القرآن.. منهاج السلامة

> «الأيام» فهيم منصور محمد - عدن

> داهم العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه طوفان عظيم، أخذ الأخضر واليابس، أخذ منهم أخلاقهم ومبادئهم وتعاليمهم وعاداتهم، وأضعفهم في عبادتهم، وتركهم يعيشون في ظلمة الليل الحالك، لايعرفون معروفا ولاينكرون منكرا، بل جعل أكثرهم يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا!.

وكان بإمكان كل فرد من هذه الأمة النجاة، بل لايزال باب النجاة من هذا الطوفان مفتوحا لينجو منه كل من أعار سمعه ولبه لتعاليم المعلم والمربي والمرشد الأول صلوات ربي وسلامه عليه، لأنه هو بذاته قد أخبر عن هذا الطوفان الذي ستواجهه أمته، والذي لايدع ولايميز أحدا من أحد إلا من رحم الله، قال عليه الصلاة والسلام: «إنها ستكون فتن» قالوا: «وما المخرج منها يارسول الله» قال: «كتاب الله، فيه نبأ من كان قبلكم، وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قسمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لاتزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولاتشبع منه العلماء، ولايخلق على كثرة رده، ولاتنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم».

هذا هو القرآن يا منسوبا إليه، وهذا مجد الآباء والأجداد يا مؤمنا به، وهذا هو الدستور الذي فيه الكرامة والعزة يامصدقا به، فيه القرارات الصالحة والمصلحة لكل زمان ومكان، لايتغير ولايتبدل، من الإله الحكيم الخبير، فارجعوا إليه يامن تبحثون عن النجاة والهداية، فإن فيه المصلحة والسعادة لكل فرد في هذه الأمة، فكل من أراد إخراج الأمة مما هي فيه من فتن وجاء بغير القرآن فقد ضل وزل، وكل من أراد تقويم هذه الأمة من غير القرآن فقد افترى عليه وأخل، وكل من أراد أن يعالجها بعلاج غير ما جاء به القرآن فقد وضع البلسم في غير موضعه الصحيح..نعم ليس هناك مخرج لهذه الأمة إلا بهذا الكتاب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، المنزل من عند العزيز الحميد الذي يحمل بين جوانحه الحلول لكل المعضلات، فهو يهدي الحاكم للتي هي أقوم ويهدي المحكوم ويهدي كل كبير وصغير، بل يهدي الناس أجمعين للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين، فمن أراد أن يعود له مصدر عزته ورفعته وكرامته ونصرته فلا عزة له ولامحل لرفعته ولا لكرامته ولا لنصرته إلا بالقرآن العظيم، قال عليه الصلاة والسلام: «تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تظلوا بعدي كتاب الله وسنتي»، وفي رواية في صحيح مسلم «كتاب الله وأهل بيتي»، وهذا دليل واضح على أن ليس للإنسان مفر من القرآن وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

فينبغي الرجوع إلى أولي العلم في الدين، الذين وصفهم الله في كتابه، وندرك جميعا أنه متى ما عادت الأمة للعلماء علمنا يقينا أن الأمة لاتزال بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى