رحلة غانا.. دولة في ملعب وحكومة في شركة ..حالة طوارئ حضارية في أكرا.. وتشجيع الكاميرون لسبب تجاري..والعرب مع مصر .. والمصريون يفرضون تشجيعهم.. وبلاتر باللون الأصفر

> «الأيام الرياضي» أحمد الشباره:

>
يخلق من الشبه 40 رايس الغانية.. مواصلة لتسجيل الانطباعات واستخلاص بعض من دروس وفوائد السفر، كما ذكر في الأثر(سافر ففي الأسفار سبع فوائد)، كنا في التناولة الأولى لرحلة غانا لحضورنا نهائي كأس الأمم الإفريقية، قد عرجنا بالتحدث عن تفاصيل جزئية للرحلة وترتيباتها وزيارتنا لقلعة أثرية تسمى قلعة الميناء (تجارة العبيد) وتكلمنا عن حالة التناقض في حياة الغانيين وإمكانياتهم المتواضعة وحسن إدارتهم وتنظيمهم للنهائي، نواصل اليوم في هذه التناولة الحديث عن أجواء يوم المباراة المثير في نهائي إفريقي 26 :

الاستعداد للقاء مبكرا

لأن العملية مرتبة والبرنامج معد سلفا وشخوص الرحلة متجانسين سواء من شركة mtn أو الوفد الرياضي، فكان برنامجنا التحرك مبكرا إلى ملعب المباراة الساعة 11 صباحا بمعنى الثانية ظهرا بتوقيت اليمن، ورغم التكرار بالتأكيد على موعد مغادرة الفندق إلى إن فارق التوقيت لعب دورا في تأخير انطلاق الباص .

ولا أخفيكم كنت أنا السبب، ولكن هذه المرة دون (نوم) وإنما انتظار الموعد لحدوث ربكة بسيطة في فارق التوقيت، ومع ذلك قوبلت من زملائي بالترحاب مع اللوم الأخوي الرائع من الجميع، لكن تفاجأت بجميع أعضاء الرحلة (ضيوف mtn) من جميع الدول يلبسون ملابس موحدة (أصفر × أصفر) إلا أنا ومعي العزي العصامي ، رغم أن الشركة وفرت للجميع ملابس متكاملة، وتم توزيعها على الغرف في حقائب جميلة وراقية مع وثائق عن البطولة وبعض المستلزمات.

حالة طوارئ حضارية

ونحن في طريقنا إلى الملعب لم يلفت أنظارنا شيء ، فالعاصمة (أكرا) تسير حياة سكانها بشكل طبيعي، رغم إنها ستحتضن بعد ساعات لقاء القمة بين مصر والكاميرون، بحضور وفود كبيرة وشخصيات عالمية مع القيادة السياسية للبلد، ولوكان الأمر في (بلادنا) أتصور أن الشوارع ستكون مكتظة برجال الأمن المدججين بالأسلحة المختلفة، والشوارع مغلقة وحالة الطوارئ معلنة من الباطن والظاهر، وفي الأخير ازدحام وتأخر وتعطيل دون جدوى، لكن عباد الله الآخرين احتفلوا بالمناسبة بطريقة حضارية، تمثلت في وجود إعلانات الترحيب واللافتات الملونة التي تحمل شعار الراعي الرسمي mtn والرعاة الآخرين ،ووضع خط سير طبيعي للوفود منظم حتى الوصول إلى الملعب ولم نشعر بشيء من المضايقات سواء الأمنية أو المرورية، وتعدد اللجان الفرعية المنظمة واللجان (المشفرة) المعيقة أصلا لنجاح الاستضافة كما يعلم الجميع.

قاعة الاستقبال أصفر × أصفر

كما ذكرنا أن الشوارع كانت معلنة لحالة طوارئ حضارية من خلال اللافتات واللوحات المعبرة وعلى مقربة من الملعب كان الجو أكثر انتعاشا ،وأنت ترى الجماهير تتدفق بشغف لحضور المباراة النهائية، ولكن بصورة منظمة ودقيقة، وكان حظا جيدا من حيث حسن الضيافة ، فمع شدة الحرارة في عز النهار رتب المنظمون برنامج النهائي جيدا، فمن الفندق إلى قاعة كبرى مهيئة جيدا على مقربة من الملعب ،اكتظت بضيوف (mtn) ومن أول نقطة نزول من على الباص، ترى كل شيء أصفر ابتداء بتسوير معصمك بعلامة صفراء عبارة عن (إسورة ترحيبية) تظل ملبوسة إجباريا للتعريف بك كضيف (vib) ولتسهيل مهمتك في أي مكان ،ومع الاستقبال الجيد الممزوج باللون الأصفر في كل مكان (الأرضية، الجدران، الملابس، وحتى طاولات الطعام والفرقة الموسيقية، وأدوات التشجيع و....) كل شيء أصفر × أصفر، وفي وجود لأشخاص لم يلتزموا باللبس الرسمي لم يكن أمام اللجنة المستضيفة سواء المرور على طاولات الدول ومنها طاولة بلادنا ،وبكل أدب ودبلوماسية يتم إهداؤك (قبعة وتي شرت أصفر) ليكتمل بذلك جمال القاعة الكبرى وهي تكتسي بكل أرجائها بالأصفر ومعها كل الضيوف حتى بلاتر كان أصفرا وضيفا لـ (MTN) في حفل الاستقبال المسائي.

الإيعاز بتشجيع الكاميرون والسبب تجاري

من خلال البقاء طويلا قرابة 3 ساعات في القاعة لقضاء الاستراحة وتناول وجبة الغداء والانتظار حتى موعد الانطلاق نحو الملعب ومن خلا ل فقرات الاحتفال الخطابي والفني أعلن المنظمون دعوتهم الصريحة للضيوف بتشجيع منتخب الكاميرون لسبب واحد، هو أن الكاميرون نقطة بيع للشركة وهي من أسرة MTN ،وفي تلك الأحيان لم نتمكن من السكوت وهتفنا جميعا (مصر ،مصر)، نحن ومعنا أشقائنا السوريين والسودانيين، ولم نجد أية معارضة من أحد (فلكل حزبه والنقابة للجميع )كما يقال على الطريقة الديمقراطية الشفافة، لكن نجوم مصر فرضوا وجودهم وجعلوا الجميع يهتفون بأسمائهم بعد أدائهم المميز في المباراة.

بلاتر وأيدو... ولقاء التصالح

في غمرة الاحتفال بالنهائي وفي حضرة MTN التقى السيد جوزيف بلاتر زعيم الفيفا بعدوه اللدود(فرح أيدو)،الذي اتهم الأول بالفساد، وكان لقاء السويسري بالصومالي مميزا، وهما يتصافحان في بهو الفندق على مرأى ومسمع الجميع، وفي مقدمتهم المصور الوحيد من بيننا العزيز حسام السنباني بهاتفه الجوال وتغطية مميزة من الزميل العزيز معاذ الخميسي، الذي وفق في اقتناص الأهم في البطولة من خلال مهنيته في متابعة الأحداث أولا بأول.

الملفت للنظر أن حفل الاستقبال الكبير الذي أقامته MTN في فندق الإقامة بحضور كبار الضيوف كان حضور امرأة في غاية الشبه بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وهي جالسة إلى جوار بلاتر وكبار الضيوف واهتمام كبير بها من قبل وسائل الإعلام ولانخفيكم إننا تصورناها الأميريكية لوجود شبه كبير، واهتمام غير عادي بها وتجلت التعليقات الظريفة(لقاء التصالح والتسامح بين بلاتر وأيدو برعاية الأميريكية رايس)، التي كما يقال يخلق من الشبه 40.

ممنوع الدخول لغير الأصفر

في معمعة الاستعداد للانطلاق إلى الملعب لم يكن أمام المنظمين سوى الاهتمام بضيوفهم المتوشحين بالأصفر، وفي كل مكان حتى الملعب ممنوع الدخول لغيرهم والبوابات الأخرى مخصصة للآخرين من الرعاة وأعدت مسارات من قاعة الاحتفالات حتى بوابة الملعب نحو (500 متر) سيرا على الأقدام وفي طيها توزيع المواد التشجيعية التي تحمل شعار الشركة بصورة مختلفة وأفكار تسويقية حديثة وسهلة ومميزة، وكان لأطفالنا حظ ونصيب الأسد منها فجمالها أغرانا جميعا في الاحتفاظ بعدد (هائل) منها للاحتفاظ بها كتذكار وهدايا للأطفال والأحلى من ذلك أن المستضيفين وزعوا كراسي (أسفنجية) تحمل شعار الشركة لراحة أفضل لضيوفهم.... طبعا الملعب مجهز بكراسي محترمة جدا ومريحة ،ولكن البحث عن راحة الضيف وبطريقة تسويقية جميلة كان همهم الأكبر.. ونحن كنا عند حسن الظن واحتفظنا بالكراسي حتى صنعاء وأهديناها لأطفالنا، ومعنا كل الضيوف من أسرة MTN الدولية.

ومن الأشياء الجميلة أن الشركة أهدت كل ضيف مجموعة متكاملة من المأكولات والمشروبات والشيكولاته في كيس مقوى ،وكان وجوده مناسبا في نهائي كبير، لأن تشجيعا مثيرا بحاجة إلى تغذية مناسبة.

والأهم من ذلك التقاط الصور في ذلك الكرنفال الرائع الذي كان الجميع فيه يهتفون لكرة القدم بغض النظر عن تفاصيل اللقاء وأطرافه المتبارية.

وهذ ماسنتناوله في الحلقة الأخيرة من رحلة غانا (دولة في ملعب وحكومة في شركة) من خلال حضورنا نهائي أفريقي 26 الذي فازت به مصر بجدارة.

روح رياضية

رغم حضورهم مع MTN بصفتهم موظفين ومن أسرتها العالمية إلا أنهم هتفوا بقوة EGYPT (مصر) .. شكرا للعرب اليمنيين السوريين السودانيين وقبلهم اللبنانيين، وعلى رأسهم الرياضي حسام سعد ، وتحية خاصة للأخوين على الشاحذي ومحمد الزبيري رفقاء الرحلة من MTN.. وبكل روح رياضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى