المنتخب المصري يستعد بخطة جديدة لصيد صقور الجديان ..شحاتة يؤكد احترامه للكرة السودانية.. ويعترف بالحيرة الايجابية لكثرة اللاعبين الجاهزين

> غانا «الأيام الرياضي» خاص:

>
بمعنويات عالية وحذر شديد وتقدير حقيقي للمنافس يواصل منتخب مصر لكرة القدم تدريباته واستعداداته الفنية والبدنية والمعنوية لمباراته المهمة مع نظيره السوداني والتي تقام في التاسعة والنصف مساء اليوم السبت بتوقيت القاهرة­ في الجولة الثانية ضمن المجموعة الثالثة لبطولة الامم الافريقية السادسة والعشرين المقامة في غانا.

بعد أن هدأت أمواج الفرحة والاحتفال بالفوز الكبير والتاريخي لمنتخب مصر ­ حامل اللقب ­ على الكاميرون أحد أقوى المرشحين للمنافسة على الكاس بأربعة اهداف لهدفين في افتتاح لقاءات المجموعة مساء الثلاثاء الماضي وهو الفوز الذي هز به الفراعنة أوساط البطولة ولفت انتباه المراقبين والخبراء إليهم جيدا ودخل المنتخب المصري دائرة الترشيحات لأربعة منتخبات مؤهلة لدخول المربع الذهبي للبطولة والمنافسة على حمل الكأس وبدأ مندوبو وكالات الانباء العالمية والفضائيات والصحف الاوروبية يترددون على فندق إقامة المنتخب المصري لإجراء مقابلات مع بعض اللاعبين لاسيما محمد زيدان وأبوتريكة وأحمد حسن والحضري وحسني عبد ربه وشوقي وعمرو زكي .. والمدير الفني حسن شحاته ورئيس البعثة حازم الهواري الذي أجرى معه راديو الكاميرون مقابلة مطولة بدأها المذيع الكاميروني بسؤال باك:ما هذا الذي فعلتموه بفريقنا أيها الفراعنة؟!

بعد كل هذه الاجواء الاحتفالية كان لابد ان يخرج الفريق من هذه الحالة ليستعد للقاء قادم أراه شخصيا أصعب مما سبق رغم ما هو ثابت من فوارق هائلة بين الكرة الكاميرونية والسودانية لكن الاعتبارات الخاصة في المناسبات العربية العربية وعلى رأسها لقاءات أبناء وادي النيل تفرض حساباتها غير الفنية على مثل هذه اللقاءات وتزيد من صعوبتها وهو ما تحدثنا بشأنه وضرورة الحذر منه والتنبه لخطورة الانسياق وراء أمواج الفرحة في مواجهة الفريق السوداني المعروف بلقب (صقور الجديان) وجاءت كلمات حازم الهواري رئيس البعثة مطمئنة في اتجاه توخي الحذر واتفق معنا حسن شحاته في مؤتمر صحفي عقده عقب مران الفريق مساء الأربعاء الماضي للوفد الاعلامي المصري على أن القادم أصعب بكثير..وأكد حازم الهواري أن مكافأة الإجادة التي صرفها للاعبين وقدرها ألف دولار لكل لاعب سواء من شارك في لقاء الكاميرون أو من لم يشارك جاءت بعد اجتماعه مع رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر وأمين الصندوق أحمد شاكر اللذين قررا استمرارهما مع البعثة في كوماسي وعدم العودة للقاهرة إلا بعد مباراة السودان وأكد الهواري أن اللاعبين جاهزين بقوة وتركيز وأن التهاني التي تلقوها من الرئيس حسني مبارك الذي اتصل بهم أثناء المران الاول لهم بعد الفوز على الكاميرون وإشادته بهم وتأكيده على أنه فخور بهم ويطالبهم بمزيد من التركيز وتمثيل مصر بقوة والتزام وتقديم صورة طيبة عن مصر في البطولة الافريقية الكبيرة والعمل من أجل إحراز اللقب والعودة للقاهرة بكأس البطولة إن شاء الله كل هذه الدوافع تضع اللاعبين أمام مسئوليات كبيرة هم على قدر تحملها ويشعر اللاعبون بالمسئولية أكثر كلما نقلت لهم اهتمام علاء مبارك واتصالاته بهم ومتابعته للبعثة يوما بيوم وكذلك اتصالات المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة بالبعثة وبالكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد يوميا كل هذا الاهتمام والمقرون بالتأكيد باهتمام شعبي وحماس كبير من شأنه توفير طاقة كبيرة وهائلة للفريق لتقديم عروض ونتائج كبيرة في البطولة خاصة وأننا بعد الفوز على الكاميرون دخلنا مرحلة جديدة ولم يعد بوسع أحد أن يتحدث عن عدم جدارتنا بإحراز اللقب الماضي بفعل الارض والجمهور والحظ فقط ،كما يحلو للبعض أن يفسر إنجازنا في 2006 حازم الهواري الذي كان رئيس البعثة مصر في بوركينا فاسو 1998عندما عاد منتخب مصر بالكأس وأيضا كان مسئولا عن المجموعة التي لعبت فيها مصر ولازم الفريق في البطولة الماضية بالقاهرة يشعر بأن الليلة بدأت تشبه البارحة في كثير من جوانبها مؤكدا أن الروح العالية والعزيمة والحماس كلها مقومات مهمة وعندما تتوفر لأي مصري يستطيع أن يقهر كل صعب مهما كان شأنه وحجمه وتحدياته.

التدريب ع الريق !

أدى منتخب مصر مرانه أمس الأول على فترتين جاء الاول منهما في توقيت مبكر في الثامنة صباحا وع الريق ­على حد قول أحد اللاعبين­ إذ اكتفى الجهاز الفني بتناول اللاعبين لبعض المشروبات والتوجه مباشرة الى ملعب مدرسة أبوكو واري الذي يتدرب عليه المنتخب ويشهد حضورا جماهيريا كبيرا من الغانيين الذين يلتفون حول الأسلاك الشائكة التي تحيط بالملعب لمتابعة التدريبات المصرية فيما أعطت إدارات المدارس الاربع التي تستخدم ملاعبها لتدريبات فرق المجموعة الثالثة إجازة لتلاميذها..وأدى المنتخب مرانه الصباحي وركز فيه حسن شحاته والجهاز المعاون له على تجهيز اللاعبين بدنيا والدخول بهم في أجواء التحضير للقاء السودان بعيدا عن الاحتفالات القائمة منذ الفوز على الأسود..وعاد لاعبو المنتخب من المران الصباحي رغم عدم امتداده لأكثر من ساعة في حالة متغيرة وعادوا للنوم والراحة والاستعداد للغداء والمحاضرة الفنية والمران المسائي الرئيسي.

خطة جديدة

المران المسائي الجاد الذي تحدد له السابعة والنصف موعد مباراة اليوم السبت بتوقيت غانا وعلى نفس الملعب الذي ستقام عليه المباراة وهو ستاد بابايارا بكوماسي وضع حسن شحاته وشوقي غريب المدرب وحماده صدقي المدرب المساعد كل الترتيبات ليكون هذا المران بروفة لخطة جديدة ولطريقة لعب تختلف عن تلك التي نفذها والتزم بها اللاعبون أمام الكاميرون نظرا لاختلاف طبيعة المنافس وطريقة أدائه ومصادر خطورته وذلك بعد أن شاهد الجهاز الفني مجددا شريط فيديو لمباراة السودان مع زامبيا.

المأزق اللذيذ!

حسن شحاته اعترف بالحيرة التي يواجهها في التعامل مع فريق اكتملت عناصره الكثيرة والمتميزة خاصة بعد عودة أحمد حسن كابتن الفريق من الإيقاف وتألق محمد زيدان وكذلك أبوتريكة ونجاح حسني عبد ربه ومحمد شوقي في شغل منطقة وسط الملعب ببراعة وهو ما يصعب معه إيجاد مكان أساسي لأحمد حسن سواء بين لاعبي الارتكاز بالوسط أو تحت رأسي الحربة أو حتى في الجناح الايمن بعد أن أظهر أحمد فتحي قدرات هائلة دفاعيا وانضمامه للداخل للمعاونة الدفاعية الضاغطة من قلب الوسط إذا ما لزم الأمر توظيفه لهذا أثناء سير اللعب مثلما حدث في الشوط الثاني أمام الكاميرون بعد مشاركة أحمد المحمدي.. وكذلك جاهزية ابراهيم سعيد وبحثه عن مكان وفرصة للمشاركة سواء كليبرو أو مساك أو في الوسط إذ نجح هاني سعيد الليبرو مع محمود فتح الله ووائل جمعه في تشكيل ثالوث دفاعي ثبت تجانسه أمام الأسود حتى وإن بقي شادي محمد قريبا من الدخول إليهم .. ويبذل محمد فضل وعمر جمال وطارق السيد جهودا كبيرة في التدريبات للحصول على فرصة للمشاركة في المباراة القادمة .. غير أن حسن شحاته ومع اعترافه بهذا المأزق اللذيذ يؤكد ان هذه الحيرة الايجابية تمنح الجهاز الفني قماشة كبيرة ومساحة واسعة للاختيار وقال:«في كل الاحوال لن يشارك إلا اللاعب الأفضل والأقدر على تنفيذ ما نريد ولن أجامل أحدا على حساب مصلحة المنتخب وإسم مصر ونحن ندرس المنافس جيدا ونختار عناصرنا في ضوء ما نحتاج لتنفيذه وأنسب العناصر لتحقيق هذا الهدف.

العبء الكبير !

لا ينكر المدير الفني لمنتخب مصر أن العبء الكبير الملقى دوما على حامل اللقب في اي بطولة قد زاد منه ثقله بعد الفوز الكبير والمدوي للفراعنة على أسود الكاميرون وهو الفوز الذي لازالت أصداؤه مسموعة في أرجاء غانا ومع كل تحرك لبعثة المنتخب أو أي من أفراد البعثة المصرية في شوارع كوماسي.. ويشير حسن شحاته إلى ان المسئولية على الفريق زادت وأن اهتمام القيادة السياسية والرعاية التي يحظى بها المنتخب والمتابعة الدائمة له تزيد من احساس اللاعبين والجهاز الفني بالمسئولية وقال:«كان الامر بالنسبة لنا صعبا في البداية لأن اول مباراة مع الكاميرون وهو فريق عملاق يضم 22 لاعبا محترفا في اوروبا وتدربنا جيدا واحترمنا منافسنا كثيرا وهو جدير بهذا الاحترام والحمد لله كنا موفقين في تنفيذ ما نريد وحققنا فوزا كبيرا أعطانا دفعة هائلة في البطولة وأنا أرى أن لاعبينا نفذوا من 75 إلى 80 % من المطلوب منهم أمام الكاميرون وأنهم تراجعوا في بداية الشوط الثاني بسبب الخوف من انتفاضة أسود الكاميرون الجريحة وأيضا لرغبة لاعبينا في الحفاظ على تقدمهم الكبير وأجبرنا لاعبي الكاميرون على ان يلعبوا التمريرات الطولية في منطقة جزائنا لكن هاني وفتح الله و وائل أدوا ماعليهم بامتياز وإن شاء الله يستمروا على هذا الاداء والتفاهم فيما بينهم في المباريات القادمة» .. وعن أصعب المباريات التي مرت عليه أثناء لقاء الكاميرون قال حسن شحاته:«عندما كنا متقدمين 1/3 وكان متبقيا على زمن المباراة 30 دقيقة وهذا وقت كبير بالنسبة لفريق عملاق بحجم الكاميرون وفيه مهاجم بخطورة صمويل ايتو، ولهذا كلفنا 3 لاعبين برقابة ايتو في المكان الذي يتواجد فيه ودون رقابة فردية فقد فكرت في أن أقول لأحمد فتحي: مش عاوزك انت ولا إيتو في المباراة ولا أطلب منه اي شئ غير رقابة إيتو لكن هذا لم يعد موجودا في كرة القدم الحديثة لأن لاعبا متحركا بخطورة ومهارات ايتو من الصعب جدا إيقافه برقابة فردية.. وإلا ما كانش حد غلب !! ووفقا لهذا تم تكليف أحمد فتحي برقابة ايتو والضغط عليه حينما يهرب الى الناحية اليسرى لهجوم الكاميرون وهو مكانه المفضل والذي تظهر منه خطورته الدائمة وإذا انتقل للناحية الاخرى يتكفل به سيد معوض وإذا ما تمركز أماميا كرأس حربة صريح أو عند استلامه للكرة والدخول من العمق يتسلم مهام رقابته وائل جمعه والحمد لله نجح كل لاعب في تنفيذ المطلوب منه جيدا بوعي وتركيز شديدين».

ليبرو تحت الطلب !

والواضح أن الجهاز الفني للمنتخب يميل كثيرا الى الاعتماد على وجود لاعب يكون بمثابة الليبرو تحت الطلب اي حسب الحاجة التكتيكية إذ يلعب هاني سعيد كظهير حر خلف قلبي الدفاع وهما ­غالبا­ فتح الله وجمعه وذلك في المواقف الدفاعية وعند افتقاد فريقنا للكرة وتعرضه لهجمات ثم يتقدم هاني ليكون ليبرو خط الوسط خلف حسني عبد ربه ومحمد شوقي اللذين يتقدمان للمساندة الهجومية من العمق أو للفتح جانبيا لتغطية تقدم الظهيرين فتحي ومعوض غالبا ليكون هاني سعيد في المواقف الهجومية لاعب وسط ، وهذا التطوير التكتيكي لأداء الفريق يحتاج إلى أداء حركي أسرع من جانب هاني سعيد الأبطأ نسبيا لكن هذا لم يظهر بوضوح أمام الكاميرون لالتزام هاني في معظم الوقت بمهام الليبرو خلف المدافعين والتقدم قليلا..

ويعلق حسن شحاته على هذا بقوله: «اشتغلنا كثيرا في المحاضرات على هذه الجزئية وهضمها هاني جيدا وأجبرنا ايتو على الشغل مع جيرمي الذي كان فاتحا للخارج أكثر للهروب من الكماشة الدفاعية للاعبينا ولكن المهم في هذا هو شغل قلبي الوسط محمد شوقي وحسني عبد ربه اللذين يتحملان مهاما مؤثرة دفاعا وهجوما». وأشاد المدير الفني بأداء مهاجميه عماد متعب وتمركزه الهجومي مع عمرو زكي وضغطهما القوي علي دفاع الكاميرون ثم للمهاجم المتحرك الرشيق محمد زيدان ومحمد أبوتريكة الذي أحكم الإمساك بزمام الملعب بعد نزوله.. وأضاف شحاته:«الآن لدينا 23 لاعبا جاهزا والافضل أو الانسب لظروف كل مباراة سيلعب ولا فرق بين من يبدأ أو يلعب في أي وقت من المباراة أو من تحول ظروف الفريق والمباريات دون مشاركته فالكل عندهم هدف واحد».

سلاح ذو حدين

المنتخب دخل في مرحلة الجد وبدأت الترشيحات تضيفه لقائمة المؤهلين لإحراز اللقب واعترف المدير الفني حسن شحاته بأن الفوز الكبير على الكاميرون هو سلاح ذو حدين وقال:«طبعا هو كذلك فقد حقق حافزا كبيرا لنا ودافعا على تحقيق الافضل بإذن الله وهو أيضا عبء نفسي كبير لكن بإذن الله نستغل الجانب الايجابي منه .. وسنلعب دوما للفوز على أي فريق لأننا لو لعبنا على التعادل سنخسر والأصعب هو القادم ومن الصعب الحكم على الفرق المشاركة في البطولة قبل انتهاء الدور الاول لأن هناك منتخبات ستظهر في الجولات القادمة بأفضل مما شاهدناه عليه.. السودان مثلا فريق منظم يلعب كرة جماعية جيدة وهادفة صادفه سوء حظ واضح في مباراته مع زامبيا وهاجم وصنع هجمات كثيرة وأهدر فرصا ولا تدل مباراته الاولى أو مبارياته التجريبية على حقيقة مستواه نحن نتحسب له ونحترمه كثيرا»..واستمر شحاته في حديثه عن الفرق المشاركة قائلا:«غانا وغينيا أيضا لديهما أحسن مما قدماه في الافتتاح وكذلك السنغال وتونس وأنجولا أتوقع أن يرتفع مستوى اداء هذه الفرق مع توالي المباريات وفي مثل هذه البطولات المجمعة يرتفع مؤشر أداء كل فريق من مباراة لأخرى وسترى الجماهير أداء أحسن لفريقنا من مباراة لأخرى» ..ويرى حسن شحاته أن نيجيريا وكوت ديفوار وغانا سيكون لهما حضور كبير في البطولة الاقوي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى