راوول كاسترو وريث فيدل الذي عاش نصف قرن في ظله

> هافانا «الأيام» باتريك ليسكو :

>
الزعيم الكوبي فيدل كاسترو
الزعيم الكوبي فيدل كاسترو
راوول كاسترو (76 عاما) الذي يرجح انتخابه الاحد رئيسا لكوبا بعد تخلي اخيه الاكبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أمس الثلاثاء عن السلطة، نجح في خلال 19 شهرا من توليه السلطة بالانابة في تغيير صورته كعسكري صارم الى اصلاحي حكيم.

ويشغل راوول كاسترو منصب وزير الدفاع منذ قرابة نصف قرن وهو يقود بيد من حديد مؤسسة الجيش الكوبي الذي يعتبر دعامة نظام شارك في جميع معاركه وتقلباته.

وخلال تسعة عشر شهرا تولى خلالها السلطة بالانابة منذ مرض شقيقه في تموز/يوليو 2006، ابدى راوول ميله الى التغيير البرغماتي "ضمن الاستمرارية" الاشتراكية.

وحث الكوبيين في خطاب القاه في 26 تموز/يوليو 2007 على الخوض في مشاكلهم "بصدق وشجاعة" الامر الذي قام به الملايين اثر ذلك في مواقع العمل والاحياء.

ونبه راوول كاسترو الى انه لن يتحقق شيء "خارق للعادة" وان التغيرات ستحصل "رويدا رويدا" لانه يتعين ان يتوصل الكوبيون الى "توافق" على حد قوله. لكن النظام "ينبغي ان يكون اكثر ديمقراطية" كما قال في كانون الاول/ديسمبر، وان بقي الحزب الشيوعي الحزب الوحيد فيتوجب ان يكون "ديمقراطيا الى ابعد الحدود".

وقد ظل راوول كاسترو طويلا رجل الظل خلافا لاخيه البكر المعروف بحضوره المتوهج. وجمع منذ نصف قرن القاب "الرجل الثاني"، كنائب اول لرئيس مجلس الدولة (السلطة التنفيذية) والسكرتير الثاني للحزب الشيوعي الكوبي.

وقال عنه فيدل كاسترو في العام 2001 "انه بلا ريب الرفيق الذي يملك اكبر سلطة بعدي والخبرة الافضل. وهو يملك كل المواصفات لخلافتي".

والفوارق التي تميزه عن اخيه فيدل كاسترو لا تقتصر فحسب على قصر قامته وشاربيه الرفيعين، بل هو ايضا لا يجيد فن الخطابة ويبتعد عن الاضواء كما انه يفتقر للجاذبية عكس شقيقه الطويل القامة والجذاب الذي يتمتع بقدرة مشهود له بها على القاء الخطابات الماراتونية.

لكنه يعرف كيف يكون وجيزا وواضحا وهو في الواقع تغيير في الاسلوب يستسيغه الكوبيون.

اما العلاقة بين الشقيقين فكانت وثيقة على الدوام منذ ان اخذ فيدل الشقيق البكر تحت جناحه "الابن الاصغر والاخير" في عائلة كاسترو الذي ولد في الثالث من حزيران/يونيو 1931 في بيران (جنوب) وتابع بعد الحصول على موافقة الاهل الدراسات نفسها في افضل كليات اليسوعيين في البلاد.

وفي ظل قيادته قام الجيش الكوبي بدور كبير في السنوات الاخيرة في القطاعات الاساسية للاقتصاد لاسيما في السياحة.

ويعرف راوول كاسترو برغبته في الاستلهام من التجربتين الصينية والفيتنامية اللتين بدا اهتمامه بهما عن كثب من خلال زياراته المتكررة الى "الحزبين الشقيقين" في بكين وهانوي.

ومع واشنطن احتفظ بعلاقات المواجهة على غرار شقيقه مع اعطاء بعض اشارات انفتاح غير متوقعة مثل الرغبة التي عبر عنها في 2001 وكررها اثناء عرض عسكري في الثاني من كانون الاول/ديسمبر في هافانا في تطبيع العلاقات مع العدو اللدود.

وفي وقت مبكر رفض المسيحية التي تعتنقها العائلة وآثر عليها الماركسية. فراوول كاسترو شيوعي منذ كان في سن الثانية والعشرين وهو واحد من الاعضاء القلائل في الحزب الشيوعي الكوبي الذي شارك في الهجوم على ثكنة مونكادا في 26 تموز/يوليو 1953 التي بدأت بها مسيرة كاسترو.

وبعد تسلم الحكم في كانون الثاني/يناير 1959، لم يكف عن ادراج الثورة الكوبية في خط الايديولجية السوفياتية وجهزها بجيش واستخبارات على مستوى طموحات شقيقه الدولية.

وراوول كاسترو هو ايضا "مدع عام" يخشى بأسه فهو الذي طلب العقوبة القصوى اثناء محاكمة الجنرال ارنالدو اوشوا "بطل" حرب انغولا الذي اعدم رميا بالرصاص في 1989 بتهمة تهريب المخدرات.

لكن في المجالس الخاصة فهو يبدي حسه العائلي المحدود لدى شقيقه بحسب المقربين منه، كما انه يميل للدعابة. وزوجته فيلما اسبين "السيدة الاولى الحقيقية" في البلاد توفيت في حزيران/يونيو من العام الماضي.. وهو اب لاربعة اولاد وجد لثمانية احفاد. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى