> مات مناضلاً وفياً، مات رجلاً فقيراً ومظلوماً، مات إنساناً مخلصاً للوحدة والوطن، ناضل طويلاً من أجل خدمة الأصدقاء والفقراء، كان محبوباً يحظى باحترام في الوسط الشعبي والسياسي، بكى وحزن كل أصدقائه ومحبيه عند سماعهم خبر وفاته المؤلمة.

و يوم الأحد الماضي الموافق 17 فبراير 2008 شيع جثمان الفقيد وسط حزن عميق في مدينة المعلا، في موكب كبير امتد من مدينة المعلا حتى مقبرة أبوحربة، وكان في مقدمة المشيعين مستشار رئيس الجمهورية اللواء محمد ضيف الله، والأستاذ عبدالكريم شائف، نائب المحافظ الأمين العام، والعميد عبدالله قيران، مدير الأمن العام في المحافظة، والأستاذ رشاد شائع، مدير عام مكتب وزارة التعليم المهني والفني محافظة عدن وعدد كبير من الناس.

وفي صباح اليوم التالي التقيت الشيخ العفيفي، أحد مشايخ يافع، وكانت الدموع تذرف من عينيه، وقال: «المستشار أهمله النظام سنوات، وكانت المعلا منورة بوجود المستشار، أما اليوم فأراها مظلمة بعد وفاته».

بينما قال الشيخ عبدالنبي سالم، أحد مشايخ العوذال ودموعه تذرف من عينيه: «الموت أفضل له من هذه الحياة الرمة التي لازمته بعد إهماله من قبل النظام».

المستشار كان إنساناً مرحاً، ومحباً للحياة وعلاقته طيبة مع مختلف فئات وشرائح المجتمع.. كان إنساناً بسيطاً حتى أصدقاؤه في كل يوم خميس يتسابقون على الموقع في ديوانه لتناول القات، خوفاً من الازدحام، لما لهذا الإنسان من حب وتقدير في مدينة المعلا.

كان الشرف العظيم للأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، حينما وجه في آخر مقابلة رتبها الأستاذ عبدالكريم شائف، حيث وجه إلى رئيس الوزراء، ووزير الخارجية سرعة معالجة وضعه وإرساله سفيرا في إحدى الدول تعويضا لنضاله وتاريخه مع الوطن والمواطن والثورة والوحدة، غير أن ذلك لم يتم، حيث حمل توجيهات النائب معه إلى مثواه الأخير.

تحية للرئيس السابق علي ناصر محمد عندما عزَّى أسرة المذكور وأهله وذويه وأصدقاءه من منطلق الوفاء والعرفان والذكريات في صحيفة «الأيام» في عددها رقم 5329 بتاريخ 19 فبراير 2008 الصفحة 9.

المستشار توفي وعمره 58 عاماً، أب لفتاة، عمل في السلك الدبلوماسي سفيراً في الهند ثم العراق، وأخيراً مستشاراً لمحافظ عدن طه أحمد غانم.

رحم الله المستشار، والصبر والسلوان لأهله وذويه .. إنا لله وإنا إليه راجعون.