«الأيام الرياضي» تستعرض ندوة نشوء وتطور كرة السلة في منتدى الروضة الثقافي ..الندوة ألقت حجرا في المياه الراكدة واستفزت ذاكرة رواد السلة

> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

>
صورة من وقائع الندوة
صورة من وقائع الندوة
بمناسبة مرور 34 عاما على إدخال لعبة كرة السلة إلى أندية عدن، وذلك في 30 يناير 1974م من قبل نادي الأحرار الرياضي (نادي التلال حاليا)، نظم منتدى الروضة الثقافي التابع لنادي الروضة الرياضي بالقلوعة ضمن فعالياته وأنشطته الشهرية هذه الندوة، التي تحدث فيها كل من الأستاذ عبدالله عوض بايمين، أول رئيس اتحاد يمني لكرة السلة، ود. عزان عبده قائد، نائب عميد كلية التربية عدن لشئون الطلاب، والباحث الأكاديمي الرياضي المعروف، والرئيس السابق لاتحاد السلة بعدن، ونخبة من رواد ومؤسسي لعبة كرة السلة والمهتمين بها، والإعلام الرياضي.

«الأيام الرياضي» كانت حاضرة، ونقدم هنا استعراضا شاملا لأبرز ما دار في هذه الندوة، وذلك بغرض تعميم الفائدة والاستفادة وتقديمها ونشرها لأوسع نطاق ممكن من المهتمين بالشأن السلوي، حيث أن هذه الندوة تعد تدشينا للبدء في عملية توثيق مشوار نشوء وتطور لعبة كرة السلة في بلادنا، وهي خطوة متقدمة، تشكر عليها إدارة نادي الروضة والمنتدى.

< عبدالله عوض بايمين - أول رئيس للاتحاد اليمني لكرة السلة قال :

«الكثير يعرف أن بداية لعبة كرة السلة كانت في عام 1891م، كما تم تأسيس أول اتحاد دولي لكرة السلة في عام 1905م، وقد أدرجت لعبة كرة السلة ضمن الألعاب الأولمبية في عام 1936م.

ونحن في عدن بدأنا الاهتمام بلعبة كرة السلة وخاصة بعد قيام المجلس الأعلى للرياضة عام 1973م، حيث كانت أغلب الألعاب الرياضية تمارس ممارسة هامشية، وبالذات لدور المدرسين في عملية تنشيط هذه الألعاب الرياضية باستثناء لعبة كرة القدم التي كانت لها الغلبة، وقد بدئ التفكير بعد قيام المجلس الأعلى للرياضة عام 1973م، وفي إطار مسئوليته الاهتمام بوضع الأسس الصحيحة لممارسة الألعاب الرياضية بشكل عام .. وكانت الخطوة الأولى التي قام بها المجلس هي إيفاد المتدربين إلى الخارج بهدف توفير الكادر الرياضي القادر على أن يسيّر الألعاب بشكل عام، وقد كان لهؤلاء المتدربين دور كبير، حيث بدأوا في تنشيط الأندية والشباب، والدفع بهم لممارسة لعبة كرة السلة..واستمر اهتمام المجلس الأعلى للرياضة أيضا بالألعاب الرياضية الأخرى، حيث أقام عدة دورات محلية لتأهيل الشباب لممارسة هذه الألعاب الأخرى بطريقة أفضل.. حقيقة قد لا تكون هذه العملية دقيقة ووفق القوانين الدولية، ولكن كانت هناك ممارسة ومنافسة.

وهذا الاهتمام بلعبة كرة السلة انتقل إلى المدارس، ومن ثم الأندية .. وحسب معلوماتي فإنه كانت هناك أعداد كبيرة من المدرسين السودانيين الذين كان لهم دور كبير في تنشيط ممارسة الألعاب الرياضية بشكل عام.

وقد أسهمت قرارات المؤتمرين الرياضيين الأول والثاني في تفعيل وتنظيم جانب الممارسة الرياضية، حيث أقام المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للرياضة وكذا اللجان التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة في المحافظات بتشكيل الاتحادات والفروع، كما أن قرارات المؤتمر التربوي الأول عام 1975م أشارت إلى إدخال مادة التربية البدنية ضمن المنهاج الدراسي، وهذا الأمر ساعد على انتشار لعبة كرة السلة في المدارس وبشكل جدي، كما استفادت دائرة النشاطات بجامعة عدن من الرياضيين المبعوثين إلى الجزائر والدول الأخرى في أن تجعل من الكليات مراكز لممارسة لعبة كرة السلة .. كما أقامت ملاعب خاصة باللعبة في هذه الكليات، وشكلت في القوات المسلحة لجنة الرياضة والألعاب، والتي نشطت من خلال إقامة ملاعب في معسكر بدر بخورمكسر ومعسكر العند والكلية العسكرية، وإن هذه النشاطات كلها ساعدت على إقامة الكثير من المسابقات التي كان لها دور فعال في تنشيط اللعبة.. ونظرا لعدم وجود اتحادات أو جهات تنظم الألعاب الرياضية ما عدا كرة القدم قرر المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للرياضة تشكيل لجان عليا لتنظيم وتنشيط الألعاب الرياضية، ومن ضمنها اللجنة العليا لكرة السلة .. وبدأت تنشط ولكن في حدود، لأن قرار المكتب التنفيذي حدد مهام اللجان بإعداد الفرق الوطنية، والسبب في ذلك كان وجود بطولة في الكويت عام 1975م، لهذا أعاد المكتب التنفيذي تشكيل اللجان العليا وتوسيع مهامها على أساس قيامها بالإشراف على الألعاب بشكل عام في الجمهورية، وكذا تدريب المنتخبات وتسيير عملها والتحضير لإقامة الاتحادات، هذا وقد اتسمت العلاقة بين اللجنة العليا والفرع في المحافظة الأولى (عدن) بنوع من الفتور والتردد وسوء الفهم، الأمر الذي فرض نفسه على إيجاد برامج مشتركة والتنسيق مع الجامعة والقوات المسلحة، كما أنه لا توجد ميزانية للجان العليا، وعند أية مشاركة كانت توفر المبالغ لذلك، ولم يكن هناك نشاط ملموس وموجود، ومن الصعب أن تقيم اتحادات على لا شيء، وقامت اللجنة العليا لكرة السلة بالتحضير للمؤتمر الأول للسلة، حيث عقد الاجتماع التأسيسي للاتحاد اليمني لكرة السلة في 3 فبراير 1978م، وتحملنا مسئولية الاتحاد في نفس الوقت، وتم تشكيل فرعي محافظتي الثانية (لحج) والثالثة (أبين)، ووضع لوائح للمسابقات والحكام وشئون اللاعبين والقيد والانتقال والجزاءات، وتشكيل لجان لهذا الغرض، وكذا لجنة الفريق الوطني، ونظمنا عددا من المسابقات بمشاركة أندية عدن ولحج وحضرموت، والجامعة والقوات المسلحة..وعلى مستوى علاقتنا بالخارج شاركنا في البطولة العربية الثانية التي أقيمت في الكويت عام 1975م، وحضرنا المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي لكرة السلة ببيروت، وبسبب اندلاع حرب لبنان -حيث مقر الاتحاد العربي- توقفت كل نشاطاته، ليتم نقل المقر -مؤقتا- إلى سوريا، وظلت علاقتنا جيدة بالاتحاد العربي عبر المراسلات .. وعندما فكرنا بالانضمام إلى الاتحاد الآسيوي الذي أشعرنا بأنه لا يقبل أي اتحاد وطني إلا إذا كان مُنْضمَّا أولا للاتحاد الدولي، والذي له مطالب كثيرة، أبرزها القانون الخاص بالاتحاد، ولأن قانون اتحادنا في تلك الفترة عبارة عن قانون موحد لكل الاتحادات الموجودة في عدن، قمنا بتعديل وإغناء بعض فقرات القانون وقدمنا المقترح إلى المكتب التنفيذي الذي كان يفكر في أن أي تعديل يجب أن يشمل كل اللوائح للألعاب الرياضية، وكانت هذه الفترة بالنسبة لنا عصيبة وصعبة، وفيها الكثير من السلبيات والمعوقات، ولم تكن لدينا القدرة على إقامة دورات تدريبية وتحكيمية موسعة، لأنه لم يكن لدينا مدربون أو حكام في مستوى إقامة هذه الدورات، وكذا عدم توفر المستلزمات الكاملة للعبة.. ومن حسن الحظ أنه أثناء سفر رئيس الاتحاد إلى الكويت التقى بالمسئولين في الاتحاد الكويتي وطرح عليهم فكرة إقامة دورة تحكيمية متقدمة، وقد استجاب الاتحاد الكويتي لذلك، وأرسل حكمين دوليين أقاما أول دورة تحكيمية رسمية، وقد تخرج من هذه الدورة التي كانت ناجحة حوالي 41 حكما، وأفرزت الدورة 11 حكما درجة ثانية، وحوالي 14 حكما درجة ثالثة و16 حكما مستجدا .. وشارك في هذه الدورة حكام من عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت..أما بالنسبة للجانب التدريبي لم نتمكن من توفير أي محاضر دولي في هذه الفترة، خاصة وأن الفريق الوطني ذاهب للمشاركة في السعودية، وأن المسئولين في التربية والتعليم ساعدونا بتوفير المدرب الصيني، والذي استفدنا منه كثيرا.. وبالنسبة للفريق الوطني لكرة السلة تم تشكيله في عام 1975م، وشارك في البطولة العربية الثانية التي أقيمت بالكويت في أكتوبر 1975م، وتحسن مستوى الفريق بعد هذه البطولة، إلا أنه توقف عن التدريب حتى أعيد تشكيل اللجنة العليا لكرة السلة في أغسطس 1977م، والتي اهتمت بإعادة ترتيب أوضاعه واستئناف تدريباته في ديسمبر 1977م بالاستعانة بالمدرب الصيني المنتدب لدى التربية بجانب مدرب الفريق الكابتن سعد خميس.. ولقد كانت البطولة العربية التي كان مقررا إقامتها بالمملكة العربية السعودية، كما يقول المثل الشهير (القشة التي قصمت ظهر البعير)، وذلك لأن المكتب التنفيذي قام بتعديل رئاسة الوفد التي كان الاتحاد قد رشح لها نائب رئيس الاتحاد بأحد أعضاء المكتب التنفيذي، الأمر الذي رفضه الاتحاد، وعند إصرار المكتب التنفيذي على قراره ما كان من الاتحاد إلا أن قدم استقالة جماعية وحمل المكتب التنفيذي مسئولية ذلك، ليسدل الستار على كل آمال وطموحات الاتحاد والجهود التي بذلت من قبل اللجنة العليا والاتحاد، رغم الفترة القصيرة لهما (-1973 1979م) والتي كانت جديرة بالتقدير والاحترام».

< د. عزان عبده قائد- نائب عميد كلية التربية عدن لشئون الطلاب، والباحث الأكاديمي الرياضي، رئيس الاتحاد اليمني لكرة السلة فرع عدن (سابقا):

«في البدء أود أن أشكر الوالد الأستاذ عبدالله عوض بايمين على كل ما قدمه..كما أود أن أضيف بعض الأشياء المهمة، ومنها: في عام 1974م كان عندنا أول مدرب يمني مؤهل بشهادة دبلوم في ألمانيا الديمقراطية (سابقا)، وهو الكابتن عبداللاه أمان الذي كان له دور كبير في إدخال اللعبة في المدارس وبعض الأندية، خاصة نادي الأحرار (التلال حاليا) عام 1974م، وكذا الكابتن سعد خميس الذي حصل على دورة، والأستاذ حسين النجاشي، والأستاذ عبدالحميد السعيدي اللذان عادا من الجزائر ومتخصصان في مجال التربية الرياضية، وكانت لهما إسهامات في إنشاء ملاعب كرة السلة في المدارس بدرجة أساسية..وأن لعبة كرة السلة قد دخلت في فترات متعاقبة إلى أندية التلال والميناء وشمسان والوحدة، وسأواصل الحديث من حيث توقف الوالد بايمين في عام 1979م إلى عام 1990م، وقد تحمل رئاسة اتحاد السلة في هذه الفترة الأستاذ عبدالله عوض بايمين عام 1979م، والأستاذ نصر عبدالرحمن الشاذلي عام 1980م، والأستاذ محمد سعيد مقبل عام -1982 1986م، وعبدالرزاق محمد 1990- 1986م..كما أن أبطال المواسم الرياضية خلال الفترة -1975 1990م كانوا كما يلي:

نادي الميناء الرياضي -1975 1979م، ونادي الوحدة الرياضي -1980 1987م، ونادي الميناء الرياضي -1988 1990م. وكان عدد الأندية المشاركة في الفترة 1982- 1975م أربعة أندية، وهي: التلال، الميناء، شمسان والوحدة، وأضيفت إليها في عام 1983م نادي الشعلة الرياضي، إضافة إلى جامعة عدن والقوات المسلحة.. ولقد بدأ أول موسم لكرة السلة في عام 1978م.. كما شاركنا في الدورة المدرسية الرياضية في الصومال عام 1979م بفريقين (شباب وفتيات)، وفي عام 1989م أقيمت الندوة الأولى لكرة السلة في نادي الميناء، وقبل أن أختم مداخلتي هذه أتقدم بالشكر لمنتدى وإدارة نادي الروضة الرياضي على إتاحة الفرصة لنا لتقديم وتوثيق ما استطعنا أن نقدمه لكم حول نشوء وتطور لعبة كرة السلة .. كما أتقدم بشكر خاص للكابتن سعد خميس، الذي بذل معنا مجهودا كبيرا لتقديم هذه المادة المتواضعة.

< صلاح سالم الجلادي- نائب رئيس نادي الروضة الرياضي:

«أولا أشكر كل الذين استجابوا لدعوة النادي بالحضور في هذه الندوة، كما أشكر د. عزان عبده قائد، والأستاذ عبدالله عوض بايمين، والأستاذ سعد خميس على جهودهم التي بذلوها لإنجاح هذه الندوة.. ولقد حاولنا في النادي أن نهتم بدعوة كل المؤسسين الأوائل، وحاولنا أن نستفز ذاكرتهم، ومنهم من حضر ومنهم من اعتذر، وأسفنا كثيرا لمن لم يحضر، ولقد قمنا برمي حجر في المياه الراكدة لتحريك ذاكرة الموجودين والخروج بجزء هام من توثيقنا للعبة كرة السلة، حيث أننا اعتدنا دائما بعد كل ندوة القيام بالتوثيق والعمل على إصدار نشرة تحت تسمية (منتدى في نشرة) على غرار (كتاب في جريدة)، والصعوبات كثيرة التي تقف أمامنا..لكن بروح المبادرة الجماعية لدى إدارة النادي نحاول أن نتغلب عليها، وخاصة الصعوبات المالية.. وأنا أقترح على الأخوة المؤسسين الأوائل والذين تواجدوا هنا في الندوة أن يتم الإعداد لكتاب يوثق تاريخ لعبة كرة السلة، ونسهم نحن في هذا الجانب في حدود إمكانياتنا المتوفرة، خاصة وأنه لدينا تقليد موجود من بداية المنتدى، وكذلك لدى الأخوة الذين حضروا ويعتبرون من رواد المنتدى، أمثال الأستاذ عزيز طه، ألا وهو القيام بتصوير الوثائق وإعادتها إلى أصحابها بعد ذلك.

كما نقوم بتصوير وتوثيق كل وقائع ندوات هذا المنتدى.. وأرجو أن يتجاوب معنا كل من لديه صور أو وثائق لإنجاز هذا المقترح بتقديمها إلينا..ونتمنى للجميع النجاح في بلورة وتجسيد توثيق تاريخ لعبة كرة السلة في أفضل وجه .. وشكرا جزيلا لتشريفنا بالحضور».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى