المصير من دفع الشعب للتضامن مع فلسطين وليس الحزب

> «الأيام» عبدالحميد هاشم الوجيه - الضالع

> لايشك أحد في صدق المشاعر المتألمة والصادقة والمتضامنة مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية، التي تعددت آلامها وجراحاتها بين أرض يحتلها أجنبي، وشعب قهر وتشتت، وآخر تعصف به الخلافات الداخلية.

وما تنشده الشعوب لهذا هو التحرر والأمن والعيش بكرامة وسلام لهذه الأمة والعالم أجمع، فذلك يعد خيار الأمة، وعلينا الاتحاد من أجله لنرقى إلى مستوى الموقف، فخروج الآلاف من المواطنين المنددين بجرائم الاحتلال في فلسطين وحصار غزة لم يكن دافعه حزب حاكم أو معارضة أو شخص بعينه، وما أخرجها هو الإيمان المطلق بقضية الشعب الفلسطيني المظلوم، وما يمليه الضمير العربي والإسلامي والشعور بالواجب في نصرة إخواننا الفلسطينيين وكل قضايا الأمة المظلومة، وليس الأحزاب التي تستغل تلك المواقف الشعبية الواحدة لتحويلها لما يشبه عرض العضلات، وذلك بتسمية دافع تلك التظاهرة التضامنية، أو تلك التعبيرات الشعبية مع مثل هذه القضايا المصيرية واحتسابها لحزب معين أو شخص ما، فذلك أمر خطير جدا.

فالموقف أكبر من أن نفكر في استغلاله لصالح حزب ما، وليس في هيبة ووحدة الأمة المتضامنة وإظهاره كمواقف أحزاب اجتهادية في حشد المظاهرات والتضامنات المعبرة مع مثل هذه القضايا، وإن كانت تتحد نحو هدف واحد إلا أن التشكيك وارد بسبب التعمد في إظهار الدور الحزبي في جانب هذه المواقف، وهو عيب ندركه جميعا في أن نسمي ونقسم دوافع تلك الحشود الشعبية المتضامنه لحاكم أو معارض، فالموقف موقف أمة واحدة من أجل نصرة نفسها وتحديد مصيرها، ونحن جزء من هذه الأمة، أكنا حكاما أم محكومين، وما يجب علينا هو أن نتحد بصوت واحد لايساوم، بعيدا عن النعرات والمزايدات التي تحاول جرنا خلف تلك الأصوات التي تسيء إلى الاصطفاف الشعبي، وخياره الواحد في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية المصيرية.. فغلط كبير أن يدعو أحد للتضامن مع مثل هذه القضايا باسم حزب بمفرده، فالروح العربية والإسلاميه لايختص بها حزب أو شخص بعينه، فهي قضية أمة بأكملها، ونصرتنا لها ليس هدفه تحقيق مصلحة للحزب أو شخص ما، وإنما خيار تسعى من خلاله الأمة لتحقيق مصيرها الأكبر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى