حتى العصافير غنت للوزير

> سعيد عولقي:

> اللي تقدر تكتبه.. اكتبه عندنا ديمقراطية اكتب اللي تشتي وقول ما بذا لك عن الغلاء وعن الفساد وعن القمع وعن الظلم وعن التمييز وعن الخصار بلا رز والرز بلا خصار عن أي شيء العبرة مش في الكتابة وإنما في الجدوى من الكتابة، هل تستريح وأنت تكعف القارئ بالكلمات التي لا يرجع منها إلا الصدى ولا تترك في نفس من يعنيهم الأمر إلا الصناج وأنت تصرخ في وادي تشبع بالخرابيط حتى صارت فيه كل الأمور بدون استثناء زلبنطيزة وبكم تبيع الصبر يا صاحب الفيزة؟ ما معك خراج يا مواطن وما لك سعر حيثما تروح في الداخل أو الخارج الدنيا كلها بوار.. وأنت تحت البوار بعشر نقاط.

في بلاد زي هذي اللي نعيش فيها مش عارف ليش رجال السلطة والسياسة هم نفسهم أللي يشتغلوا بالتجارة والعمارة كأن القاعدة هي هكذا واللي ما يعملش كذا هو الأهبل والأطبل فقد لفت نظري حوار كان يدور بين مسئول بدرجة وزير وبين واحد من أهله رجال عاقل كبير ومجرب كل أصناف وألاعيب البيع والشراء.. قال المجرب للوزير «.. والآن وأنت ما شاء الله وزير من ثلاث سنين.. أو أزيد.. كم؟ أقل؟ المهم كلها خيرات.. كم قد سويت من الفلوس والأملاك والأرصدة الخارجية وهل جرا؟» قال الوزير وبراءة الأطفال في عينيه: «أنا اتعينت وزير علشان أتوقف عن التجارة والصفقات والأعمال هذي.. أنا الآن في مركز مرموق منشان أخدم قضايا الجماهير وأحل مشاكل الناس وأطور حياتهم.. ماعاد فيش الآن عندي وقت للتجارة وما شابه ذلك».

قال الأهيل العاقل للوزير: «اسمع شوف نحنا أهل ونتكلم هنا أنا وأنت وبيني وبينك.. لذا ما فيش داعي تقول لي هذا الكلام اللي تقوله للإذاعة والتلفزيون والجرايد.. أنا في مقام عمك وعادنا إلا با أفرح لك.. يا أهبل هذي الوظيفة اللي أنته فيها يدخلوها الناس العقال باعتبار أنها سكة مضمونة للتجارة الحرة اللي على أصولها يعني طاقة من السماء انفتحت لك منشان تهبر بيداتك ورجولك وأظافرك وسنونك.. قال لي وزير.. وزير تمام على عيني وراسي هذا اللقب للمنجهة والفنكهة والسنكهة وهو الطريق الأمثل لدخول عالم الزلبنطيزة وكافة أنواع الدمبعيص.. أيه.. اسمع.. أوبه تقول لي انك تعيش على مشاهرتك بس وما فوقها من سحت تحصله من الحكومة أصحى قع عاقل وكلمنا بالصدق».

قال الوزير:«أيوه يا عم الله يرضى عليك.. بس يعني أنا.. أنا.. أنا وزير شريف!».

قال العم:«ونعم شريف ونص وثلاثة أرباع وما أحد يقدر يقول في حقك شيء.. الشرف على جنب والشغل على جنب». قال الوزير الشريف :«يعني كيف يعني».

قال الأهيل العاقل عمه: «ولا يعني.. ولا يا معنى أنا أعرف هذا الشغل تمام.. أنته بس قول تمام وسيب كل حاجة عليا.. في بعض الأوراق أنا بأجهزها في الشركة حقي وبا أجلس مع المحامين اللي معي وبانجيب لك خبر صافي مصفى ولا عليك شيء غير أنك تطرح بصمتك وتوقيعك وختمك العزيز عليها..».

قال الوزير الشريف حتى الآن:«أيوه بس قلت لك أنه أنا وزير شريف».

قال عمه: «ومن يقدر يفك لقفه ويقول انك مش شريف؟ ها .. من؟.. أنت بس أتوكل على الله وخلي كل شيء عليا زيما فهمتك.. يا شيخ أنت أبو الشرفاء.. وحتى العصافير غنت لك يا شريف. لازم تقوي قلبك..».

ومرت الأيام ودارت الأيام وحتى العصافير غنت لك يا هلا.. هلا.. هلا.. هلا.. (مع الاعتذار للفنانة الكبيرة كفى عراقي) وبعيد قليل سنين كذا بايجي خمس أو تسع قلنا بانخرج نتمشى ونشوف البلاد والعباد.. وكلما جزعنا ما في إلا هوتيلات وعماير وبناجل ومناظر يا سلام سلم.. والله والحكومة عمرت البلاد يا عيال؟ قالوا هذي حق الحاج زلبنطيزة صاحب الدمبعيص.. وهذي.. وهذا.. وذاك قلنا من هو يا عويله هذا الزلبنطيزة صاحب الدمبعيص؟ قالوا هذا هو نفسه صاحب الوزير الشريف وعمه لحم ودم!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى