تقارير مراكز الأبحاث .. وبلادنا

> عبدالرحمن خبارة:

> المصيبة الكبرى أننا لا نتعظ ولا نأخذ بعين الاعتبار ما تقوله مراكز الأبحاث عن بلادنا وبكبرياء (فارغة) وبعنجهية (تعكس التخلف والجهل) تمر هذه الأبحاث مر الكرام لا نستفيد منها في التطبيق.. وقد أثبتت الأحداث أن ما تردده هذه المراكز المتخصصة عن اليمن تثبت صحته على مر الأشهر والسنين.

> في البلدان الأخرى .. حيث توجد المؤسسات وحيث يسود القانون والنظام تكون مراكز البحث معيناً لصانع القرار، فبها يبني سياسته ومواقفه أكان فيما يخص الداخل أو علاقاته الخارجية.. فلا مكان لسياسات المزاج والهواجس كون هذه الأبحاث تعتمد على المعلومة والتحليل العلمي الأكاديمي وهكذا يمكن النظر إلى التقرير الدولي الذي أعده معهد دراسات الشرق الأوسط الأمريكي.

> لقد شخص التقرير الدولي الوضع في اليمن «الذي أصبح خطيراً ومفتوحاً على الكثير من الاحتمالات بسبب المشكلة الجنوبية»، حيث أكد على أن المظاهرات والاحتجاجات الجنوبية يمكن أن تقود إلى خلق أزمات في مختلف المجالات، مشيراً إلى «أن غزارة المظاهرات الأخيرة وأسبابها تجعل الوضع صعباً وخطيراً بسبب غياب الإصلاح العام والشامل».

> وذكر التقرير «أن النظام اليمني سارع إلى إنكار الأزمة المتصاعدة في الجنوب.. وهي بالفعل أزمة داخلية متزايدة تستدعي تنبهاً إلى تفادي العنف الذي يمكن أن يتصاعد».

> وهذا ليس أول تقرير دولي يتحدث عن الأوضاع الراهنة.. ولقد نبهت قوى المعارضة في الداخل إلى ما يمكن أن تقود إليه هذه الأحداث، حيث ذكر الأمين العام للحزب الاشتراكي في مقابلة له مؤخراً نشرتها صحيفة «النداء» المستقلة، مؤكداً على أن المسألة الجنوبية تتطلب من السلطات الاعتراف بأن هناك قضية جنوبية.

> كما نبه الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن (رأي) في تصريح له إلى أن هناك مظالم في الجنوب وعلى السلطة العمل بالبحث عن حلول لهذه المظالم سواء أكانت متعلقة بالمتقاعدين العسكرين والأمنيين أو المدنيين أو غيرها.. وذكر أكثر من باحث سياسي أن الحلول الجزئية لن تجدي ولن تقود الا لمزيد من تفاقم الأمور.

> ومشكلة السلطة في بلادنا أنها تستخف بهذه التحاليل المحلية والتقارير الدولية وتنظر للأمور بشكل سطحي ولا تتعلم من الماضي القريب وبمكابرة وعناد وغطرسة تعتقد أن مواجهة الأحداث باستخدام العنف والقوة هي الحل لمواجهة الأزمة.

> وذكر الرئيس السابق علي ناصر محمد في مقابلة له مع صحيفة يمنية أن السلطة اليمنية قد واجهت أحداث صعدة مؤخراً بالاعتراف ودخلت في مفاوضات مباشرة رعتها الدولة القطرية وتساءل لماذا لا يتم الاعتراف بالقضية الجنوبية ويتم التفاوض الداخلي مع المعنيين بالأمر.

> هذا ما يجب عمله ومواجهته قبل فوات الأوان وقبل أن تستفحل الأحداث إلى المزيد من الترد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى