هيلاري تعود للحلبة بثلاثة انتصارات وماكين ينتزع بطاقة الترشيح الجمهورية للسباق الرئاسي

> واشنطن «الأيام» مايك مكارثي وكريس سيرماك :

>
عادت سناتور نيويورك هيلاري كلينتون بقوة إلى حلبة سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بعد ثلاثة انتصارات حققتها في ولايتي أوهايو وتكساس الرئيسيتين بجانب ولاية رود آيلاند ، لتوقف سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها غريمها سناتور إلينوي باراك أوباما منذ ما يعرف بليلة الثلاثاء الكبير.

وعلى الجانب الجمهوري انتزع سناتور أريزونا جون ماكين فعليا بطاقة الترشيح عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي بعدما اكتسح انتخابات الولايات الأربع التي جرت أمس الأول (بالتوقيت المحلي) ، مما أجبر آخر منافسيه ، حاكم أركانسو السابق مايك هاكابي على الإقرار بالهزيمة والتعهد بالعمل على توحيد صفوف الحزب خلف ماكين.

وبعد فرز أكثر من 90% من الأصوات في أوهايو ، حصلت هيلاري /60 عاما/ على 55% من الأصوات بينما لم ينل أوباما /46 عاما/سوى 43% فحسب.

أما في تكساس ، فقد توقعت شبكات التليفزيون الرئيسية أن تحقق سناتور نيويورك الفوز بفارق ضئيل فبعد فرز 90% من الأصوات ، فازت سناتور نيويورك بـ 51% ، في حين نال سناتور إلينوي 47% فقط.

وتقاسم المتنافسان الديمقراطيان الفوز في الولايتين الصغيرتين ، رود يلاند وفيرمونت ، حيث فازت هيلاري بالأولى بينما حصل أوباما على غالبية الأصوات في الثانية.

وقالت السيدة الأولى سابقا في الولايات المتحدة أمام حشود من مؤيديها المبتهجين في أوهايو : " تعلمون ما يقال.دائما ما تسير الأمة على خطى أوهايو.حسنا الأمة تعود ، وكذلك هذه الحملة".

وأضافت بالقول: "أوهايو كتبت فصلا جديدا في تاريخ هذه الحملة ، ولا نزال في بدايته".

وأنهت انتصارات هيلاري الثلاثة في انتخابات أمس الأول سلسلة الانتصارات المتوالية الـ11 التي حققها أوباما ، والتي جعلته يتصدر السباق بداخل الحزب الديمقراطي ، وأعطته تفوقا طفيفا ولكنه مهم على غريمته في ما يتعلق بعدد المندوبين المشاركين في المؤتمر العام للحزب المقرر عقده في آب/أغسطس، وهو ما أكسب حملته قوة دفع في مختلف أنحاء البلاد.

وهنأ سناتور إلينوي منافسته على ما حققته من انتصارات ولكنه أكد أنه لا يزال في الصدارة بالنسبة لعدد المندوبين.

وفي كلمة أمام أنصاره في تكساس ، قال أوباما :" بغض النظر عما حدث الليلة ، لا يزال الفارق الذي نتقدم به من حيث عدد المندوبين دون تغيير تقريبا ، وإننا في سبيلنا للفوز بالترشيح".

وعلى ما يبدو سيتقاسم الغريمان الديمقراطيان تقريبا مندوبي تكساس ، حيث تقضي قواعد الحزب الديمقراطي في هذا الشأن بتوزيع ثلثي المندوبين بحسب نتائج الانتخابات التمهيدية ، في حين يوزع الثلث المتبقي بحسب نتائج مجالس الناخبين التي عقدت في وقت متأخر من مساء أمس الأول.

وأشارت النتائج الأولية بعد فرز أصوات 34% من المشاركين في هذه المجالس إلى أن أوباما حصل على 55% فيما نالت هيلاري 45%.

وقبيل جولة الانتخابات الأخيرة التي جرت أمس الأول ، كانت حملة هيلاري كلينتون تعاني من نقص التمويل وتكافح لتغيير الصورة التي بات غريمها يضفيها على نفسه من أنه صار بالفعل المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

وحتى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قال إنه يتعين على قرينته الفوز في تكساس وأوهايو للإبقاء على آمالها في أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.

ولكن بعض الديمقراطيين دعوا سناتور نيويورك إلى الانسحاب من السباق حتى يتسنى لمنافسها التركيز على مواجهة ماكين في انتخابات الرئاسة بدلا من أن يواصل تكريس جهوده لمواجهتها بداخل الحزب.

أما ماكين/71 عاما/ ، والذي بات مرشحا فعليا عن الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي ، فأكد أمام أنصاره المبتهجين أن الانتخابات الرئاسية "بدأت الليلة".

وقال ماكين وسط حشد من مؤيديه في دالاس: " أصدقائي ، الآن بدأ الجزء الأهم من حملتنا".

ومنذ أسابيع ، بات ماكين يستحوذ فعليا على بطاقة الترشيح الجمهورية ،حيث بدأ منذ ذلك الحين في تركيز اهتمامه تدريجيا على الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين ثان/نوفمبر. كما بدأ سناتور أريزونا المخضرم الترويج لموقفه الداعي إلى الإبقاء على القوات الأمريكية في العراق وهو الأمر الذي يعارضه كل من أوباما وهيلاري.

وفي تصريحاته أمس الأول ، عرض هذا الرجل الخطوط العريضة للاستراتيجية المستقبلية لحملته ، متعهدا بإحراز النصر في العراق ، وموبخا الديمقراطيين على تركيزهم على عملية الغزو عام 2003.

وأصبحت المواجهة بين المتنافسين الديمقراطيين أكثر حدة على مدار الأسابيع القليلة الماضية ، حيث تبادل الاثنان الاتهامات بشأن التكتيكات التي يتبعها كل منهما، وركزا على الخلافات القائمة بينهما بشأن اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية (نافتا) التي كان قد تم التوصل إليها خلال إدارة بيل كلينتون.

وجذبت حملة هيلاري اهتمام الرأي العام إلى ادعاءات تقول إن أحد مستشاري أوباما في المجال الاقتصادي التقى مسئولا كنديا لتبديد المخاوف من أن سناتور إلينوي سيعمد إلى إلغاء الاتفاقية حالما انتخب رئيسا,وبحسب هذه الادعاءات فإن مستشار باراك أوباما قال للمسئول الكندي إن تعهدات أوباما في هذا المضمار ليست إلا "دعاية انتخابية".

ورد أوباما بالقول إن حملة منافسته تروج لـ"قصة مختلقة حافلة بالتناقضات التي دحضتها كل الأطراف المعنية بها". وأشار أيضا في هذا الصدد إلى أن هيلاري وزوجها الرئيس السابق عملا على دفع اتفاقية (نافتا) في الكونجرس عام 1993.

وتركز السيدة الأولى سابقا في الولايات المتحدة ، العضو في مجلس الشيوخ لدورتين متتاليتين ، على قضيتي الأمن القومي وما تراه من افتقار غريمها أوباما للخبرة الضرورية في مجال السياسة الخارجية.

وأظهر إعلان تليفزيوني بثته حملة هيلاري أطفالا نائمين ، على خلفية صوت يتساءل " من سيكون في البيت الأبيض عندما يدق الهاتف في الثالثة فجرا؟".

وبعد ساعات بثت حملة أوباما إعلانا مشابها يظهر أطفالا آخرين ، يخلدون للنوم بدورهم ويطرح ذات السؤال ، ويجيب بأن الناس يريدون شخصا لم يؤيد منح الرئيس جورج بوش تفويضا لغزو العراق.

وتتركز انتقادات سناتور إلينوي لهيلاري على تصويتها في الكونجرس عام 2002 لصالح تخويل بوش الحق في ضرب العراق ، وذلك إلى جانب وصفه لها بأنها جزء أساسي من نظام سياسي في بلد يحتاج لتغيير.

وفي المقابل ، يواجه أوباما انتقادات من غريمته سناتور نيويورك وحتى من البيت الأبيض بسبب إعلانه أنه يعتزم الالتقاء بقادة "دول معادية". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى