الامانة العامة لاتحاد الادباء وبياتها المنحاز (تتمة)

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> إن البيان لم يذكر نهائياً شيئاً اسمه (القضية الجنوبية) فأصحابه أعجز من أن ينطقوا بها مع أنهم يدركونها حق الإدراك فلا ينكرها إلا جاحد أو معاند بل لم يشر البيان حتى إلى مسألة تصفية آثار الحرب ولا إلى ما يعانيه الجنوبيون من ظلم مضاعف ومن خصوصية في المعاناة بسبب الضم والإلحاق والاستقواء والإقصاء والسلب والنهب وسياسة الحرب وغير ذلك، وهي أمور قاتلة للوحدة اليمنية والوحدة الوطنية التي ينبغي للاتحاد أن يذود عنها وفي المقدمة الأمانة العامة. كما أن البيان لم يدع إلى حوار وطني لقد أشار على استحياء إلى ظاهرة الفساد مع أنها ليست سبباً مباشراً في إشعال الشارع الجنوبي ولا فضل ولا سبق للبيان في ذكر الفساد الذي صار الفاسدون أنفسهم يدعون محاربته، إنني بوصفي عضواً في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وعضو سكرتارية فرع عدن للاتحاد هذا الفرع الذي صار مهمشاً كما همشت عدن وكما أقصى الجنوب وأهله، استنكر هذا البيان المستخذي الموارب الذي أصدرته قيادة الاتحاد، ولست أتحدث هنا نيابةعن زملائي في سكرتارية الفرع، ولكنني أجزم أن موقفهم لا يختلف عن موقفي في القضية برمتها، وكذا سائر أدباء عدن وكتابها وقل مثل ذلك في الأغلبية الساحقة من أدباء اليمن وكتابها الذين ولدتهم أمهاتهم أحراراً وحدويين.

فمن أين لأصحاب البيان أن يضعوا النقاط على الحروف في الأزمة الحالية من غير مواربة أو خوف؟ ففاقد الشيء لا يعطيه والذي يدفع أجر الزمار له أن يسمع اللحن الذي يطلبه ويروقه. إن الحديث العائم والعام عن الوحدة وعن الفساد لا يشكل موقفاً حياً إيجابياً للاتحاد فهو أقرب إلى الخذلان والانحياز والتبعية، فالدفاع عن الوحدة ينبغي أن يكون دفاعاً من كل الأخطار التي تحدق بها وليست السلطة إلا المصدر الرئيس لكل الأخطار المحدقة، فهل تجرؤ قيادة الاتحاد أن تشير إلى ذلك دون مواربة؟ فلو أنها تمادت في صمتها لكان أفضل، ولكن يبدو أنها غير قادرة حتى على أن تصمت وتحايد محايدة سلبية. لقد سطحت الأزمة وحجمتها ووجهت إصبع الاتهام بطريقة مغلقة إلى أصحاب الحق والشركاء التاريخيين المخلصين في تحقيق الوحدة، فلا نملك أخيراً إلا أن نترحم على الأدباء المناضلين: عمر الجاوي ومحمد الربادي يوسف الشحاري وغيرهم، حفظ الله اتحادنا من التبعية الذليلة والخذلان المبين، فيا أدباء اليمن وكتابها: اتحادكم..اتحادكم وحدتكم.. وحدتكم.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى