> نيروبي «الأيام» صوفي نيكولسن :

تواصلت اعمال العنف الاحد في غرب كينيا، حيث قتل 13 شخصا ليلا، عشية استئناف المحادثات بين الحكومة والمعارضة في نيروبي لايجاد حل للازمة التي تمزق البلاد منذ شهر.

ودعا زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا الاحد الاتحاد الافريقي والامم المتحدة الى ارسال قوة حفظ سلام الى بلاده متهما قوات الامن الوطنية "بعدم الحياد".

وقتل 13 شخصا على الاقل ليل السبت الاحد في منطقة نياميرا على طول الحدود الفاصلة بين اراضي اتنيتي كالينجين وكيسيه، كما اعلن مسؤول في الشرطة بالمنطقة لوكالة فرانس برس.

وقتل خمسة اشخاص برصاص الشرطة وثمانية بالسواطير، ما يرفع الى 70 قتيلا حصيلة ضحايا العنف منذ الجمعة.

وتواجه بعد الظهر مسلحون مزودون بالقوس والنشاب والحجارة، بينما حاولت الشرطة التدخل بحسب مصور وكالة فرانس برس.

وفي المنطقة نفسها، في شبيلات، تم حرق مئات المنازل ومدرسة وتدمير متاجر بحسب المصدر نفسه الذي اشار الى مواجهات بين كالينجين وكيسيه.

وفر الاف القرويين من منازلهم في منطقة انايموي قرب مدينة كيريشو (240 كلم شمال غرب نيروبي) بعد ان شنت الشرطة عملية واسعة لاستعادة اسلحة سرقت خلال اعمال عنف سياسية وعرقية.

ووقعت اعمال العنف خاصة في دائرة ايناموي منذ الخميس بعد اغتيال نائب تلك الدائرة المعارض ديفيد كيموتاي توو الذي ينتمي الى الحركة الديمقراطية البرتقالية (حزب اودينغا). وهو ثاني نائب معارض يقتل في غضون بضعة ايام.

وقتل نحو الف شخص ونزح ما بين 250 الى 300 الف في اعمال عنف سياسية وقبلية تلت الاعلان عن نتائج الانتخابات التي اعادت انتخاب الرئيس مواي كيباكي في اخر كانون الاول/ديسمبر واعترضت عليها المعارضة.

وصرح اوديغا خلال زيارة الى مسقط راسه بوندو في غرب كينيا "من الضروري نشر قوة حفظ سلام من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي".

واضاف "ان الشرطة غالبا ما تستخدم بغرض سيء ولا نصدق حياد الجيش".

واعلن اودينغا امام الصحافيين انه "يثق" في الوساطة التي يقوم بها امين عام الامم المتحدة السابق كوفي انان لتسوية الازمة، لكنه المح الى ان لديه خططا اخرى اذا فشلت المفاوضات، مكدا "لكن لدينا حلا بديلا" من دون تقديم ايضاحات.

ويتهم اودينغا الذي حل ثانيا في النتائج الرسمية، كيباكي بانه لجأ الى التزوير ليحرمه فوزه في هذه الانتخابات التي طعن العديد من المراقبين في نتائجها.

وتستأنف اليوم الإثنين المحادثات بين المفاوضين المفوضين من كيباكي واودينغا برئاسة انان. ووقع كيباكي واودينغا الجمعة على خارطة طريق من شأنها وضع حد لاعمال العنف وتسوية الازمة السياسية التي اندلعت اثر الانتخابات.

واتفق الطرفان على ضرورة "تسوية" تلك القضايا في ظرف اسبوع او اسبوعين من بدء انطلاق الحوار رسميا في 28 كانون الثاني/يناير تحت اشراف وسيط الاتحاد الافريقي كوفي انان.

وشن اودينغا أمس الأول هجوما على تصريحات كيباكي امام قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا الذي قال ان "مسؤولي المعارضة بدأوا حملة من اعمال العنف اوقعت اكثر من 800 قتيل".

وقال اودينغا "نحث كيباكي على الا ينسف المحادثات بالتفوه باتهامات فاضحة (...). انه يحاول اخفاء التطهير العرقي الذي حصل في باحته الخلفية في وسط كينيا". (أ.ف.ب)