فلسطينيون يفجرون جزءا من حاجز حدودي ويتدفقون على مصر

> رفح «الأيام» نضال المغربي :

>
تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مصر من قطاع غزة أمس الأربعاء عبر حاجز حدودي فجره نشطاء لشراء وتخزين أغذية ووقود يعانون من نقص فيهما نتيجة الإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وقالت مالكة متجر مصري اكتفت بذكر اسمها الأول فقط وهو حميدة وهي تنظر للأرفف التي أصبحت خالية نتيجة شراء سكان غزة للسلع مستخدمين الجنيه المصري والشيقل الإسرائيلي "هؤلاء الناس متعطشون للحرية والطعام ولكل شيء."

وقالت وزارة الخارجية المصرية ان مصر اقترحت اجراء مراجعة مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن كيفية اعادة تنشيط اتفاقية الحدود.

وقال سكان رفح إن نشطاء فلسطينيين قاموا بسلسلة تفجيرات أثناء الليل دمرت نحو 200 متر من الحاجز الحدودي المعدني وارتفاعه ستة أمتار بين قطاع غزة ومصر الذي أقامته إسرائيل عام 2004 قبل عام من سحب قواتها ومستوطنيها من غزة.

واستمر بحلول الليل تدفق الفلسطينيين بمن فيهم أسر كاملة على الجانب المصري من رفح. وقدر مسؤولون محليون أن ما لا يقل عن 200 ألف شخص عبروا الحدود في فرصة نادرة للخروج من القطاع الذي يصفه أهل غزة بالسجن الكبير.

وقال محمد سعيد الذي كان يجر عربة صغيرة باليد "اشتريت كل شيء أحتاجه للمنزل يكفيني لشهور. اشتريت طعاما وسجائر وحتى جالونين من وقود الديزل لسيارتي."

وشددت إسرائيل إغلاقها لحدود غزة الأسبوع الماضي مما قطع لفترة وجيزة شحنات الوقود إلى محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع ومحطات البنزين وأوقف شحنات المساعدات بما في ذلك الأغذية والإمدادات الانسانية الأخرى.

ويفتح سقوط حاجز رفح ثغرة جديدة في جهود إسرائيل التي تتعرض لهجمات صاروخية متكررة من قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمواصلة الضغط على القطاع في مواجهة انتقادات دولية بسبب نقص السلع والوقود ومحنة الفلسطينيين.

لكن الولايات المتحدة حليف إسرائيل الرئيسي هبت للدفاع عنها.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض "الفلسطينيون في غزة يعيشون في فوضى بسب حماس وينبغي أن يقع اللوم عليهم بالكامل."

وأضافت "من الواضح أنه موقف شديد الازعاج لإسرائيل ولسبب وجيه هو أن تصرفات حماس باطلاق ما يصل إلى 150 صاروخا يوميا على أراضيها هي التي... جعلت إسرائيل تفرض الاغلاق."

ومعبر رفح الحدودي الذي كان ذات يوم طريقا رئيسيا للعالم الخارجي بالنسبة لسكان غزة مغلق معظم الوقت منذ أن سيطرت حماس المعارضة لجهود السلام التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع إسرائيل على قطاع غزة في يونيو حزيران.

وتدفق الناس على الجانب المصري من رفح بعضهم على عربات تجرها الحمير حاملين الحقائق لملئها بالسلع الاستهلاكية.

وفي القاهرة قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه أعطى أوامره لقوات الأمن المصرية بالسماح بدخول الفلسطينيين من قطاع غزة,وتابع "قلت لهم اتركوهم يدخلون ليأكلوا ويشتروا الأغذية ثم يعودون طالما أنهم لا يحملون أسلحة."

وحرص وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الذي يزور باريس على عدم انتقاد مصر.

وأبلغ باراك الصحفيين قائلا "أعتقد أنهم (المصريون) يعلمون وسيحترمون دورهم في هذه الصورة بأسرها. لا أعتقد أن من المفيد الاسهاب أكثر من هذا."

وكانت انتقادات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لفشل مصر في كبح تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر أنفاق تحت الأرض في رفح أثارت ردا غاضبا من مصر إحدى المساندين الرئيسيين لمحادثات السلام التي تحث الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين على إجرائها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال إن إٍسرائيل ليس لديها نية للتسبب في أزمة إنسانية في قطاع غزة ولكنها ستحرم الفلسطينيين في القطاع من " السلع الكمالية" ما دام إطلاق الصواريخ مستمرا.

ووصف الاتحاد الأوروبي والوكالات الدولية الإغلاق الإسرائيلي بالعقاب الجماعي لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن 250 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت على إسرائيل منذ الأسبوع الماضي وسط تصاعد لأعمال العنف قتلت خلاله القوات الإسرائيلية أكثر من 30 فلسطينيا.

(شارك في التغطية يسري محمد في الإسماعيلية ومحمد يوسف في رفح وجوناثان رايت في القاهرة وآري رابينوفيتش في القدس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى