> أنقرة «الأيام» بول دي بنديرن :
ومن المتوقع أن يوافق البرلمان هذا الاسبوع على تعديل دستوري اقترحه حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الإسلامية يهدف الى تخفيف حظر ارتداء طالبات الجامعة للحجاب الذي فرض في عام 1989.
ويخشى العلمانيون من أن رفع الحظر سيؤدي بمرور الوقت إلى ضغوط شديدة على غير المحجبات لارتداء الحجاب.
وهتف المتظاهرون وهم يلوحون بالاعلام التركية وصور كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية الذي ارسى مبدأ فصل الدين عن الدولة في ضريحه بالعاصمة انقرة "تركيا علمانية وسوف تبقى علمانية".
وتنظر المؤسسة العلمانية القوية في تركيا والتي تضم جنرالات الجيش والقضاة وأساتذة الجامعات إلى الحجاب باعتباره رمزا للاصولية الاسلامية ويعتقدون انه يهدد النظام العلماني للدولة. ويمثل المسلمون 99 في المئة من سكان البلاد.
وقالت فاطمة ساريكايا وهي مهندسة متقاعدة "انا مؤمنة حقيقية بالاسلام ولكن ديني في قلبي وليس فيما ارتديه. اشعر ان الحجاب سيعيد البلاد الى الوراء."
واضافت "تركيا فريدة في هذه المنطقة. لقد حدثت الاسلام ويجب ان نقود الدول الإسلامية الاخرى."
وقال وزير الخارجية التركي على باباجان في مؤتمر صحفي أمس السبت إن الحكومة تريد توسيع نطاق الحريات لتحويل تركيا إلى "دولة ديمقراطية من الطراز الأول حيث يتمتع الجميع بحريات كاملة في كل المجالات."
وأضاف أن على تركيا أن ترفع الحظر في إطار إصلاحات ديمقراطية تستهدف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ويضغط الاتحاد الأوروبي على تركيا لتعزيز حرية التعبير وحقوق الأقليات لكن لا يوجد موقف أوروبي بشأن قضية الحجاب.
والجدل الخاص بالحجاب قضية محورية بالنسبة لهوية تركيا المعقدة حيث تكافح الديمقراطية الناشئة لتلبية مطالب كل من سكانها المسلمين الملتزمين وكذلك نخبتها العلمانية المؤيدة للغرب التي ترى أن الإسلام عائق أمام التقدم,وتتابع الاسواق المالية الجدل بحالة من القلق.
وفي عام 1997 اطاح جنرالات الجيش بدعم من المواطنين بحكومة اعتبروها ذات توجهات اسلامية اكثر من اللازم.
وادت مظاهرات علمانية العام الماضي ضد اختيار حزب العدالة والتنمية لإسلامي سابق هو عبد الله جول لشغل منصب الرئيس الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وتشير استطلاعات الرأي الى وجود اغلبية في الدولة التي يبلغ تعدادها 70 مليون نسمة تؤيد تخفيف الحظر على ارتداء الحجاب لطلابات الجامعة,ويغطي ثلثا النساء في تركيا تقريبا رؤوسهن.
ويريد حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة رفع الحظر على ارتداء الحجاب قائلا ان القضية مسألة دينية وحرية شخصية لكنه كان يتوخى الحذر من اثارة غضب الجنرالات,وينفي الحزب وجود اي جدول اعمال اسلامي.
ويعبر قرار حزب العدالة والتنمية بشأن تأييد رفع الحظر عن ارتداء الحجاب الى الثقة التي يتحلى بها بعد ان حقق فوزا كاسحا في الانتخابات التي جرت في يوليو تموز الماضي.
وهدد اساتذة جامعة علمانيون بعدم السماح للطالبات بدخول المدرجات اذا كن يرتدين الحجاب. وتعرض الاف الطلابات للطرد على مدى السنوات الماضية بسبب محاولاتهن ارتداء الحجاب في الجامعة.
وقالت ايزجي كاكين (22 عاما) وهي طالبة تدرس تصميم الجرافيك في جامعة باسكينت "الحجاب لا يتعلق باعطاء المرأة المزيد من الحقوق انه يتعلق بارغام النساء على ارتداء زي اسلامي يبين ان المرأة اقل منزلة من الرجل,فليكن ارتداء الحجاب بشكل خاص وليس في الجامعة."
واضافت "تركيا ديمقراطية واتاتورك اكد على فصل الدين عن الحياة العامة والان تحاول الحكومة اعادة البلاد للوراء."
واقيمت مظاهرة صغيرة اخرى مؤيدة للحجاب في انقرة.
وانتقدت الهيئة القضائية ورجال الاعمال في تركيا الخطط المتعلقة بالحجاب وقال حزب المعارضة الرئيسي وهو حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي له صلات وثيقة بالجيش انه سيلجأ للمحكمة الدستورية لاعاقة الخطط الرامية لرفع الحظر عن ارتداءالحجاب في الجامعات. رويترز