نجمة الغناء العربي أصالة نصري لـ «الأيام»:لا أستهين بجمهور تربى على صوت محمد سعد عبدالله ..زيارتي لليمن ليس لها ارتباط بتاريخ أو مناسبة و لا أحتاج لعيد يوثق وجودي

> فوزية كازمي:

> بكل أصالة المهر العربي بحفاوة الكرم البدوي وأطياب المروج السورية وعبق الشام العتيقة الحارات، حلت أصالة نصري علينا لنجول ونصول في مضمار الفن الراقي على أرض مدينتنا عدن، وكان لنا هذا اللقاء السيمفوني مع دانة الشام في بحر التواهي لنبحر بخيول الحب معا..

> حياة الفنان سلسلة مروعة من التعثرات والتجارب المريرة وفي وضع شائك يتارجح بين الذوق والمنفعة.. بماذا تعلقين؟

- الحياة كلها عثرات وتجارب متكررة التنوع ليس للفنان وحسب بل لكل الناس، والفنان واحد من هؤلاء الناس، لكن الفنان المثابر الذي استطاع أن يقنع الجمهور بصدق مشاعره، وتحقق الناس من وفائه ينجح في خطف قلوب الكثير، وهنا فقط لاتصبح حياته ملكه وحده، بل يشاركه فيها جمهور متعطش لمعرفة الشاردة والواردة بحياة فنانه الذي يحبه ويشجعه، لذلك نجد أن حياة الفنان مسلطة عليها الأضواء، والحال ذاته صار معي، ولكني متفهمة فلأني امرأة صادقة لم أخجل يوما من التحدث عن حياتي الخاصة والفنية بكل صراحة.

أما بخصوص الذوق والمنفعة فبكل صراحة سأقول: «لاتصدقي ياعزيزتي، إن من يهمه الذوق سيتأرجح

بينه وبين المنفعة، فالوضع الشائك لن تجديه إلا في طريق تجار الفن الهابط، هم وحدهم من يهتمون بالمادة أكثر من الذوق، فالفن بالنسبة لهم ما هو إلا وسيلة لجني المال فقط، وأنا لولا حرصي على الذوق والفن الأصيل لما استطعت أن انتفع من الفن، فما أنا عليه من نفع لا أنكر أن سببه الفن، والأعظم من ذلك كله محبة الناس التي لاتقدر عندي بثمن.

< أصالة نصري ابنة الشام، لقد استطعت بكل جدارة أن تتسامقي حتى الجزيرة العربية، حدثينا عن تجربتك الخليجية.

- للكلمة واللحن الخليجي فضل كبير علي فنيا وإنسانيا، فنيا لقد مهدت لي التجربة الخليجية الطريق- بإذن الله- وجعلتني أنطلق كالصاروخ في طريق الألف ميل ببضع خطوات للوصول لقلوب الجمهور الخليجي العريق برغم صعوبة إرضائه، فقد كانت أول خطوة سعد أخطوها بأغنية (تضحك)، التي كانت من كلمات سمو الشاعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي- حفظه الله- فقد كان حاتمي الكرم معي، وألحان الموسيقار المايسترو الأستاذ أمير عبدالمجيد، والنجاح الكبير الذي حصدته يرجع لترحيب الخليجيين بي صوتا وأداءاً، فقد وجدوا أدائي لأغنياتهم مشرفا للهجتهم، وهذا ما جعلني أتأثر إنسانيا، فأنا أولا لم أتوقع كل ذلك النجاح لاسيما أنني مثلما ذكرت شامية، وثانيا لم أتوقع كرمهم الكبير، وترحابهم بي بكل حب وحفاوة، فبرغم أن الساحة الخليجية تضج بالأصوات الرائعة إلا أنهم قدروني وشجعوني بقوة أذهلتني، كما لوكنت خليجية، وتلك نعمة من الله أشكره عليها، وهذا لن أنساه لهم أبدا مابقيت.

< بمناسبة ما ذكرت، وبعيدا عن الفن، من هي أصالة نصري الإنسانة؟

- ببساطة أنا أصالة نصري ابنة الشام المؤمنة بالله وبرسوله والمخلصة لبلدها وعروبتها، أصالة الإنسانة امرأة يملأ قلبها الحب لكل الناس، والضغينة لاتعرف لقلبها بابا، أنا الطفلة التي مازالت تتذكر كيف كانت تلعب في حجر والدها، ومازالت حتى اللحظة تشعر بدفء أحضانه، يقيها برد الحياة، أنا أم تعشق لحد الجنون أولادها وأسرتها، وزوجة مخلصة كل الإخلاص لزوجها، وفنانة تحمل على عاتقها رسالة لمحبيها أن يقفوا بجانبها لأداء رسالتها، لأنها تحترم فنها، ووفية حتى النخاع لجمهورها الذي لولاه ماكانت لتعرف.. (تصمت وتشرد!).

< أصالة نجمة ساطعة في عالم الفن، أنت وبدون مبالغة أم كلثوم الألفية الثالثة، كيف تتوقعي استقبال جمهورك اليمني؟

- (تضحك).. أم كلثوم مرة وحدة!.. لا أنا أصغر من هيك بكثير، عموما أشكرك على هذا التشبيه المشرف حقيقة، وليس غرورا وبكل الثقة أقول لم آتِ إلى عدن الحبيبة إلا وأنا واثقة من جمهوري الذي واكبني من بداياتي الأولى، وأرشيف رسائلي من معجبين يشهد على أني أحتفظ بآلاف مؤلفة من كنوز خطاباتهم لي المليئة بتهانيهم وتشجيعهم ودعواتهم لي بالتوفيق، وإن شاء الله لن أقدم إلا ما سيرضيهم من فنانة تحفظ الجميل، وسأرده بكل الحب وأكثر، فرضاهم كل همي لاسيما أنه ليس جمهورا عاديا، ليس لأني لمست ذلك من حفاوة استقبالهم وتقديرهم لي من أول ما وطئت أرض الحبيبة عدن، بلدي الثاني، بل لأنه هو ذاته الجمهور الذي تربى على صوت الفنان القدير محمد سعد عبدالله الذي غنى له عمالقة الفن أمثال فهد بلان ونجاح سلام وهيام يونس والكثير الكثير.. وهذا ما لا يجعلني أستهين بهذا الجمهور العريق.

< كيف ترى أصالة مشهد الغناء العربي حاليا؟

- مشهد الغناء العربي (دق المي وهي مي) هيدا مثل شامي قديم، وهو المعنى غير المباشر لسؤالك.. ياستي جميعنا نشهد أن الأصالة الفنية جملة وتفصيلا تخوض حربا شعواء مع كل ما يعرض من بذاءة وتعر واضح وفاضح على قنواتنا العربية بشتى الأنواع، الأمر الذي أساء للفن، هو فن متقمص للطابع الغربي بلغة عربية، إننا نكافح بمرارة لنحد من هذا الانتشار الرخيص، ليبقى الفن الأصيل متربعا على قمة الهرم الذوقي في بلادنا العربية، لكن هذا لايعني أننا نكافح لوحدنا، فالجمهور الذواق الذي يهتم للفن الراقي النقي غير المهجن ولا المستنسخ من روح الغرب عريق وواسع جدا، وهم أسلحتنا، فبدونهم نحن جيش فاشل لامحالة، وفي النهاية لايصح إلا الصحيح!.

< أخيرا زيارتك لليمن في هذا التوقيت ماذا تعني؟

زيارتي لعدن ولليمن كلها ليس لها ارتباط بتاريخ أو مناسبة أو أي توقيت مهما كان، ومصادفة عيد الحب لاتعنيني، فحبي لكم وحبكم لي لايحتاج لعيد ليوثق وجوده.. وشكرا إلك.

< س 1/2 ص × أ = 5 تلك هي المعادلة الصعبة، قد حلها الصوت والأداء بدعم من الكلمة واللحن، وأصالة ولدت لتجسد فنها قلباً وقالباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى