كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> كنت أتمنى أن تعود الصحافة صاحبة الجلالة وأن تجلس على العرش.. بعد أن أصبحت تجلس تحت مظلة الحاكم.. وكنت أتمنى أن يعود للشعب حقه في اختيار صحيفته قبل أن يصبح رئيس تحرير صحيفة «الأيام» مطلوباً للتحقيق معه في نيابة عدن.. ورئيس تحرير «الطريق» للتحقيق معه في نيابة الشيخ عثمان.. وهذا دليل قاطع على هوان الصحافة.. وهوان الصحافة في أي بلد دليل على هوان الشعب!

> إن الصحافة عندنا هي التي دافعت عن الثورة عند قيامها.. وهي التي وقفت إلى جوارها.. وهي التي حمتها من خصومها.. وهي التي تصدت لكل من حاول الإطاحة بها.. وهي التي جعلت الرأي العام يلتف حولها ويؤيدها ويدعمها.. وهي التي لم تخف ولم ترتعش واشتركت في كل المعارك الشريفة ضد كل محاولة أرادت إجهاض كل شي جميل ونبيل في الوطن.

> «لا توجد صحافة في أي بلد تفعل للحكام ما تفعله الصحافة للحكام في العالم الثالث.. أي جريدة في العالم الحر تنشر كل يوم صورة الحاكم في صفحتها الأولى؟.. أي جريدة في العالم الحر تنشر اسم الحاكم في كل مانشيت في كل يوم من أيام الأسبوع بدون انقطاع؟.. أي جريدة في العالم الحر تنشر خطب الحاكم كاملة بدون اختصار مهما كانت مكررة معادة؟.. أي جريد في العالم الحر تقول لقرائها كل يوم إنه لا يوجد في البلد إلا رجل واحد.. هو الذي يفكر.. وهو الذي يبحث.. وهو الذي يقرر.. وهو الذي يستقبل.. وهو الذي يسافر.. وهو الذي يعود؟.. امسك أي جريدة بريطانية واحسب كم مرة في الشهر ذكر اسم الملكة إليزابث ملكة إنجلترا.. أو امسك أي جريدة في أمريكا وقل لنا كم مرة في الأسبوع نشرت صورة الرئيس بوش.. أو امسك أي جريدة في فرنسا واعرف كم مرة نشرت خطباً للرئيس ساركوزي رئيس الجمهورية».

> ومع كل هذا الهوان في الصحافة.. فهم يغضبون إذا نشرت خبراًً عن (جمعية المتقاعدين) أو (نقابة المتقاعدين) ويقولون ممنوع النشر عن هذه الجمعيات والتعاونيات لأنها غير شرعية.. وليس هناك قانون يمنع نشر مثل هذه الأخبار.. وهم يثورون عندما تنشر أخبار الاعتصامات والمسيرات السلمية.. ويتهمون الصحف التي تنشر هذه الأخبار بأنها تريد فقط الإثارة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.. وأن هذه الاعتصامات والمسيرات السلمية مجرد (فقاعات صابون) لا تستحق النشر والاهتمام.

> «إنها ليست أول محاولة لتقييد حرية الصحافة.. محاولات كثيرة حدثت لقصف الأقلام ولتكميم الأفواه.. ولإخماد صوت الكتاب.. ولو كانت الصحافة حرة لما جرى لنا كل ما جرى.. لتفادينا كثيراً من الأخطاء.. لاكتشفنا العيوب في كثير من المشروعات.. لأوقفنا الكثير من الصفقات المريبة.. لاستطعنا أن نحقق لبلادنا نصراً داخلياً وخارجياً.. ولو كانت الصحافة حرة لما جرؤ أحد على أن يضع قوانين للصحافة في غياب الصحفيين.. يقيدها وهو يدعي أنه يحررها.. ويضع رأسها في التراب وهو يتظاهر أنه يكلل رأسها بالتاج».

> لو كانت الصحافة حرة لما طلب التحقيق مع رئيس تحرير صحيفة «الأيام» في نيابة عدن.. أو التحقيق مع رئيس تحرير صحيفة «الطريق» في نيابة الشيخ عثمان!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى