القوات المصرية تتراجع وحماس مستعدة للحوار

> رفح «الأيام» ويل راسموسين :

>
تراجعت القوات المصرية عن حدود غزة وسمحت لالاف الفلسطينيين بالتدفق عبر الحدود أمس السبت بعد ان فشلت في اغلاق ثغرات فتحها ناشطون من حماس في السور الحدودي في تحد للحصار الاسرائيلي على القطاع.

وقالت حركة المقاومة الاسلامية حماس انها متسعدة لاجراء محادثات مباشرة مع القاهرة لانهاء الفوضى عند الحدود في خطوة تهدف فيما يبدو الى تأمين سيطرة حماس وتجنب خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنشر قواته هناك.

وفي اشارة على ان صبر مصر ربما بدأ بالنفاد تجاه الفلسطينيين حذرت الحكومة المصرية الفلسطينيين من استفزاز قوات الامن وقالت ان 38 على الاقل من افراد الامن اصيبوا بجروح منذ فتح الحدود بالقوة يوم الاربعاء الماضي.

ونقلت سيارات وشاحنات مسجلة في غزة امدادات غذاء ووقود عائدة من مصر لتفادي الحصار الذي قالت اسرائيل انها فرضته ردا على اطلاق الصواريخ من القطاع الذي تسيطر عليه حماس.

وذكرت مصادر امنية ان الاوامر صدرت للقوات المصرية بالتراجع عن حدود غزة خلال الليل وتجنب المواجهات بعد فشل محاولة بدء اغلاق الثغرات الحدودية أمس الأول.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان مصر تشعر بالقلق من " استفزازات جماعات فلسطينية" لافراد الامن المصريين. وقال ان من بين الجرحى ضابطان برتبتين كبيرتين وان بعض الجرحى الذين يعالجون بالمستشفيات حالتهم حرجة.

وقال ابو الغيط في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية "يجب ان ينتبه الاخوة الفلسطينيون الى ان الرغبة المصرية في الاستضافة والاعاشة وتسهيل الحياة لا يجب ان تصل الى تهديد الحياة لابناء القوات المصرية."

وهذا اقوى انتقاد مصري للفلسطينيين منذ اختراق الحدود. وقال ابو الغيط ان مصر ستدعو حركتي حماس وفتح لاجراء محادثات بشأن الحدود.

وقالت مصادر امن ان مصر ردت نحو 2000 فلسطيني حاولوا مغادرة شبه جزيرة سيناء الي القاهرة او مدن اخرى في وادي النيل خلال اليومين الماضيين واحتجزت نحو 35 فلسطينيا وصلوا الي محافظات جنوبي القاهرة.

وقال شهود ان ما يتراوح بين 25 و 30 عربة مصفحة تقل قوات امن مصرية تحركت من بلدة العريش القريبة في طريقها الي رفح الليلة. وستنضم هذه القوات الى اعداد صغيرة من القوات عادت الي المنطقة لمراقبة الحدود.

ولا تريد مصر ان ينظر اليها على انها تدعم الحصار الاسرائيلي لكنها تواجه ضغوطا من الولايات المتحدة واسرائيل للسيطرة على الحدود. كما تخشى مصر من امتداد نفوذ الاسلاميين والاثار التي ستترتب على استضافة عدد كبير من الفلسطينيين الذين لا يحملون وثائق هوية.

ويمثل سقوط الجدار الحدودي انتكاسة لحملة تدعمها الولايات المتحدة لكبح نفوذ حماس ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد ثمانية اشهر تقريبا من هزيمة قوات فتح التابعة لعباس على يد حماس في غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون ان عباس لديه خطة لانهاء الحصار على غزة وسيحث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على قبول عرضه بالسيطرة على معابر غزة في حال اجتماعهما غدا الأحد كما هو متوقع.

لكن مسؤولين اسرائيليين قالوا ان أولمرت اعترض على الفكرة.

وليس واضحا كيف ستتمكن قوات عباس من السيطرة على الحدود بدون موافقة حماس التي تعارض محادثات السلام مع اسرائيل وذلك بالنظر الى اقتصار سلطته على الضفة الغربية المحتلة.

وفي تحد واضح لعباس قالت حماس انها مستعدة لاعادة السيطرة على الحدود من خلال محادثات مباشرة مع القاهرة.

وقال سامي ابو زهري المسؤول البارز بحركة حماس للصحفيين ان حماس تعرض حلا بديلا هو تشغيل معبر رفح وهي مستعدة للتنسيق مع الحكومة المصرية.

ودعا بعض كبار المسؤولين الاسرائيليين وهم يتحدثون عن انتهاك الحدود الجنوبية لغزة الى قطع الروابط الباقية مع اراضي القطاع الساحلي ونقل الاعباء الى مصر التي سيطرت على غزة الى ان احتلتها اسرائيل عام 1967.

وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 لكنها مازالت تسيطر على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع وعلى المجال الجوي والمياه الاقليمية.

وتدفق سكان غزة لشراء السلع الاساسية بعد ان ظلت الحدود مفتوحة.

وقاد محمد علي الشاهد (32 عاما) سيارته الى مصر لنقل شحنة أدوية مطلوبة من القاهرة لصيدليته في رفح بالجانب الفلسطيني للمدينة الحدودية المقسمة.

وقال "لم اتسلم أدوية جديدة منذ سبعة اشهر ... الحمد لله أصبح بالصيدلية ادوية الان وبأسعار أكثر اعتدالا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى