الحمد لله على الصحة والعافية!

> محمد عمر باجنيد:

> برز مستشفى سيناء في المكلا كموقع مثالي لتسمين القطط وإخراج مراجعيه المرضى أكثر مرضا، وكأنما الداخل إليه من البشر مفقود والخارج تقام له الاحتفالات بمناسبة عودته سالما من المستشفى- ماشاء الله- فقد نقص وزنه وازداد وجهه شحوبا، إلا أنه قادر على المشي وجاهز للعرض على أهل الإحسان وطلب المساعدة لتسفيره إلى عمان!! بينما للقطط في مستشفى ابن سيناء الراحة والأمان والضمان ببقائهن سمان.

وهذه الحالة المخجلة للمستشفى أدخلته في منافسة حادة مع شوارع مدينة المكلا التي أصبحت هي الأخرى حديقة مفتوحة للحيوانات الضالة من أغنام و كلاب وأيضا قطط (لكنها للأمانة قطط غير سمينة) ويبدو أنها قطط على نياتها (ضبحانة) فاكتفت بالأكل من مزابل القمامات الكثيرة، ولم تتعرف قطط الشوارع بعد على مواقع مستشفى بن سيناء، وإلا لكانت قد ذهبت إليه وتنعمت بفندق النجوم الخمس، بدلا من (الشحططة) في الشوارع لاسيما أن طريق وصول القطط للمستشفى أكثر يسرا من وصول البشر.

كان يمكن أن يحافظ مستشفى بن سيناء على وضعيته المؤسفة تلك رغم المعدات الحديثة والأجهزة التي وصلت إليه تبرعا من الحضارمة المهاجرين، لكن ذلك لم يجدِ نفعا، وواصل المستشفى سيره في توفير العناية الفائقة بالقطط بمهارة استثنائية، كان يمكن أن يبقى على وضعيته لأن أحدا من أصحاب القرار في وزارة الصحة لم يكلف نفسه بزيارة ميدانية للمستشفى بغرض تفقد وضعه الذي لايقبل به مريض ولايرضى عنه متعاف.

كما كان يمكن للمستشفى أن يبقى كذلك، ويسير إلى حال أسوأ مما هو عليه الآن، لأن مأمور مديرية المكلا أو السادة أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة لم يدر بخلدهم يوما من الأيام أن تطور المستشفى من مهام عملهم، وأن الصحة في كل أمة ومجتمع يعتبر العنوان الأبرز لمدى ما وصلت إليه تلك الأمة من تقدم حقيقي.

كان يمكن للمستشفى أن يبقى معلما سيئا من معالم حضرموت، وأن على وزارة الصحة أن تبذل الكثير من الجهد لتوفير المكان المناسب والعلاج المناسب في كل أنحاء البلاد لمواطنين جمعتهم الوحدة اليمنية، وتعمدت بأمراض ذات صبغة وحدوية بحتة مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغلاء الكهرباء والمياه وضريبة المبيعات (لافرق بين مواطن من الشمال وآخر من الجنوب).

وكان يمكن للمستشفى أن يبقى شاهدا على عجز المجلس المحلي في حضرموت عن أداء دوره في التنمية وتطوير المنطقة والبحث عن حلول جادة لمشاكلها.

كان يمكن أن يبقى كل ذلك لولا إرادة الله سبحانه وتعالى ثم الزيارة المفاجئة لفخامة رئيس الجمهورية إلى المستشفى ووقوفه على وضع المستشفى واتخاذه قرار التحديث والتطوير والتأهيل لمستشفى لم يكن جديرا بوضعه الحالي، أن يكون في أكبر محافظة في الجمهورية وأكثر محافظات الفقراء ثراء.

شكرا لله ثم لفخامة الرئيس، ولكن ماذا نقول للقائمين على أمور مدينة المكلا أونقول عنهم، ونحن لم نستمع إلى أحد منهم يصيح مطالبا بنقل المكلا إلى مصاف المدن الساحلية المتطورة التي يكون مستوى الخدمات الصحية فيها مقياسا لمكانتها بين المدن.

وماذا نقول لوزير الصحة ووزارته، أو ماذا نقول عنهم وهم غافلون عن حال مستشفى يخدم حضرموت وشبوة والمهرة.. نقول: (الحمد لله على الصحة والعافية!!).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى