الشبح وقتها مباريات جميلة ومستوى رفيعا، و كان جياب صاحب هدف الفوز لأهلي الحديدة في المباراة الشهيرة أمام فريق الشباب الإماراتي في مباراة الإياب التي أقيمت بمدينة دبي ضمن مباريات بطولة الأندية العربية.
جياب.. مدرباً
يمثل الكابتن جياب باشافعي مشروع مدرب ناجح، فالشبح يمتلك شهادات تدريب دولية ومتقدمة على النحو التالي:
-حاصل على شهادة (B) من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم في فئة تدريب فئة الشباب.
-حاصل على شهادة (C) من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم في فئة تدريب فئة الناشئين.
والكابتن جياب تمكن كمدرب من تحقيق ما عجز الكثير من أفضل المدربين البارزين محلياً وعربياً عن تحقيقه عندما قاد الهلال إلى تحقيق أول بطولة وذلك في العام 2005م عندما حقق الهلال بطولة كأس رئيس الجمهورية.
كما أن جياب عمل مساعداً لعدد من المدربين أمثال المدرب المصري المعروف محمود أبو رجيله، والمصري مصطفى حسن.
جياب في سطور
< الاسم: جياب عبد ربه سالم باشافعي
< الحالة الاجتماعية: متزوج
< تاريخ الميلاد: 1974م
< مكان الميلاد: الكود، محافظة أبين
< المركز: مهاجم
< رقم الفانلة مع نادي حسان: (7) (1989-1998)
< رقم الفانلة مع الهلال: 7 و 15 (1998-2003)
< رقم الفانلة مع المنتخبات: 11 ثم 7
< عدد المباريات الدولية: 38مباراة
< عدد الأهداف: 99هدفاً.
آخر العنقود
علي باشافعي الشقيق الأكبر لجياب كان مشجعه الأول، فقد كان يحث جياب على ممارسة اللعبة وكان يوجهه بالتوجيهات والنصائح، بالإضافة إلى توفيره الأجواء الملائمة لأخيه الأصغر آخر العنقود بالعائلة .. يقول جياب في حديثه عن أخيه علي:«ربما لم أكن لأمارس كرة القدم لولا أخي علي الذي لطالما وجهني وعلمني الكثير واستفدت منه بشكل كبير بحكم خبرته الطويلة في حين كنت أنا وقتها صغيراً».
البداية في حسان
وبحكم انتشار الملاعب والساحات في مدارس وحواري منطقة الكود، مارس جياب كرة القدم مع زملائه في المدرسة والحارة بشكل دائم، و أعجب مدربه في فريق مدرسة (5فبراير) الأستاذ عامر كيله بمستواه ومهاراته الكروية رغم صغر سنه (13عاماً) فشجعه على دخول فئة البراعم بنادي حسان الكائن في منطقة زنجبار، واختار له أستاذه عامر نادي حسان دون سواه كون نادي حسان أحد أبرز الأندية اليمنية وقتها، فرأى كيله أن موهبة جياب تستحق المكان المناسب لتصقل فيه مهاراته على أيدي خبيرة وفي مكان مناسب ، وكان ذلك المكان هو نادي حسان.
في سن ال 16 مع الفريق الأول!!
بدأ جياب بمزاولة التمارين اليومية في فريق الناشئين بنادي حسان، وكانت المسافة بين الكود مسقط رأسه وزنجبار حيث يقع النادي تبلغ حوالي نصف ساعة بالسيارة كان يقطعها ذهاباً وإياباً، ثم انتقل في فترة قياسية إلى فريق الشباب بالنادي رغم أنه في فئة الناشئين حيث كانت هي المرحلة المناسبة له ، ولكن كان واضحاً أن إمكانيات جياب الصغير كانت أكبر من عمره الحقيقي، حيث كان عمره وقتها 16 عاماً، ودربه وقتها كل من الكابتن حسين عوذلي والكابتن الشيبه الطامي، وفي إحدى الأيام أثناء لعبه مع زملائه في فئة الشباب شاهده الكابتن علي محسن عوض، مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي حسان، فطلب على الفور من جياب الانضمام معه في الفريق الأول.
ولكم أن تتخيلوا مدى فرحة فتى في السادسة عشرة يطلب منه مدرب الفريق الأول أن يلعب معه، يقول جياب:«لم أنم في ذلك اليوم لشدة فرحتي، وكنت فقط أفكر كيف سألعب وماذا سأقدم في الملعب مع فريق يضم عمالقة حسان في ذلك الوقت؟!»
لعب جياب مباراته الأولى الرسمية مع حسان أمام فريق شعب حضرموت في مدينة المكلا، وكان ذلك في عام 1989م وحينها أشركه الكابتن علي محسن عوض لمدة ربع ساعة في الشوط الثاني، و تفاجأ جميع من في الملعب بدخول لاعب عمره ستة عشر عاماً، لكن جياب وقتها قدم مستوى جميلا أشاد به كل من شاهده.
انطلاقة نجم
ومنذ تلك المباراة لم يخرج جياب عن التشكيلة الأساسية للفريق أي الثمانية عشر لاعباً الذين يختارهم المدرب، فما من مباراة لحسان في الدوري إلا وإسم جياب باشافعي موجود في قائمة لاعبي المباراة.
بعد مباراة حسان مع شعب حضرموت والتي شهدت انطلاقة نجم موهوب قادم إلى ساحة الكرة اليمنية، لعب جياب ثلاثة عشرة مباراة بمعدل عشرين دقيقة في كل مباراة، سجل فيها أربعة أهداف.
وفي الموسم التالي خاض جياب باشافعي في صفوف حسان منافسات الدوري التصنيفي بعد الوحدة المباركة، ووقتها كان فريق حسان قد وقع في المجموعة التي عرفت حينها بإسم (المجموعة الحديدية) كونها ضمت أقوى الأندية اليمنية مثل : أهلي صنعاء، أهلي الحديدة، حسان وغيرها من الفرق الكبيرة، جياب كان على موعد مع التهديف في تلك البطولة التصنيفية حيث سجل ثمانية أهداف حاسمة، وكان تدرب في تلك البطولة على يد الكابتن حيدره فضل.
جياب..نجم عربي!!
واصل جياب تقديم إبداعاته الكروية في الملاعب اليمنية المختلفة، ونافس في الموسم التالي على لقب الهداف بقوة حيث سجل ستة عشر هدفاً جعلته أحد أبرز الهدافين اليمنيين إلى أن جاء عام 1995م والذي شهد انطلاقة أكبر لجياب لا على الساحة اليمنية فحسب، بل على الساحة العربية عندما توج وصيفاً لهدافي العرب بوصفه ثاني أكثر الهدافين العرب تسجيلاً للأهداف في ذلك الموسم، حيث تربع وقتها جياب على عرش هدافي الدوري اليمني برصيد خمسة وعشرين هدفاً .. وحصل على تكريم كبير واحتفالية ضخمة من صحيفة الوطن الرياضي حيث فاز بجائزة الحذاء الفضي، التي تمنح كل عام من الصحيفة لأفضل الهدافين على مستوى الوطن العربي، وأقيمت احتفالية كبيرة في محافظة أبين تم فيها تسليم جائزة الحذاء الفضي للشبح بحضور رئيس تحرير الصحيفة الأوسع انتشاراً وقتها اللبناني سعيد غبريس وذلك في مباراة استعراضية احتفالية أقيمت في العام 1996م بين فريقي حسان والتلال خصصت للإحتفال بعريس ذلك اليوم الشبح جياب باشافعي، وانتهت بفوز فريق حسان على التلال (1/3) في مباراة سجل فيها الشبح هدفين لفريقه.
في تلك الفترة لم يعد جياب باشافعي نجماً على مستوى الملاعب اليمنية، بل تعدى ذلك وأصبح اللاعب اليمني الأكثر شهرة على مستوى الوطن العربي كون إسمه قد تردد كثيراً في الأوساط الرياضية العربية كونه وصيف هدافي العرب.
الابتعاد عن الملاعب
الشبح واصل تقديم فنونه وتقاسيمه الكروية على الملاعب، إلى أن جاء العام 1998م وهو العام الذي شهد نقطة فاصلة في حياته الكروية حيث تعرض جياب لإصابة قوية في عظمة المثانة في مباراة فريقه أمام التلال، وتوقف عن اللعب لمدة ستة شهور حاول فيها تلقي العلاج ولكن بلا فائدة، إلى أن اضطر للذهاب إلى عدن وتلقي العلاج هناك لمدة شهرين على نفقته الخاصة..ولم يستفد أبداً جياب من علاجه في عدن وأصبح العلاج في نظر جياب مستحيلاً.
العيسي يسأل:أين جياب؟!
وفي نفس الوقت كان الشيخ أحمد صالح العيسي الداعم والمسئول الأول لنادي هلال الحديدة يسأل ويستفسر عن سر غياب النجم الهداف جياب باشافعي عن الملاعب، فجاءته الإجابة أن (جياب) مصاب بإصابة خطيرة، فقام الشيخ أحمد صالح العيسي بالتواصل مع مسئولي وإداريي حسان وأخبرهم بأنه سيتكفل بكامل تكاليف ومصاريف علاج جياب باشافعي..ولنترك جياب باشافعي يروي لنا باقي تفاصيل الموضوع:
«ذهبت إلى الشيخ أحمد صالح العيسي بمحافظة الحديدة والتقيت به في مكتبه، فوجدته رجلاً محباً للرياضة ولكرة القدم حتى النخاع، وطلب مني على الفور اختيار أي دولة أريدها للذهاب إليها وتلقي العلاج فيها، وبحكم معرفتي أن هناك بروفيسورا شهيرا في العراق إسمه فالح فرانسيس متخصص في العظام وتحديداً الإصابة في عظمة المثانة وهي التي أعانيها، فطلبت منه أن أتعالج في العراق، وبالفعل قام الشيخ أحمد صالح العيسي بعمل الإجراءات اللازمة، و خضت في العراق برنامج علاج مكثف لمدة خمسة وعشرين يوماً 24ساعة في اليوم، ثم خضت في العراق برنامج تمارين لمدة خمسة عشر يوماً».
رد الجميل.. واللعب للهلال
عاد جياب إلى اليمن بعد أن تعافى كلياً من الإصابة وخاض برنامجاً للتمارين على ساحل أبين لمدة شهر، وفي نفس الوقت أراد جياب رد الجميل للشيخ العيسي على ما قدمه له، فذهب جياب إلى الشيخ وقال له سأرد الجميل وألعب للهلال، ولكن الشيخ أحمد صالح العيسي رفض ذلك وقال له بأن نادي حسان نادينا كما هو الهلال.
لكن جياب أصر على أن يرد جميل الشيخ العيسي، وبالفعل وافقت كل من إدارة نادي حسان والشيخ العيسي، ورفض جياب أن يستلم أي راتب أو حافز من الهلال في ذلك الوقت بهدف رد الجميل الذي لن ينساه طوال حياته -كما قال-.
جياب بالأزرق!
جياب لعب في الموسم التالي بألوان جديدة وبالفانلة الزرقاء في دوري الدرجة الأولى، فوقتها كان الهلال يسعى للصعود إلى دوري الدرجة الممتازة، فساهم الشبح بشكل كبير في تحقيق انتصارات فريقه الجديد وقاده للصعود إلى الدوري الممتاز و توج في ذلك الموسم هدافاً لدوري الدرجة الأولى .. وبعد هذا الموسم الجميل الذي قضاه جياب مع الهلاليين، وفي ظل ما شاهده من طموح كبير وحب للرياضة لدى مسئولي وإداريي الهلال قرر الشبح البقاء مع الهلال.
<<< إصابة أخرى
واصل جياب اللعب مع الهلال الساحلي إلى العام 2002 وهو العام الذي تعرض فيه جياب لإصابة خطيرة في أسفل العمود الفقري وهي احتكاك بين فقرات العمود الفقري، وهذه الإصابة لم تكن أثناء ممارسته كرة القدم، وإنما أصيب بها بشكل مفاجئ، وتحديداً قبل زواجه بيومين، ومن ثم تردد جياب على عدة دول عربية لمدة ثمانية شهور للعلاج من الإصابة وهي السعودية ومصر، والأردن، و بالفعل عولج جياب من الإصابة وسمح له بمزاولة كرة القدم ولكن بحرص، بعدها واصل جياب اللعب لمدة موسم واحد فقط، وكانت آخر مبارياته التي لعبها مع الهلال في العام 2003م.
يقول جياب حول قراره بالتوقف عن مزاولة كرة القدم:«قررت الاعتزال وأنا في قمة عطائي وذلك حتى تتذكرني الجماهير ويتذكرني الجميع وقررت أن أحترم إسمي وأنا في قمة مستواي».
عروض احترافية
تحصل جياب أثناء إصابته الأولى عام 1998م على عروض احترافية من كل من : التلال وأهلي صنعاء وتضمنت هذه العروض القيام بتحمل نفقة علاجه مقابل لعبه في أحد هذه الأندية، كما تحصل على عرض من نادي الفيصلي الأردني للعب في صفوفه.
<<< مدربو جياب في الأندية
- في فريق ناشئي حسان : كان يدربه حسين العوذلي والشيبه الطامي وعلي محسن عوض.
- وفي الفريق الأول لحسان:
علي محسن عوض
حيدره فضل
أحمد مهدي
أحمد الراعي
- أما في نادي الهلال فكان مدربوه هم:
مقبل الصلوي
عمر باشامي
العراقي سعدي يونس
العراقي شاكر شكور
والمصري مصطفى حسن.
- مدربوه في المنتخبات:
سالم عبد الرحمن
عمر باشامي
أحمد صالح قيراط
عبد الله باعامر
المصري محمود أبو رجيله
المصري علي السعيد
البرازيلي لوسيانو
العراقي حازم جسام
والصربي زوران.
<<< - الشبح مع المنتخبات:
للكابتن جياب باشافعي مشوار طويل ومشرف مع المنتخبات الوطنية، حيث لعب للمنتخبين الأولمبي والأول في العديد من المنافسات العربية والآسيوية والدولية،وكانت مشاركاته على النحو التالي:
- في العام 1994م شارك جياب ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول في بطولة الاستقلال التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة وحقق فيها منتخبنا المركز الثالث.
- في نفس العام شارك الكابتن جياب باشافعي مع المنتخب الوطني الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية في مدينة هيروشيما باليابان.
- في العام 1996م واصل مشاركته مع المنتخب الوطني الأول في تصفيات كأس أمم آسيا والتي أقيمت منافساتها في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
- في العام 1997 شارك مع منتخبنا الوطني الأول في تصفيات كأس العالم فرنسا 1998م.
- في العام 1999م شارك في تصفيات أولمبياد سيدني 2000م
- في العام 2002م شارك مع المنتخب الوطني الاول في بطولة الأقصى الشريف والتي أقيمت منافساتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وحقق فيها منتخبنا المركز الثاني.
كيف جاء لقب الشبح؟!
يقول الكابتن جياب باشافعي بأنه وراء هذا الاسم حكاية جميلة مع مشجع لا يتعدى عمره 17عاماً، فهذا المشجع كان دائماً يصرخ ويهتف في المدرجات مشجعاً جياب بالشبح، وبعد إحدى مباريات بطولة الدوري التقى جياب بالمشجع، وأخبره وقتها بأنه هو من يناديه بهذا الاسم، وفي اليوم التالي تفاجأ جياب بالصحف وقد وصفته بالشبح بعد سماعها لهتافات الجماهير بهذا الإسم .. هذا المشجع الصغير وقتها،هو أحد أصدقاء (الشبح) واسمه كمال عبده أحمد.
الشبح يتألق مع أهلي الحديدة
في عام 1997م استعان نادي أهلي الحديدة بالكابتن جياب باشافعي أثناء مشاركتهم في بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس و بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عندما طلب منه الكابتن مقبل الصلوي مدرب فريق أهلي الحديدة وقتها الانضمام إلى الفريق في المشاركة الخارجية، وذلك بعد أن تألق وسطع نجمه مع المنتخبات الوطنية، وقدم الشبح وقتها مباريات جميلة ومستوى رفيعا، و كان جياب صاحب هدف الفوز لأهلي الحديدة في المباراة الشهيرة أمام فريق الشباب الإماراتي في مباراة الإياب التي أقيمت بمدينة دبي ضمن مباريات بطولة الأندية العربية.
جياب.. مدرباً
يمثل الكابتن جياب باشافعي مشروع مدرب ناجح، فالشبح يمتلك شهادات تدريب دولية ومتقدمة على النحو التالي:
-حاصل على شهادة (B) من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم في فئة تدريب فئة الشباب.
-حاصل على شهادة (C) من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم في فئة تدريب فئة الناشئين.
والكابتن جياب تمكن كمدرب من تحقيق ما عجز الكثير من أفضل المدربين البارزين محلياً وعربياً عن تحقيقه عندما قاد الهلال إلى تحقيق أول بطولة وذلك في العام 2005م عندما حقق الهلال بطولة كأس رئيس الجمهورية.
كما أن جياب عمل مساعداً لعدد من المدربين أمثال المدرب المصري المعروف محمود أبو رجيله، والمصري مصطفى حسن.
جياب في سطور
< الاسم: جياب عبد ربه سالم باشافعي
< الحالة الاجتماعية: متزوج
< تاريخ الميلاد: 1974م
< مكان الميلاد: الكود، محافظة أبين
< المركز: مهاجم
< رقم الفانلة مع نادي حسان: (7) (1989-1998)
< رقم الفانلة مع الهلال: 7 و 15 (1998-2003)
< رقم الفانلة مع المنتخبات: 11 ثم 7
< عدد المباريات الدولية: 38مباراة
< عدد الأهداف: 99هدفاً.