العراق يتوعد "بسحق الإرهاب" بعد سقوط 99 قتيلا في بغداد

> بغداد «الأيام» مايكل هولدن :

>
تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس السبت بألا يخرج تحسن الأوضاع الأمنية عن مساره بعد أن قتلت مهاجمتان انتحاريتان 99 شخصا في بغداد لكن السكان الغاضبين طالبوا الحكومة بعمل المزيد لحمايتهم.

وقال المالكي إن هجومي أمس الأول في سوقين للحيوانات الأليفة اللذين كانا أعنف هجومين في بغداد منذ إبريل نيسان لن يكونا علامة على العودة لأعمال العنف التي دفعت العراق إلى شفا حرب أهلية طائفية.

وقال الجيش الامريكي ان هناك مؤشرات على ان المرأتين معوقتان ذهنيا وكانتا غير مدركتين على الارجح انه يجرى استغلالهما كقنبلتين بشريتين وألقى باللوم في الهجومين على تنظيم القاعدة.

وقال المالكي في بيان "عهدا لدماء الأبرياء إننا لن نتراجع عن تحقيق كامل أهدافنا في عراق آمن ومستقر."

وأضاف "ان بشاعة هذه الجريمة المدانة والمستنكرة لن تفت في عضد أبناء قواتنا المسلحة ولن تزيدنا إلا إصرارا على المضي في طريق تحقيق الأمن وسحق الإرهاب ودك أوكاره."

وفي القاء للضوء على ان العراق يواجه تحديات امنية خطيرة في شتى انحاء البلاد توجه المالكي الى مدينة الموصل الشمالية وقال ان هجوما مهما على وشك ان يبدأ هناك بعد هجمات القى اللوم فيها ايضا على القاعدة.

وعن العمليات التي ستبدأ في الموصل قال المالكي ان المعركة التي ستنخرط فيها القوات المسلحة ستقضي على الارهاب والعصابات الاجرامية والخارجين على القنون في المحافظة. ووقع انفجار في الموصل يوم 23 يناير كانون الثاني قتل فيها ما يصل الى 50 شخصا وجرح 220 .

وذكرت الشرطة أن الهجوم في سوق الغزل بوسط بغداد أمس الأول اسفر عن مقتل 62 شخصا واصابة 129 وقع قبل دقائق من هجوم انتحاري آخر شنته إمرأة أيضا أسفر عن سقوط 37 قتيلا وإصابة 67 في سوق للطيور في جنوب بغداد.

وقال الجيش العراقي إن العبوتين الناسفتين جرى تفجيرهما بجهاز للتحكم عن بعد,وقال الميجر جنرال جيفري هاموند قائد القوات الأمريكية في بغداد أمس السبت إن هناك مؤشرات على ان المرأتين معوقتان ذهنيا.

وقال هاموند للصحفيين "يبدو ان الانتحاريتين لم تكونا استشهاديتين بارادتهما. استخدمتهما القاعدة لتنفيذ هذين الهجومين المروعين."

وزاد استخدام تنظيم القاعدة في العراق الذي يلقي الجيش الأمريكي باللوم عليه في العديد من الانفجارات لمهاجمات ترتدين صدرات ناسفة لشن هجمات انتحارية بعد أن أصبح استخدام السيارات الملغومة أكثر صعوبة نتيجة تعزيز الإجراءات الأمنية والجدران الخرسانية الواقية.

وقال هاموند إن استخدام مفجرين غير مدركين لافعالهم قد يكون اسلوبا جديدا للتحايل على الإجراءات الأمنية الاكثر صرامة.

وقال "استخدمت هاتان المرأتان على الارجح لانهما كانتا غير واعيتين لما يحدث ولان احتمال تفتيشهما اقل."

وقال المالكي "كشف استخدام الإرهابيين في هذه الجريمة إمرأة مختلة عقليا الانحطاط الأخلاقي لهذه العصابات المجرمة وهزيمتهم وعداءهم للإنسانية."

وفي الوقت الذي دفن فيه أقارب قتلاهم قال سكان غاضبون إن الحكومة عليها بذل المزيد من الجهود لحمايتهم.

وقال باسم عبد الامير البالغ من العمر 30 عاما وهو مدرس اصيب شقيقه في الهجوم على سوق الغزل ان التفجيرين المنسقين برهنا على فشل الحكومة في الحفاظ على السلم في بغداد.

والعدد الإجمالي للقتلى في هجومي أمس الأول هو أكبر عدد للقتلى في بغداد منذ 18 إبريل نيسان عندما تسبب انفجار سيارات ملغومة في سقوط 191 قتيلا في شتى أنحاء العاصمة.

ويبدو ان هجومي الأمس بددا الثقة المتزايدة وسط العراقيين بأن شوارعهم أصبحت أكثر أمانا وهو الأمر الذي شجعهم على الخروج للأسواق والمطاعم.

وقال عباس الخفاجي البالغ من العمر 48 عاما وهو موظف حكومي ان تفجيري الامس بددا الامال بان الحياة في بغداد تعود الى طبيعتها مضيفا انهم يعودون فيما يبدو الى دوامة العنف.

وسوق الغزل الذي يقام كل يوم جمعة من الصعب تأمينه بسبب انتشار منصات البيع من السوق الى شوارع جانبية. لكن الشرطة المحلية قالت انها ستتخذ خطوات لاحاطته بجدران واقية.

وقال رائد حسين (34 عاما) الذي يصطحب عادة ابنه الصغير كل يوم جمعة إلى سوق الغزل لكنه لم يذهب أمس لأنه كان مريضا إنه لن يذهب ثانية للسوق إلا إذا تحسنت الأوضاع الأمنية.

وأضاف أنه يتحتم أن يكون هناك تفتيش دقيق خاصة للنساء اللائي ترتدين العباءات الفضفاضة سوداء اللون التي يمكن إخفاء أي شيء تحتها.

ويثير هجوما أمس أيضا تساؤلات بالنسبة للجيش الأمريكي الذي بدأ خفض عدد قواته في العراق بعد تراجع كبير في أعمال العنف.

وتراجعت الهجمات بنسبة 60 بالمئة في شتى أنحاء العراق منذ يونيو حزيران عندما جرى استكمال نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافي.

وسينخفض عدد القوات إلى نحو 135 ألفا بمنتصف العام الحالي عندما يستكمل سحب أكثر من 20 ألف جندي. ويوجد حاليا في العراق نحو 150 ألف جندي أمريكي.

ويقول قادة أمريكيون إن سيكون لديهم عدد كاف من الجنود للحفاظ على الأمن. ولكنهم حذروا مرارا من أن تنظيم القاعدة ما زال خصما خطيرا. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى