حياتهم لا تقدر إلا في الانتخابات وقريتهم تفتقر إلى أبسط الخدمات ..إنها قرية الفرع.. مملكة الأحزان.. المشيدة على الفقر والمسورة بالكبت والحرمان

> «الأيام» رياض الأديب:

>
قرية الفرع .. مملكة الأحزان
قرية الفرع .. مملكة الأحزان
تقع قرية الفرع على بعد عدة كيلومترات من ناحية الشمال لمدينة الراهدة مديرية خدير محافظة تعز وساكنو هذه القرية من ذوي البشرة السوداء التي على ما يبدو كانت سبب بؤسهم وعدم النظر إلى حالتهم أو الاكتراث لهم إلا في أيام الانتخابات، حيث تكلل لهم الوعود الزائفة التي ما تلبث أن تتحول إلى وهم لهم وأحلام على أرض الواقع.. فلم يبق لهم إلا وجه الله وصحيفة «الأيام» التي وجدوا فيه ظالتهم في إسماع صوتهم لجهات الاختصاص والمسؤولين في المديرية.

«الأيام» لبت النداء وزارت القرية وخرجت بالتالي:عشرون أسرة تقريباً تسكن بيوتاً قديمة مبنية من الأحجار الصغيرة وسقوفها من الطين ومع ذلك فإن ساكني هذه القرية يرونها بمثابة القصور الفارهة، غير أن ما يبعث في نفوسهم الحزن والأسى هو عدم اكتراث الدولة لهم، حتى أن قريتهم تكاد تكون مجهولة لكثير من الناس.

الكهرباء:

فالكهرباء التي تبعد عنهم عدة أمتار لا ينعمون بها وفي هذا الصدد يحدثنا المواطن عبدالسلام علي عبده بالقول:«نحن نعاني عدم الاهتمام فينا وكأننا لسنا من البشر أو من سكان اليمن فالكهرباء التي تبعد عنا بالأمتار لا تحتاج إلى أكثر من 5-4 أعمدة فقط، وبالتالي سننعم بهذه الخدمة، إلا أن أحداً لم يعرنا أدنى اهتمام بالرغم من وقوفنا إلى جانب المؤتمر في الانتخابات الأخيرة التي كللت فيها الوعود لنا بإيصال الكهرباء وبمجرد الانتهاء من الانتخابات نجح المؤتمر ولم تنجح جهودنا في إيصال الكهرباء برغم متابعتنا له، ولكن فقر الحال هو ما يقف حجر عثرة أمامنا في المضي نحو المطالبة فيها».

الماء:

بالرغم أن مشروع مياه الراهدة لا يبعد كثيراً عن القرية إلا أنهم محرومون من هذه الخدمة أيضاً، المواطن محمد قائد أحمد يسرد لنا الكيفية التي يحصلون فيها على المياه إذ تقطع النسوة والأطفال مسافة آلاف المترات من أجل الحصول على جالونات من المياه محملة على رؤوسهم وعلى ظهر الحمير مشيراً أن الأمر لا يقف عند هذا الحد فقط، فهناك أيام تنضب فيها الآبار مما يضطر أسرهم إلى قطع مسافات مضاعفة من أجل الحصول على الماء.

الضمان الاجتماعي:

المواطن فضل محمد قائد أب لسبعة أطفال يصف لنا الفقر المدقع الذي يمر به علاوة على مرض أصابه وأقعده الفراش ولم ينظر أحد إلى حالته حتى حالة الضمان الاجتماعي حرموا منها هم وكل أفراد القرية بالرغم من متابعتهم المستمرة لتسجيل حالاتهم إلا أن أحدا لم يعرهم أدنى اهتمام، أما المواطن علي قائد أحمد فيصف لنا قصة أخرى من قصص البؤساء التي ربما غابت عن مخيلة فيكتور هوغو وهو يروي لنا حالة أمه التي أقعدها المرض منذ سنوات وبينما هو يسعى جاهداً لتسجيل أمه في حالة الضمان الاجتماعي لكي يتسنى له الحصول على ما يسد به ثمن العلاج.

وجد أن عقال ومشايخ قريته أصروا على تصنيف والدته من الأموات وبالتالي رفض طلبه، وهو يتساءل «لماذا لا يوجد أحد يهتم بنا أو يتابع قضايانا؟

ولماذا أغلب القرى المجاورة لنا والتي لا يفصلها عنا سوى تلة صغيرة تنعم بالكهرباء والطريق ونحن لا أحد يعيرنا أدنى اهتمام؟».

الطريق إلى قرية الفرع معدومة في مواسم الأمطار والزراعة، فالطريق التي يقطعونها في هذه الأيام هي من أراضي المواطنين الزراعية (الأحوال) التي ينعمون فيها في فصل الشتاء ويبكون عليها في الصيف.

جميع أهالي القرية ما انفكوا يبتسمون رغم حالتهم الصعبة ومعيشتهم الضنك، فأغلبيهم يعملون في سلك الحمول الذي يسعدهم أياماً ويقعدهم شهوراً إما لعدم وجود الرزق أو لإصابتهم بأمراض مختلفة. فلم يبق لهم بعد المولى عزوجل إلا أن يوجهوا نداء عبر «الأيام» إلى وكيل محافظة تعز الشيخ محمد منصور الشوافي بالنظر إلى حالتهم والاستماع لمعاناتهم كونه أحب الناس إلى قلوبهم والأمل الوحيد لديهم بعدما خذلهم عقالهم ومشايخهم حسب قولهم..«الأيام» بدورها تتساءل هل يفعلها الشوافي؟؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى