مقتل العشرات في تجدد الاشتباكات في كينيا

> نيفاشا «الأيام» تيم كوكس وأنتوني جيتونجا :

>
رضيع يبكي بينما جثة أمه ملقاة على الأرض أمامه بعد أن قتلت في اشتباكات عرقية بمدينة نيفاشا الكينية أمس
رضيع يبكي بينما جثة أمه ملقاة على الأرض أمامه بعد أن قتلت في اشتباكات عرقية بمدينة نيفاشا الكينية أمس
أسفرت الاشتباكات العرقية عن مقتل عشرة على الأقل في منطقة الوادي المتصدع في كينيا أمس الأحد في الوقت الذي التقى فيه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بزعيم المعارضة رايلا أودينجا لمحاولة حل أزمة مستمرة منذ شهر وأسفرت عن سقوط 750 قتيلا.

وأحصى مراسل لرويترز في نيفاشا عشر جثث منها ست محترقة وأربعة مشوهة بعد اشتباك أفراد من قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها الرئيس مواي كيباكي مع أفراد من قبيلتي لو وكالنجين اللتين تدعمان أودينجا.

وقال أودينجا إن عدد القتلى أكبر من ذلك حيث بلغ 30 قتيلا جرى إحراقهم حتى الموت. وحمل الحكومة اللوم في محاولة تحويل الانتباه عن النزاع الانتخابي.

وأضاف في بيان "إن الذي بدأ يظهر الآن هو العصابات الإجرامية التي بدأت أعمال قتل وتعمل تحت حماية الشرطة في إطار خطة محكمة كي ينتشر الإرهاب وتتصاعد مستويات العنف."

وحملت شاحنتان جنودا لنشرهم في المنطقة في الوقت الذي ترددت فيه أصداء الأعيرة النارية بشكل متقطع وتصاعد الدخان من المنازل والسيارات المحترقة,وسدت حواجز طرق الطريق السريع الغربي الرئيسي في كينيا خارج البلدة وأعادت الشرطة السيارات المتجهة نحو المنطقة,واستمر إطلاق النار حتى ساعة متأخرة من النهار.

وقال دومينيك كارانجا وهو من قبيلة كيكويو وكان يراقب الجنود وهي تزيل حواجز الطرق التي ساعد على إقامتها "القبائل في كينيا ليست متفقة. وكأن كل القبائل ضدنا.. وما من أحد يحمينا...هؤلاء الناس يهاجموننا لذلك نريد إعادة هؤلاء المنتمين (لقبيلتي) لو وكالنجين."

وتم نهب عدة متاجر بما في ذلك مقهى مجاور للانترنت كما كانت هناك أجهزة كمبيوتر محطمة ومحترقة تتناثر في الشارع.

وهدد العنف بإفساد جهود الوساطة التي يقوم بها عنان الذي طالب كلا من الطرفين المتنازعين اليوم باختيار أربعة مسؤولين لإجراء المزيد من المحادثات بعد أن أجرى مباحثات مع أودينجا.

وزار الأمين العام السابق للأمم المتحدة مناطق من الوادي المتصدع أمس الأول الذي تفجرت فيه الاشتباكات وحذر من أن الاضطرابات التي نتجت عن إعادة انتخاب الرئيس كيباكي تحولت الآن إلى ما هو أسوأ إلى جانب وجود انتهاكات "جسيمة ومنهجية" لحقوق الإنسان.

وقال "يجب ألا نخدع أنفسنا ونعتقد أن هذه مشكلة متعلقة بالانتخابات. إنها مشكلة أوسع وأعمق بكثير."

وسبب الانزلاق المفاجيء لنيفاشا وبلدة ناكورو الساحلية التي كانت هادئة إلى معارك قبلية ضارية تزايد القلق منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 27 ديسمبر كانون الأول والتي دفعت بالبلاد إلى الفوضى.

ولقي المئات حتفهم خلال هذه الاضطرابات كما اضطر ربع مليون شخص للفرار من ديارهم. وأفسدت صورة البلاد باعتبارها بلدا مستقرا وأذهلت قوى العالم وأضرت بأبرز الاقتصاديات الواعدة في المنطقة.

وقال ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إن القارة بأسرها عليها التحرك بسرعة لإنهاء أزمة كينيا.

وقال لوزراء الخارجية الأفارقة المحتمعين في إثيوبيا عشية قمة إفريقية هذا الأسبوع "لا يمكننا نحن في إفريقيا غض الطرف حينما تقع مأساة أمام أعيننا."

ويقول كثير من الكينيين إن الزعماء على جانبي الصراع السياسي لا يبدون دلالة تذكر على معالجة الخصومات القبلية المتأصلة بسبب الأراضي والتجارة والسلطة والكثير منهم ولدوا قبل أكثر من 45 عاما خلال الحكم الاستعماري البريطاني.

وكتب الصحفي جيتاو واريجي في صنداي نيشن مقالا يقول فيه "كانت الانتخابات مجرد متنفس للكراهية التي ظلت تستعر لسنوات."

وأظهر استطلاع أجرته نفس الصحيفة وشمل ألفي شخص أن أغلبية محدودة بلغت 51.6 في المئة من الكينيين يعتقدون أن عنان سيتمكن من حل الأزمة.

وكانت ناكورو ونيفاشا بمنأى في وقت سابق عن أعمال الشغب والهجمات العرقية التي أحاطت بمناطق من كينيا منذ الانتخابات التي يتهم فيها زعيم المعارضة أودينجا الرئيس كيباكي بتزويرها.

وتوسط عنان يوم الخميس في اول محادثات بين الرجلين منذ بدء الاضطرابات مما أوجد بعض الأمل لكن المباحثات أدت إلى تبادل الجانبين للمعارك اللفظية وفي هذه الليلة انزلقت ناكورو عاصمة إقليم الوادي المتصدع إلى الفوضى.

وقالت الشرطة إن 31 شخصا قتلوا في ناكورو في الوقت الذي اشتبك فيه أفراد القبائل المتناحرة بالمناجل والحراب والأقواس والسهام. وقالت وسائل إعلام محلية إن عدد القتلى بسبب ثلاثة أيام من القتال ربما يزيد عن 50. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى