أحلى ساعات قضيتها بين أهلي وناسي في العسكرية والمنصة

> نجيب محمد يابلي:

> في وقت مبكر من صباح الأربعاء، 27 فبراير، 2008م انطلقت السيارة التي أقلتنا من عدن إلى منطقة العسكرية بمديرية يافع وكانت وجهتنا منصة التجمع التضامني الحاشد الذي ضم ناشطين سياسيين وحقوقيين وكتاباً وشخصيات اجتماعية قدموا من مناطق يافع وعموم مناطق الجنوب، الذين جمعتهم قضية عادلة: الجنوب، أرضاً وإنساناً.

لم أتصور أن أرى «العسكرية» قرية أولمبية التقى فيها قادمون من كل مناطق الجنوب وإنسانها، المدني والعسكري، الرجل والمرأة، الشاب والشيخ، حتى الهوية الحزبية أذابتها الهوية الجنوبية. المعاناة جسدتها الكلمات التي ألقاها الناشطون في الحراك السياسي والاجتماعي من أحزاب ومنظمات متقاعدين وشباب عاطلين ومرأة، وجسدتها أيضاً القصائد الشعبية التي لم تعبر عن المشاعر وحسب، بل وألهبتها.

انطلقت من المنصة كلمات حرَّى وحرة لأصحابها علي هيثم الغريب وأحمد عمر بن فريد والنائب المحترم د. ناصر الخبجي والعميد الجنتلمان قاسم الداعري والأعزاء من منظمات المتقاعدين: بن درويش من حوطة تبن وبن عاطف من أبين بنا وإحدى الناشطات النسويات من أرض سرو حمير ولا تسعفني الذاكرة لرصد آخرين.

شدني الناس كثيراً هناك، فقد رأيت مجتمعاً حياً مدنياً وهو في الريف ورأيت أربطة عنق برتقالية وهي إشارة إلى الثورة السلمية مع أنهم أهل سلاح. شدني كرم الإنسان هناك. كل واحد يريد استضافتك وحدث ما يشبه الاختطافات لكنها بقصد الضيافات. شدني عشق الإنسان هناك للكتابة ومن يكتبون. يتابعون ما تنشره «الأيام» أولاً بأول ويعلقون على هذا الموضوع ويضعون ملاحظاتهم على ذاك الموضوع.

وودعنا بمثل ما استقبلنا وغادرنا العسكرية معززين مكرمين من أهل يافع الكرام وانطلق موكبنا إلى الحبيلين، العزيزة على قلوبنا جميعاً وترجلنا إلى المنصة، العامرة بالرجال الأشاوس من كل ألوان الطيف والفتات العمرية.. فأنت جالس مع النائب والمدرس والعسكري والفلاح. تعرفت لأول مرة على النائب ناصر الخبجي والعميد قاسم الداعري وآخرين، وللأمانة أقول إن النائب الخبجي والعميد الداعري يدخلان القلب بدون استئذان، أو قل إنك لا تملك إلا أن تحترمهما.

المشكل الأكبر عندما يكون خيار الحاكم الوحيد هي «القوة» و«العزة بالإثم» ففي يوليو، 2000م شكلنا في عدن «لجنة شعبية» وشكلت لجان شعبية في محافظات جنوبية أخرى. أصدرت اللجنة الشعبية بياناً نشرته «الأيام» في عددها (755) بتاريخ 8 يوليو، 2000م ووضعنا النقاط على الحروف.. جن جنون السلطة وتم استدعاؤنا إلى نيابة الصحافة وجندت السلطة ضدنا ملعونين ومطعونين.

استشرى الفساد وباض وفرخ واستهدف محافظات الجنوب، أرضاً وإنساناً، ففي عام 2000م راوح الحراك داخل الجدران الأربعة وفي 7 يوليو 2007م كسر الحائط الرابع، حائط الخوف وجاهر السلطة والعالم أجمع بأن هناك قضية جنوبية، ستنال حقها ، طولاً وعرضاً .

حقاً «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى