كرة السلة اليمنية على الطريقة الفنزويلية

> «الأيام الرياضي» عادل أحمد القحوم:

> ليس من قبيل المبالغة وصف واقع الرياضة اليمنية بالمحبط، باستثناء بعض الانجازات والتي يمكن اعتبارها (فلاشات) ليس أكثر من ذلك، وقبل سنوات كانت كرة السلة تمثل وجهاً مشرقاً للرياضة اليمنية ونموذجاً يحتذى به للرياضات والألعاب الأخرى في التطور والرقي، وللتوضيح أكثر فإن السلة اليمنية بعد أن تولى رئاستها البرلماني الأستاذ الخضر العزاني تطورت وخطت خطوات واسعة ومتلاحقة، وذلك وفقاً لخطط وبرامج طموحة جعلت من هذه اللعبة تنافس اللعبة الشعبية الأولى أي كرة القدم، وربما تخطتها في كثير من المناسبات، وعلى الصعيد الخارجي العربي والآسيوي احتضنت بلادنا ثلاث بطولات لناشئي غرب آسيا بنجاح كبير في التنظيم والإعداد، واحتل خلالها ناشئونا مراكز متقدمة واستطعنا بذلك أن نطل برأسنا نحو فضاءآت التألق والإبداع الخارجي.

وكما قلت ذلك التألق والتوهج مصدره برامج وخطط الاتحاد أبرزها الدوري الشامل بفئاته الأربع:(رجال، ناشئين، أشبال، براعم) وبأربع مراحل، بالإضافة إلى المسابقات الاعتيادية: الدوري الممتاز للرجال والناشئين بمرحلتي الذهاب والإياب، بالإضافة إلى تصفيات الصعود للدرجة الثانية، وكانت هذه الأنشطة زخماً كروياً وأحداثاً كروية بل يمكن تسميتها (مهرجانات)، لم يكن لها مثيل ولم تستطع أن تقوم به اتحادات أخرى لها من الشعبية والانتشار القدر الكبير، وأهم مايميز هذه الخطط هو اعتمادها على الجيل الجديد، وبذلك تحققت الكثير من الأهداف كما تحققت الكثير من الإنجازات وأصبحت كرة السلة- في فترة- اللعبة الشعبية الأولى وصاحبة الانتشار الكبير .. وكنت أحد الكثيرين المتفائلين بعودة الأستاذ الخضر لقيادة اتحاد كرة السلة بعد السنين العجاف التي جاءت بعد رحيله.

ولكن للأسف كانت العودة ليست بالأمنيات والتوقعات، فنظام الدوري الحالي للدرجة الأولى للرجال غريب تلعب خلاله الأندية مرحلة واحدة فقط وصاحب المركز الأول في الدوري المنصرم يلعب جميع مبارياته على أرضه والباقي خارج أرضه، بينما يلعب صاحب المركز الأخير عكس ذلك، وفهم ذلك النظام وكيفيته بحاجة إلى وسائل إيضاح وتوضيح وسبورة وطباشير، وكذلك الحال بالنسبة لدوري فئة الناشئين، وعليه تضررت فرق من هذه الأندية، وخاصة شعب حضرموت الذي عومل في فئة الناشئين مثل فئة الرجال أي المركز الثاني عشر (الأخير) وناشئوه أبطال مرحلتي الذهاب والإياب في مسابقة وبطولة العام الماضي، وإذا سألت من أتى بهذا النظام تأتي الإجابة أغرب: من فنزويلا تلك الدولة الموجودة في أمريكا الجنوبية .. بمعنى آخر إن هذا النظام مقتبس من لوائح وأنظمة اتحاد كرة السلة لدولة فنزويلا!! وهذا الكلام جاء على لسان المسؤول الفني للاتحاد،وأتى على هامش اجتماع قيادة الاتحاد الجديدة بمسؤولي فروع الاتحاد وممثلي الأندية نهاية العام 2007م، وكان مفترضاً أن يتم خلال الاجتماع مناقشة وتصويب اللائحة الجديدة للاتحاد والاستراتيجية الجديدة حتى عام 2018م، لكن اليوم الأول للمناقشة تم فيه دعوة مشاركين محددين على طريقة (مجلس الشيوخ)، وفي اليوم الثاني تم دعوة الجميع، ويبدو أن الاجتماع كان بمثابة مأدبة غداء وعلى طريقة (أطعم الفم تستحي العين) فلم تتم مناقشة اللائحة وبنودها واستراتيجية الاتحاد الجديدة، وبدلاً من أخذ تجربة فنزويلا العضو في منظمة الأوبك كان من الأفضل اعتماد تجارب أحد الاتحادات القريبة لبلدان مجاورة تتشابه ظروفنا الاقتصادية معهم والمستويات الفنية، ولماذا نأخذ لوائح غيرنا ونعتمد لوائح جديدة في وقت نجحت الخطة السابقة.

ومن المفارقات الغريبة أن جدول دوري الدرجة الأولى الحالي للرجال والناشئين أصدره الاتحاد ووصل للأندية بعد بداية الدوري، ومن البديهي أن يصل جدول المباريات قبل انطلاق قطار الدوري (اليمني - الفنزويلي) بفترة زمنية حتى تستعد له الأندية، أما الدوري الشامل فقد جاء باهتاً ومضغوطاً في مبارياته على طريقة (سلق البيض) طبخة اليوم، وجاءت مشكلة قيادة الاتحاد والحكام الدوليين وإضرابهم لتكشف بعداً آخر للأخطاء والارتجالية الموجودة.

وباختصار إضراب الحكام الدوليين ورفضهم تحكيم المباريات جاء بسبب اختيار قيادة الاتحاد لحكم للمشاركة في بطولة الأندية العربية التي أقيمت منافساتها في قاهرة المعز نهاية العام 2007م وهذا الحكم مع كل التقدير له ولقدراته التحكيمية الجيدة إلا إنه توقف عن مزاولة التحكيم لسنتين،ليأتي فجأة ويظهر في العاصمة المصرية في الوقت الذي كان من المفترض أن يشارك فيه بدلاً منه حكام دوليون آخرون مستعدون ومزاولون للتحكيم ومتحملون مشاكله،واستمرت الحكاية لأسابيع بين شد وجذب بين قيادة الاتحاد وهؤلاء الحكام، حتى تم وعدهم بجعل السفريات في المشاركات الخارجية القادمة وفقاً لمبدأ (التسلسل) وإتاحة الفرصة أمام الجميع طالما وأن الجميع دوليين ومزاولين للتحكيم، وفي الوقت الذي كان يأمل فيه هؤلاء من قيادة الاتحاد المجتمعين لمناقشة وإصدار هذا القرار جاء الخبر بإمكانية إرسال رسائل (لفت نظر) لكل حكم مضرب.

ولا أدري ماهو الهدف من هذا التوجه في الوقت الذي تحصلوا على وعود وإشارات بتحقيق مطلبهم، وفي الوقت الذي بحاجة فيه كرة السلة اليمنية إلى تكاتف الجميع وحل الخلافات حتى ترجع اللعبة إلى سابق عهدها المشرق، ولست أهدف من هذا الكلام النيل من إنجازات الأستاذ الخضر، وأنا على يقين وثقة بأن صدره لن يضيق من كل ما كتبت، وكنت أحد الذين طالبوه بالرجوع لقيادة الاتحاد وعودة الألق للسلة اليمنية، ولكن العودة لم تكن بقدر الأمنيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى