> بيروت «الأيام» يارا بيومي :
وكان النقيب وسام عيد الذي جرت ترقيته بعد مقتله إلى رتبة رائد قتل مع أحد الحراس عندما انفجرت سيارة ملغومة في ضاحية تقطنها غالبية مسيحية في بيروت أمس الأول,وساعد عيد في التحقيقات في الاغتيالات التي وقعت في لبنان.
وذكرت الشرطة اللبنانية أمس السبت إن عدد القتلى في الهجوم ارتفع إلى خمسة من أربعة وعدد المصابين بلغ 42 مصابا.
واغتيال عيد هو الأحدث في موجة من التفجيرات والاغتيالات السياسية التي هزت لبنان خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة. وأثارت الاضطرابات أسوأ أزمة سياسية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 .
وقال ريفي أثناء مراسم التأبين في مقر قوى الأمن الداخلي في بيروت "لقد ظن هؤلاء أنهم بإجرامهم هذا يمكن أن ينالوا من عزيمتنا وإرادتنا. إنهم واهمون."
وتابع "إننا اليوم نودعكما ونعاهدكما (عيد والحارس) أن تستمر قوى الأمن الداخلي في مواجهة من اختار أن يرهب بجرائمه الوطن."
وقدم الرئيس الامريكي جورج بوش تعازيه وقال في بيان "هذا التفجير وهو الاحدث في سلسلة من الهجمات الارهابية التي تستهدف من يعملون لتأمين استقلال لبنان وسيادته هو جزء من هجوم مستمر على مؤسسات لبنان."
واضاف " لن نتردد في تأييدنا لحكومة لبنانية منتخبة ديمقراطيا."
وعمل عيد (31 عاما) مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مقربة من زعيم الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا سعد الحريري,وكثيرا ما تعرضت الوحدة لانتقادات من المعارضة المدعومة من سوريا.
وكان عيد مهندس اتصالات أشارت مصادر أمنية إلى أنه كان مسؤولا عن تتبع اتصالات جرت بالهاتف المحمول بين المهاجمين في عمليات إغتيال سابقة وخلايا متشددين إسلاميين.
وأعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أمس السبت يوم حداد وطنيا على أرواح عيد والضحايا الآخرين.
وحمل المشيعون الذين كان بعضهم يلوح بعلم كتلة المستقبل السنية نعش عيد الى بلدة دير عمار الشنالية مسقط رأس عيد.والقت نساء الأرز والزهور على النعش الذي قبلته والدته مرارا وهي تبكي.
وقالت والدة عيد "هذه هي ثالث مرة يحاولون فيها قتله.. كان حنونا للغاية وكان يشغل مركزا مهما.. بالنسبة لي سيظل طفلا دائما."
وهلل المشيعون أثناء نقل نعش عيد إلى مبنى البلدية الرئيسي في دير عمار وسط اطلاق اعيرة نارية في الهواء. وبكى مشيعون آخرون أثناء تلاوة آيات من القران الكريم عبر مكبرات الصوت.
ورفع زملاؤه في الشرطة سيوفهم تحية للنعش قبل ان يوارى جثمان عيد الثرى في مقبرة قريبة. وبعد ذلك قدم المشيعون واجب العزاء.
وفي وقت سابق استقبل آلاف المشيعيين وبعضهم يلوح بأعلام لبنان ورايات سوداء القافلة التي تحمل نعش عيد وهي تشق طريقها ببطء من طرابلس المجاورة حيث اقيمت صلاة الجنازة في ساحة المسجد. وردد البعض هتافات ضد سوريا.
ويوم أمس في مقر الشرطة في ضاحية الأشرفية المسيحية جرت تغطية نعشي عيد والحارس بعلم لبنان.
وكان فرانسوا الحاج قائد عمليات الجيش قتل في شرق بيروت في انفجار سيارة ملغومة الشهر الماضي.
ويأتي اغتيال عيد في وقت يواجه فيه لبنان أزمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة بين الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله.
وأصابت هذه الأزمة الحكومة اللبنانية ومؤسساتها بالشلل لأكثر من عام وتركت لبنان دون رئيس لأول مرة منذ الحرب الأهلية بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود.
(شارك في التغطية نزيه صديق في شمال لبنان) رويترز