«الأيام» تبحث في وضعية مختبر مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن:الأجهزة الموجودة أجهزة قديمة من الثمانينات ومن المفترض أن يكون لدينا أجهزة حديثة

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
من اليمين د.جمال خدابخش و د.مها عثمان و مراد علي محمد
من اليمين د.جمال خدابخش و د.مها عثمان و مراد علي محمد
أثناء وجودي في مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن بلغني أن هناك تغيرات ملموسة في المختبر، فقادني فضولي لمعرفة هذه التغيرات التي طرأت في المختبر، حيث التقيت بمدير دائرة المختبرات د. مها عثمان عبدالرحيم، وهي خريجة كلية الطب جامعة عدن عام 1988م، وحاصلة على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام1998م تخصص مختبرات إكلينيكية علم الدم، وأخذت دورة عام 2003م في المركز القومي لنقل الدم في القاهرة في ضبط الجودة في بنك الدم، عملت في مستشفى الجمهورية قسم الباطني من عام 1988م -1990م وفي نوفمبر 1990م تعينت في كلية الطب جامعة عدن، حيث تعمل الآن في كلية الطب جامعة عدن بدرجة مدرس، إضافة إلى عملها في مختبر مستشفى الجمهورية، وفي ديسمبر 2006م كُلفت بإدارة قسم ضبط الجودة في مركز نقل الدم فرع عدن، وفي 20 أكتوبر 2007م كلفت بإدارة دائرة المختبرات في المستشفى .

وبدأنا حديثنا حول الدم قالت: «الدم سائل حيوي مهم في جسم الإنسان يتكون من ثلاثة أنواع من الخلايا الدموية وهي كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، إضافة إلى سائل البلازما، والكثير من المرضى يحتاجون إلى نقل الدم، لذا يجب التعامل مع الدم بحرص ودقة، للتأكد من خلوه من الأمراض المنقولة عبر الدم، مثل الإيدز، والصفار، والملاريا، ومرض الزهري، ويجب خزنه بصورة صحيحة للمحافظة على فعالية مكوناته لنقل دم يمتاز بفعالية مكوناته حتى يستفيد منه المريض».

ورداً على سؤالي عن التغيرات التي طرأت في المختبر؟

قالت:«أولاً: أهم التغيرات هو افتتاح قسم سحب، الذي لم يكن موجوداً من قبل ويعتبر هذا القسم من أهم الأقسام، حيث يتم فيه أخذ بيانات المريض وتدوينها في السجل الخاص بالقسم، ومن ثم سحب عينة الدم من المريض وترحيلها إلى القسم المعني بفحص العينة، ومن ثم استلام نتيجة الفحص وتسليمها للمريض».

وأثناء جولتي في المختبر التقيت برؤساء الأقسام وهم الأخ مراد علي محمد، وهو رئيس قسم الفيروسات والأمصال قال: «في هذا القسم إلى الآن لم يتم إدخال أي جهاز جديد، ولكن من ناحية المحاليل أصبحت الآن متوفرة ولدينا ما يكفي، وهناك أيضاً مخزون احتياطي، حيث كنا في السابق نشتري المحاليل بأجزاء وليس لدينا أي مخزون احتياطي، وأصبح الآن إمكانيات المختبر أفضل بكثير من قبل.

أما في قسم الكيمياء، فقد تم شراء جهاز photometer (4040) موديل 2007م لفحص عينات الدم لنسبة السكر والإنزيمات ووظائف الكبد ووظائف الكلى وغيرها، وإدخال جهاز flame photometer لفحص نسبة العناصر مثل الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، وتعتبر هذه من الفحوصات المهمة جداً وخاصة لمرضى الفشل الكلوي». وتوجهت بالسؤال للدكتورة مها: كيف تم شراء هذه الأجهزة؟ فقالت: «الجهاز الأول تم شراؤه من مساهمات المجتمع، وأتقدم شخصياً وباسم إدارة المستشفى بالشكر للطاقم الفني في المختبر لتكرمه وقبوله بإيقاف الحوافز لمدة ثلاثة أشهر فقط من يوم استلامي للمختبر، لتحسين وضع المختبر، وهذه مبادرة يستحقون عليها الشكر والتقدير وسوف يتم إعادته ابتداءً من شهر يناير 2007م، أما الجهاز الثاني، فقد تم شراؤه من مبلغ مقدم من فاعل خير، ونحن الآن بصدد شراء جهاز ثالث من المبلغ المقدم من فاعل الخير، ونشكر هذا الإنسان وأولاده على هذا العمل النبيل».

الأخ إشفاق عبدالغفور رئيس قسم الأحياء الدقيقية والطفيليات قال:«إن الأجهزة التي معنا أجهزة قديمة من الثمانينات ومن المفترض أن يكون لدينا أجهزة حديثة لأن الكادر العامل في المستوصفات الخاصة وهو نفس الكادر الذي يعمل في المستشفيات الحكومية، وإنما ينقصه الإمكانيات وإذا توفرت هذه الإمكانيات بالتأكيد سوف يتطور المختبر، أما الآن فالمختبر استعاد ثقة الأطباء به وبالنتائج المقدمة من المختبر، ونحن الآن نعمل بآلية ضبط الجودة داخل المختبر من حيث السجلات والعمل الفني والإحصائيات».

الأخ أحمد حسين محمد مسؤول قسم المختبر في الحوادث وأمين المستودع قال: «التطور الحاصل في الحوادث هو تغيير الطاولات القديمة واستبدالها بطاولات الألمنيوم والرخام بالمواصفات الصحيحة، وتم إدخال حمام مائي لعمل المطابقة لنقل الدم وإدخال استمارة رصد درجة حرارة ثلاجة بنك الدم، والجديد أيضاً تم طباعة سجلات لصرف وحدات الدم مستوفية كافة البيانات للمريض والمتبرع وبيانات فحص المطابقة والصرف، ونحن نتمنى توفير أجهزة احتياطية من كل نوع، وخاصة الأجهزة في قسم الحوادث، لأنه قسم حيوي يعمل على مدار الساعة لتفادي أي مشكلة عند توقف أي جهاز في قسم الحوادث».

الأخت فتحية محمد سعيد رئيسة قسم بنك الدم في المختبر قالت:«هناك الكثير من الأشياء الجديدة مثل السجلات الجديدة لصرف وحدات الدم ولاستلام وحدات الدم من مركز نقل الدم، ولأسماء الأشخاص المتبرع لهم بالدم، وسجلات الإحصاء اليومية والأسبوعية والشهرية الجديدة، لمعرفة ورصد كل الوحدات الداخلة للقسم والمصروفة منه». لاحظت وجود استمارة على ثلاجة بنك الدم فسألتها عن أهميتها فقالت: «الاستمارة لرصد درجة حرارة الثلاجة خاصة وأن الثلاجة التي لدينا قديمة، ولكن ولله الحمد تعمل بدرجة حرارة صحيحة وتم إدخال جهاز الميكروسكوب والحمام المائي، وهما مهمان في عمل فحص المطابقة». وحول بنك الدم تحدثت د.مها قائلة: «لقد تم عمل السلل داخل ثلاجة بنك الدم مع عمل قواطع بلاستيكية داخل السلل للمحافظة على وضع وحدات الدم في وضع مستقيم لمنع تكسر خلايا الدم الحمراء، وهذا مجهود مني ومن الفني أحمد حسين .

أما بالنسبة لثلاجة بنك الدم فمن المفترض أن تكون ثلاجة بمواصفات خاصة وقد قمت برفع رسالة لمدير المستشفى الذي بدوره قام برفع رسالة لمكتب الصحة فرع عدن، وتم رفع رسالة إلى وزارة الصحة بصنعاء لتزويدنا بثلاجة لبنك الدم تجنباً لأي عطل مفاجئ للثلاجة وليس لدينا بديل لها ونشكر الدكتور جمال خدابخش والدكتور الخضر ناصر لصور لتفهمهما هذا الوضع ومساعدتنا في طلب ثلاجة بنك الدم، كما أتقدم بالشكر والتقدير للدكتور جمال خدابخش لوقوفه إلى جانبنا وتقديم كافة التسهيلات والمساعدات للنهوض بالمختبر ورفع مستواه لتقديم خدمات ممتازة للمرضى».

وحول سؤالي إن كانت لدى المستشفى الإمكانية في توفير وحدة الدم للمريض حين دخوله للعملية قالت:«لا يمكن وذلك للأسباب الآتية، أولاً: لا يتم سحب أي وحدة دم داخل بنك الدم الخاص بالمستشفى ويتم سحب دم المتبرع في مركز نقل الدم فرع عدن الذي تم افتتاحه في 14 يونيو 2006م، ثانياً: لتوفير الدم من قبل المستشفى يجب أن يكون هناك سياسة التبرع الطوعي للدم وهذا يتطلب توفير سيارات نقل دم خاصة مزودة بكل متطلبات سحب الدم من المتبرع وبوحدة إسعافية متكاملة وطبيب لتلافي حدوث أي مضاعفات أثناء التبرع، كما يتطلب نزول حملات إلى الجامعات والمعسكرات والمرافق لسحب الدم من المتبرعين، عند دخول المريض لإجراء أي عملية جراحية على المريض إحضار المتبرع فقط إلى مركز نقل الدم فرع عدن ولا يتم دفع أي رسوم مالية عند التبرع بالدم، وللعلم أن الدم لا يباع للمريض ولا يشترى من المتبرع، ونظام توفير الدم عند الدخول لإجراء أي عملية جراحية نظام متبع منذ زمن طويل من أيام ماقبل الوحدة اليمنية، وليست اليمن هي الدولة الوحيدة التي تتبع هذا النظام، بل يتبع في كثير من الدول وفي حالة عدم استخدام المريض هذا الدم يسخر للحالات الطارئة».

ولدى سؤالي إياها عن صرف الدم في قسم الحوادث ردت قائلة: «في الحالات الفجائية لا يتم إلزام المريض بدفع عهدة مالية وتدفع العهدة في الحالات الباردة وترد للمريض حال إحضار متبرع وهذا نظام متبع منذ أكثر من ست سنوات وما قبل الست سنوات كان تؤخذ البطاقة الشخصية حتى يتم إعادة الدم، ولكن لا يتم إعادة الدم الذي اتبع نظام العهدة المالية، لضمان وجود وحدات دم كافية تغطي الحالات الفجائية وهذه العهدة المالية هي خمسة ألف ريال يمني ويرد المبلغ حين إحضار متبرع فقط، ويتم دفع ألفي ريال يمني قيمة فحص الإيدز والصفار إذا لم يعمل للمريض الفحص خلال الأشهر الثلاثة السابقة أما إذا أجريت له هذه الفحوصات لا يؤخذ هذا المبلغ ويستثنى من ذلك الحالات الفجائية». وبالنسبة لرأيها حول مبلغ العهدة قالت:«إني أقدر ظروف الناس المادية وعدم إمكانية الدفع لدى البعض لذا قمت بطرح هذا الموضوع على مدير المستشفى بعد استلامي المختبر، وقد اتفقنا على دراسة الموضوع من خلال إجراء الإحصائيات لمدة من الزمن، وإيجاد السبل لتوفير وحدات الدم لتغطية الحالات الفجائية ومن خلال ذلك سوف يتم اتخاذ القرار حول العهدة وإن شاء الله تكون نتائج هذه الدراسات لصالح المريض، ومصلحة المريض هي همنا الأول والأخير».

ثم سألتها عن بعض شكاوى المواطنين من أن الطاقم الفني العامل في المختبر قسم الحوادث يأخدون مبالغ دون قطع سند رسوم الفحص أو سند دفع العهدة المالية؟ فردت قائلة:«منذ استلامي المختبر من 20 أكتوبر وحتى يومنا هذا لم يحدث مثل هذا الشيء للأسباب الآتية: أولاً: في المختبر طاقم فني ممتاز وذو أخلاق عالية جداً. وثانياً: هناك متابعة يومية من قبلي من حيث السجلات، الإحصائيات والفحوصات وصرف وحدات الدم وخاصة لمختبر الحوادث، كونه قسماً حيوياً ويعمل على مدار الساعة، وأطلب من المواطنين في حالة حدوث شيء من هذا القبيل تبليغ إدارة دائرة المختبرات ليتم التحقيق واتخاد العقوبات اللازمة».

وأجابت عن سؤالي عما إذا كانت توجد لدى المستشفى الإمكانية في تحضير مشتقات الدم؟ قائلة: «لا، لا توجد إمكانية لتحضير المشتقات لعدم وجود الأجهزة اللازمة لذلك، ونشكر الدولة على قرارها الحكيم بافتتاح مركز نقل الدم في كل من صنعاء وعدن الذي يقوم بتوفير مشتقات الدم، كما نتقدم بجزيل الشكر والاحترام للجهود المبذولة من قبل الإدارة والطاقم الفني وعمال مركز نقل الدم فرع عدن لتوفير مشتقات الدم لكافة المرضى المحتاجين لمثل هذه المشتقات وعلى وجه الخصوص قسمي الغسيل لمرضى الفشل الكلوي ووحدة الأمل لمرضى الأورام وهذان القسمان موجدان في مستشفى الجمهورية التعليمي. وفي حالة عدم توفير مثل هذه المشتقات فإن هذا يؤثر سلبياً على مثل هؤلاء المرضى المحتاجين للمشتقات».

مختبر الحوادث
مختبر الحوادث
وسألتها عن الإتلاف؟ قالت:«الحديث عن الإتلاف ليس من السهولة لأي شخص أن يتحدث عن الإتلاف، فعند التحدث عن الإتلاف يجب على الشخص أن يكون لديه المعرفة الكافية عن معنى الإتلاف وما أسبابه وعن آلية الإتلاف، وأسباب الإتلاف كثيرة منها:

1- عمر وحدة الدم 35 يوماً إذا بقيت في الثلاجة أكثر من هذه الفترة فلابد من الإتلاف.

2- الفصائل النادرة مثل A.B.AB وكذا الفصائل السالبة التي لا تستخدم بشكل كبير فإذا انتهى عمرها الافتراضي ولم تستخدم فلابد من إتلافها.

3- إذا تغيرت درجة حرارة الثلاجة لفترة من الزمن لأي سبب من الأسباب فلابد من الإتلاف.

4- إذا كان دم المتبرع غير صالح لنقله مثل احتواء دم المتبرع على أحد الفيروسات التي تنتقل عبر الدم فلابد من الإتلاف وغيرها من الأسباب».

وعن سؤالنا كيف يتم تقييم بنك الدم التابع للمختبر؟ ردت قائلة: «يتم تقييم عمل بنك الدم بطريقتين:

1- تقييم داخلي ويومي من قبلي كمديرة لدائرة المختبرات.

2- تقييم خارجي من قبل مركز نقل الدم فرع عدن بنزولهم الدوري لتفقد أحوال البنك داخل المستشفيات ورفع تقرير حول نزولهم بالسلبيات الموجودة لإصلاحها، وقد تم نزولهم إلى بنك الدم بمستشفى الجمهورية في أواخر شهر أكتوبر 2007م بعد استلامي المختبر مباشرة».

وقد التقيت د.جمال خدابخش، مدير عام مستشفى الجمهورية التعليمي الذي رد على سؤالنا له عن المختبر قائلاً: «تم تعيين د. مها عثمان بعد إجازة عيد الفطر المبارك مباشرة لترأس دائرة المختبرات التي شهدت نقلة نوعية في ترتيب وضعها بشكل عام أكان من الناحية الإدارية أو الانضباط الإداري والوظيفي، وكذا نوع الخدمات الفنية للمختبر، حيث بدأ المختبر في تقديم خدمات ممتازة للمرضى ونحن نسعى جاهدين لإعادة رفع سمعته التي قد فقدها من زمن طويل نتيجة للسياسات الإدارية الخاطئة، إلى جانب رفده مستقبلاً بالأجهزة الحديثة والمتطورة لرفع كفاءته الفنية وإدخال فحوصات جديدة ليتناسب مع سمعة وتاريخ المستشفى العريق».

واستطرد قائلاً:«نتمنى أن نشهد قريباً نهضة متسارعة لأقسام مستشفى الجمهورية بفضل جهد قيادة المحافظة ومعالي وزير الصحة العامة والسكان والقيادة السياسية التي تولي اهتماماً كبيراً لمحافظة عدن انسجاماً مع برنامج الرئيس الانتخابي الذي أعطى اهتماماً كبيراً لتطور الخدمات الطبية والصحية لمحافظة عدن بشكل خاص».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى