رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الميلاد والنشأة ..ناصر محمد باسويد من مواليد مدينة الشيخ عثمان (إحدى ضواحي عدن) يوم الإثنين 22 يناير 1932م، وأفاد- رحمه الله- في أحد اللقاءات الصحفية: «أبي من حضرموت، وجدتي من الشمال، وأنا وجدت نفسي هنا في عدن..».

راجع (كتاب التأبين المكرس لأربعينية الفقيد ص 76).

التحق الفقيد ناصر باسويد بالمعلامة (الكُتّاب) حيث درس على الشيخ علي أحمد ثابت إمام جامع دغبوس الذي علمه القرآن والقراءة والكتابة، وكان عليه أن يلتحق بالتعليم النظامي الرسمي عام 1939م وتزامن ذلك مع انفجار الحرب الكونية الثانية، فنزحت أسرته إلى العوالق، ومكثت هناك عاما وتعارف عامة الناس على عملية الهروب الجماعية من عدن آنذاك بـ(هربة الطلياني)، وشهدت عدن كذلك هروبا مماثلا في الحرب العالمية الأولى وعرفت عملية الهروب بـ(هربة سعيد باشا) اقترنت باسم القائد التركي الشهير، وعند عودة الأسرة عام 1941م فشلت محاولتها لإلحاقه بمدرسة البعثة الإرسالية (مدرسة الميشن) التي نشطت جنبا إلى جنب مع المستشفى الذي اقترن اسمه بالناشط الكبير في ذلك المستشفى واسمه (كيث فولكنر)، وكانت الحجة أنه تجاوز السن القانونية (over age).

(مرجع سابق ص 70 - 71).

باسويد في ذاكرة سالم الغراب

عندما آلت ملكية الشيخ عثمان (الشيخ الدويل حاليا) عام 1882م أسندت إدارة المقيم السياسي لمستوطنة عدن مسئولية استصلاح وتخطيط منطقة الشيخ عثمان الحالية إلى ضابط هندي اسمه مرشنجي فقسمها إلى الأقسام sectopn أ (A) وب (B) وج (C) ود (D) أما القسم الخامس فقد كان قسم هـ (E) وهو (الشيخ الدويل) أي الشيخ القديم، وكانت أسرة باسويد والغراب من الأسر العريقة التي سكنت قسم (أ)

(section A) وقد حدثني أحد شهود العصر وهو الأخ سالم بن سالم الغراب الذي سبق أن تناولته في حلقة رجال في ذاكرة التاريخ في «الأيام» بتاريخ 13 يونيو 2004م بأن الأشقاء الثلاثة هواش ومحمد وناصر باسويد دخلوا سوق العمل في سن مبكرة في مطار بئر فضل العسكري بأجر بسيط، كانوا يتلقونه من البعثة العسكرية الأمريكية مقابل وقوفهم خارج ساحة التنس، وكانت مهمتهم التقاط الكرات الشاردة وإعادتها للاعبين.

(مرجع سابق ص 39، 40، 41).

باسويد في شهادة الرجل الكبير المرشدي

الرجل الكبير محمد مرشد ناجي (أبوعلي)، كتب عن الصديق الكبير ناصر محمد باسويد (أبوعلي)، (مرجع سابق الصفحات 20، 21، 22) استهلها بشهادته بأن الفقيد أصغر منه بسنوات، وأضاف بعد ذلك بأن معرفته بالصديق الصدوق أبوعلي بدأت منذ بواكير الشباب عندما كانا يلعبان كرة القدم في ميدان (الصباغين) القريب من منزل الفقيد على كرة صديق الجميع علي أحمد الحاج الذي ندفع له بالمقابل بالعملة الهندية 22 (عانة) يوميا.

يضيف الرجل الكبير المرشدي في شهادته بأن كرة القدم قربتهما من بعض، وأصبحا يلتقيان في سوق الشيخ عثمان عند محمد سعيد ذبحان، الذي كان يؤجر الدراجات الهوائية ويتقن صناعة النكتة، وشاءت الصدفة أن يتقدم الثلاثة لعضوية نادي الشبيبة المتحدة (الواي) كلاعبين، وتم قبولهم في صفوف الفريق الثاني second team وتم اختيار الفقيد ناصر باسويد حارسا للمرمى.

أسطورة الهدهد تتحطم على صخرة (الواي)

يمضي الرجل الكبير المرشدي في الإدلاء بشهادته للتاريخ:

«وجاء موعد الدوري السنوي للفرق الثانية الذي تقيمه الجمعية الرياضية، واستطاع فريقنا (يقصد فريق الواي) أن يكسب ترس الدورة (shield)، وكان يوما مشهودا في مدينة الشيخ عثمان، لأن ذلك ماكان متوقعا، وكان يقال إذا دخل الهدهد الشيخ عثمان سيدخل (الترس)».

المرشدي وهاشم عمر وباسويد في بيت واحد في زنجبار

جاء في سياق الشهادة التي أدلى بها الرجل الكبير المرشدي أنه غادر إلى زنجبار عاصمة السلطنة الفضلية في العام 1950م إثر سماعه خبرا نقله أحد أصدقائه بحاجة السلطان إلى مدير لمكتبه، وبعد مقابلة المرشدي للسلطان شغل الوظيفة، وعند عودة المرشدي إلى الشيخ عثمان في إجازة كان الفقيد باسويد أول من قابله المرشدي عند صديق عمرهما (العجلاني) وعاتبه على عدم إطلاعه على حكاية أبين، وقابل المرشدي العتاب بالاعتذار، وقطع وعدا باصطحابه إلى أبين بعد الإجازة القصيرة، حيث عمل الفقيد ناصر باسويد لدى تاجر كبير هناك.

سكن الثلاثة محمد مرشد ناجي وهاشم عمر إسماعيل وناصر محمد باسويد في منزل واحد في أبين، فسنحت الفرصة للجميع بأن يدردشوا في مستقبلهم، وأخذ الحديث عن باسويد حيزا لابأس به، لأنه لم يكن يتقن إلا النجارة إلا أن هناك إقرارا بذكائه وقدرته على النشاط والتعلم، بعد أشهر عاد الفقيد إلى عدن وانخرط في السلك الفني الحكومي، ومن هنا بدأ يحسن استغلال عمله ويضاعف نشاطه في تعلم اللغة الإنجليزية ومعرفة قراءة الخرائط وأعمال البناء، وتمكن من قبول مقاولات صغيرة في أوقات فراغه وزادته هذه خبرة إلى خبراته إلى أن أصبح مقاولا كبيرا.

باسويد في ذاكرة المناضل الوطني الزاهد (باشرين)

في كتاب التأبين الذي قدم له أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن أعقبت كلمات إطراء قدمها أمين عام محلي محافظة عدن عبدالكريم صالح شائف ومدير أمن محافظة عدن عميد ركن عبدالله عبده قيران ونائب الدائرة 27 في مجلس النواب د. محمد صالح علي ومدير عام مديرية الشيخ عثمان أحمد حسن ناصر الشيري ومدير عام مديرية المنصورة أحمد حامد لملس، وعقب هؤلاء مباشرة كلمة شفافة قدمها الطبيب الاستشاري محمد فارع الحكيمي (جميل) وعضو محلي محافظة عدن.طالما أننا في دائرة الذكريات قدم المناضل الوطني الزاهد محمد سعيد باشرين شهادته للتاريخ التي وردت في كتاب التأبين (ص 29 - 30) والموسومة (هكذا عرفته) استهلها بالمباشرة:

«نعم عرفته لأول مرة في سنة 1964م عندما ذهبت إلى مقيله العامر بمعية المرحوم الأخ والصديق عبدالله علي عبيد الذي كانت تربطني به علاقة عمل، حيث كنت أمينا عاما للنقابة العامة لعمال وموظفي البترول التي كان يرأسها، وأسسناها معا في سنة 1961م، بعد توحيد النقابات البترولية الست في تلك النقابة العامة والقائمة إلى يومنا هذا على ما اعتقد.

ومرت الأيام والتقينا في تعز بعد نكبة الاستقلال التي تصادفت مع حصار صنعاء، حيث كان له دور بارز مع عدد كبير من عناصر التنظيم الشعبي وجبهة التحرير في رفع الحصار عن صنعاء، لتصفية العناصر الملكية في نقيل يسلح، بعد أن دفعوا ثمنا باهضا في سبيل ذلك، على أن ذلك ليس مستغربا بالنسبة لمناضل كان له دور قيادي بارز خلال مرحلة تحرير الجنوب، حيث كان قائدا في فرقة النجدة التابعة للتنظيم الشعبي التي أبلت جيدا في مقاومة قوات الاحتلال البريطاني في مرحلة التحرير».يختتم المناضل الوطني الزاهد باشرين شهادته للتاريخ بالقول:

«على أن صداقتنا وعلاقتنا الأخوية توطدت عند عودتي إلى عدن بعد غياب طويل، حيث وجدته صديقا وفيا في وقت عزَّ فيه الوفاء، وأخا مخلصا في هذا الزمن الأغبر».

باسويد المقاول في ذاكرة المقاول العريفة

يجمع الشهود على العصر، وأنا أحدهم أن الفقيد ناصر محمد باسويد كان رجلا عصاميا، حفر في الصخر بأظافره لينتقل من دائرة العدم إلى دائرة الوجود، وأسس لنفسه مكانة اجتماعية واسما في سجل قطاع الأعمال، مقاولا معروفا، واستعنت بشهادة رجل الأعمال والمقاول المعروف والشخصية الاجتماعية المعتبرة محمد عثمان العريفة الذي قدم شهادته للتاريخ، وردت في كتاب تأبين الفقيد (ص 61) استهلها بخلفية العلاقة قائلا:

«كان أول عهدي بالفقيد الراحل ناصر باسويد يعود إلى العام 1965م، وتحديدا في مطار خورمكسر العسكري، كان مهندسا ومشرفا من قبل الجيش البريطاني (الآرمي) وكنت أنا مشرفا مع أحد المقاولين المنفذين، لفت انتباهي منذ الوهلة الأولى التي جمعتنا فيها ظروف العمل، كان طيب القلب حسن اللسان دمث الأخلاق ومتعاونا مع كل اللذين كانوا يعملون معه، وتوطدت علاقتنا جدا عندما التقينا في العام 1972م، حيث كنت أقوم بتنفيذ مشروعين تربويين في مدينة المنصورة، وكان الفقيد الراحل حينها موظفا مشرفا تابعا لمكتب دولة الكويت الجهة الممولة للمشروعين، وبفضل إشرافه واهتمامه تمكنا من إنجاز المشروعين في وقتهما المحدد.وفي العام 1982م تخلى عن العمل مع مكتب دولة الكويت ليشق طريقه في عمل المقاولات الخاص به، وهو المجال الذي تميز فيه ونال من خلاله كل تقدير واحترام».

الباسويد مقاتلا في سهول الجنوب ومرتفعات الشمال

برز الحس الوطني عند فقيدنا ناصر باسويد في مرحلة مبكرة من حياته، أورد تفاصيلها في لقاءات صحفية أعيد نشرها في كتاب التأبين (ص 70 - 79)، حيث تحدث عن تجربته في الكفاح المسلح عام 1958م، وتمثل دوره في صنع القنابل ومشاركته في ذلك المناضل الوطني الكبير محمد عبده نعمان الحكيمي (رحمه الله وفقيدنا وأسكنهما الفردوس الأعلى).

كان فقيدنا ناصر باسويد أحد مقاتلي التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي أعلن عن تأسيسه في تعز يوم السبت الموافق 25 ديسمبر 1965م، ومن فرقه فرقة الوحدة وفرقة صلاح الدين وفرقة النصر وفرقة الفتح وفرقة النجدة وفرقة المجد وفرقة الوليد وفرقة سند والرسول.

كان ناصر باسويد من مقاتلي فرقة النجدة وكان قائدها الشهيد سالم يسلم الهارش ونائبه علي محمد سعيد البيحاني، ومن أبطالها مهدي صالح حيدرة وهاشم عمر إسماعيل وعبدالله عبده سعيد وناصر علي ناصر النوبة ومهدي باعزب وسالم سعيد الحميري وعبدالله سالم النزاع والقائمة. (لمزيد من التفاصيل راجع شهادة الأخ علي عبدالله الضالعي التي نشرتها صحيفة «14 أكتوبر» في 30 نوفمبر 2007م).

شهادة المناضل علي عبده إسماعيل

قبل شهر وأسبوع من وفاة الفقيد ناصر باسويد أدلى المناضل الوطني علي عبده إسماعيل في حلقة رجال في ذاكرة التاريخ في «الأيام» 28 أكتوبر 2007م، حيث أفاد أنهم في فرقة النجدة بعد انسحابهم من عدن إلى المحافظات الشمالية تزامن انسحابهم مع حصار السبعين يوما على صنعاء. وجاء في شهادته أنه لن ينسى تلك الكوكبة من المناضلين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وفي مقدمتهم هاشم عمر إسماعيل وسالم يسلم الهارش ومحمد ناصر القدح (مختار) وعيدروس السقاف ونصر بن سيف وبليل بن راجح، كما لاينسى المناضلين الأعزاء أحمد يوسف النهاري وناصر محمد باسويد وعبده علي سحولي وعلي إسماعيل علي ومحمد علي يحيى وعوض محفوظ. ومن ضمن إفادات ناصر باسويد في اللقاءات الصحفية معه أنه بسبب القتال الذي نشب بين الجبهة القومية وجبهة التحرير خرجت هو وأسرته في 6 نوفمبر 1967م إلى تعز ومن ثم إلى الحديدة، وعن دوره في حصار صنعاء، قال: «قمت بإنشاء مطار في منطقة الجراف لإنقاذ صنعاء وفك الحصار، ولأن لي علاقة بالبناء والإنشاءات، كما قلت سابقا فقد انتدبني الإخوة هناك لهذا العمل». (لمزيد من التفاصيل راجع كتاب التأبين ص 78).

باسويد رجل المنتديات

أفاد فقيدنا باسويد في لقاءات صحفية أعيد نشرها في كتاب التأبين (ص 79) قائلا: «لقد أسست المنتدى عام 1963م، وكان في البداية مخزنا لأسلحة ومجلسا للتشاور في أعمال المقاومة، وبعد عودتي إلى عدن بعد الاستقلال استأنفت فتح المنتدى، وكنا نتباحث في قضايا الناس الاجتماعية والثقافية، كنا مشغولين بأحوال الناس حتى المادية، وكانت لنا لقاءات مع الفنانين والمبدعين والشعراء ومايزال هذا المنتدى يضم كل فئات المجتمع وشرائحة إلى اليوم، ومازلنا نقوم بمناقشة قضايا الناس، وعلى سبيل المثال هذه الأيام نحن نناقش قضية التربية والتعليم في مديرية الشيخ عثمان، فالمديرية بغير مدير فعلي بسبب مرض المدير، ونحن نطالب بمعالجة المدير وتكليف مدير آخر يقوم بعمله».دخل فقيدنا ناصر باسويد الدائرة الاجتماعية من أوسع أبوابها، فهو السباق لحضور حفلات الزواج (المخادر) والسباق إلى المآتم (الدروس في المساجد أو المجابرة التي دخلت علينا بعد حرب صيف 1994م السيئة الصيت والتي هدفت إلى ابتلاع الأرض والثروة في الجنوب وإلغاء الإنسان)، كما أن فقيدنا ناصر باسويد وجه معروف في كل منتديات عدن، وكان يتبادل جلسات المقيل مع منتديات عدنية أخرى بمعية أعيان الشيخ عثمان، أمثال عبدالله علي عراسي (أبو محمود) وسعد قعطبي (أبو حكيم) ومحمد مرشد ناجي (أبو علي) وناصر محد باشجيرة (أبو مختار) وعوض علي باجناح (أبو جلال) وصالح جار الله (أبو شوقي) وناصر حسين يافعي (أبوفارس) وعلي عوض واقص (أبو خالد).

باسويد يعلن على رؤوس الأشهاد

(وهابوي من قصة)

بحسب معرفتي ومعايشتي لفقيدنا ناصر باسويد وجدته حافظا لشعر الزوامل والشعر الوطني والعاطفي، بل ووجدته شاعرا وطنيا وعاطفيا، ومن نماذج شعره التي وردت في كتاب التأبين (ص 83 - 86) قصيدة (واهابوي من قصة) جاء في مطلعها:

حبيته من نظرة

وأصبح في الهوى شغلي

صافيته من مرة

لكن ماصفي مثلي

لا نظرة ولا كلمة

لا همسة ولا بسمة

وهابوي من قصة صارت لي أنا وحدي

ماصارت لحد قبلي

صاغ هذه الكلمات العذبة لحنا أعذب أخوه الأكبر الفنان الراحل محمد بن محمد باسويد، ودخلت أغنية (وهابوي من قصة) سجل الأغنية العدنية إلى جانب أغانٍ أخرى كثيرة لشقيقه الفنان محمد باسويد، ويرحم أولاد باسويد جميعا وهم هواش ومحمد وناصر.

«الأيام»: عدن تفقد علمين بارزين في يوم واحد

نشرت «الأيام» في عددها (5264) الصادر يوم الثلاثاء في 4 ديسمبر 2007م خبرا عنوانه (عدن تفقد علمين بارزين في يوم واحد) ومضمون الخبر أن الوسط الاجتماعي في مدينة عدن فقد يوم الإثنين 3 ديسمبر 2007م علمين بارزين هما المغفور لهما- بإذن الله- ناصر محمد باسويد وعلي خليل اليناعي، وأوردت الصحيفة تفاصيل الخبر مع نبذة كافية شافية عن الفقيدين الكبيرين، إذ انتقل ناصر محمد باسويد إلى جوار ربه في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الإثنين الموافق 3 ديسمبر 2007م.

علي ناصر محمد وعبدالله الأصنج في طليعة الأسيفين

تدفقت التعازي على أسرة الفقيد ناصر محمد باسويد، منها ماجاءت عبر الهاتف، ومنها بالحضور، ومنها بالنشر في الصحافة، وكان في طليعتهم الرئيس علي ناصر محمد والقائد الوطني والنقابي عبدالله عبدالمجيد الأصنج ووزارة الدفاع ومنظمة مناضلي الثورة اليمنية وغيرهم الكثير.خلف الفقيد ناصر محمد باسويد سجلا ناصعا بأعمال وطنية وخيرية اجتماعية، وخلف وراءه أرملة وأربع بنات وأربعة أبناء، هم علي ومحمد وعبدالله وأحمد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى